اقتصادالرئسية

يعود السؤال للواجهة…هل يقرب مونديال 2030 مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا؟

يظل بناء نفق عابر أعماقَ البحر الأبيض المتوسط يربط بين المملكتين، المغربية في شمال القارة الإفريقية، والإسبانية في جنوب القارة الأوروبية، فكرة تعِد بمستقبل اقتصادي واعد للبلدين، وفكرة عن قوة العلاقات بين القارَّتين. فهل تتحقّق بفضل مونديال 2030؟

ويبلغ طول مضيق جبل طارق، الذي يفصل أوروبا القارية عن شمال إفريقيا 14 كيلومترا فقط في أضيق نقطة، ويتراوح عمق المياه فيه بين 300 و900 متر. بينما يتضمن مشروع “الوصلة الثابتة لمضيق جبل طارق بين أوروبا وإفريقيا” إنشاء نفق تحت الماء يضم خط سكة حديد عالي السرعة يربط بين إسبانيا والمغرب.

ومن المتوقع أن تطلق الأعمال بخصوص المشروع في منتصف العام المقبل، بعد اكتمال بعض الأعمال التحضيرية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام.

وكان جرى الإعلان في يونيو 2023، أن وزيرة النقل الإسبانية، راكيل سانشيز، ونظيرها المغربي، وزير التجهيز والمياه، نزار بركة، اتفقا على استئناف الدراسات الخاصة بخط السكك الحديدية. وفي الشهر نفسه، نشرت الجريدة الرسمية الإسبانية تأكيدا رسميًا بتخصيص 2.3 مليون يورو من الأموال الأوروبية للجمعية الإسبانية للاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (SECEGSA) لتحديث الدراسات المتعلقة بالمشروع، بهدف البدء في البناء حوالي عام 2030.

وفي تعبيرها عن وجود اهتماما بالمشروع، لدى الحكومة المغربية عمدت هذه الأخيرة على المصادقة في يوم 3 نوفمبر2022، على تعيين عبد الكبير زاهود مديراً عامّاً للشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق (حكومية) المختصة بمتابعة مشروع الربط البحري بين المغرب وإسبانيا.

هذا ومن المتوقع أن يُنجز مشروع الربط بطول 28 كيلومتراً، وسيربط “مالاباطا” بخليج طنجة، شمال المغرب بـ”بونتا بالوما” القريبة من مدينة طريفة الإسبانية.

وفي آخر المعطيات التي نقلتها الصحافة، أشارت الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق أن الدراسات المتعلّقة بمشروع الربط البحري بين المغرب وإسبانيا متقدّمة وتسير وفق ما اتُّفق عليه.

وأفادت الشّركة أنه ينتظر استكمال تحديد الاستطلاعات والاستكشافات للوصول إلى القرار المقبل حول المشروع الذي بإمكانه تأمين الربط السككيّ بين الدار البيضاء (غرب) ومدريد (وسط)، في رحلات لا تتعدّى 5 ساعات ونصف الساعة.

ويذهب المراقبون إلى أن مثل هذه المشاريع الاستراتيجية يتطلب تمويلات وميزانيات ضخمة.

جدير بالذكر، أن أصول مشروع الرابط الثابت عبر مضيق جبل طارق إلى الإعلان الإسباني المغربي المشترك المؤرخ في 16 يونيو 1979 في فاس، الصادر عن الملك الحسن الثاني ملك المغرب والملك خوان كارلوس الأول ملك إسبانيا، فإن خط السكك الحديدية المقترح سيمتد على مسافة 42 كيلومترًا. ويشمل ذلك نفقاً تحت الماء بطول 27.7 كيلومتراً، ونفقاً تحت الأرض بطول 11 كيلومتراً، بإجمالي 38.67 كيلومتراً.

كما يمتد المسار من بونتا بالوما في طريفة إلى بونتا مالاباتا في خليج طنجة، ويصل إلى أقصى عمق 300 متر مع حد أقصى للانحدار بنسبة 3 في المائة. ويبلغ قطر كل نفق أحادي المسار 7.9 مترًا، ويبلغ قطر معرض الخدمة 6 أمتار. وستربط الممرات المتقاطعة على مسافة 340 مترًا بين الأنفاق الثلاثة.

هذا ويعتبر مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا، الذي عاد إلى الواجهة صيغة  لربط إفريقيا وأوروبا بوسائل نقل حديثة تحت البحر من خلال مضيق جبل طارق، إذ من المتوقع، أن ينقل المشروع أكثر من 13 مليون طن من البضائع و 12.8 مليون مسافر سنويًا على المدى المتوسط، مما سيساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية لمنطقة غرب البحر الأبيض المتوسط. وبهذا يبرز مشروع النفق البحري على الساحة الدولية كمشروع استراتيجي ذو أهمية كبيرة لربط بين القارتين وتعزيز التعاون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى