في ذكرى رحيله..أغاني أذيعت بعد وفاته، عبدالحليم حافظ و أسرار وخفايا أغان سجلها بصوته ولم تظهر إلا بعد وفاته
لم يمهل القدر المطرب المصري عبد الحليم حافظ لتقديم بعض الأغاني التي كان يحضّرها لجمهوره، بسبب وفاته المفاجئة والصادمة يوم 30 مارس 1977، بعد تدهور حالته الصحية وإصابته بنزيف لم يتمكن الأطباء في مستشفى "كنغز كولدج" بلندن الذي كان يتعالج فيه من السيطرة عليه ووقفه.
اليوم 30 مارس تمر ذكرى وفاة العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ، ابن محافظة الشرقية أحد أعظم الفنانين في تاريخ الوطن العربي.
اسمه الحقيقى عبدالحليم على شبانة من مواليد 1929 بمحافظة الشرقية، لأب وأم رحلوا وهو فى كان عمره سنة فقط إذ رحلت أمه بعد خروجه للدنيا بأيام، ولحقها والده قبل أن يكمل عام الأول ليعيش في منزل خاله متولى عماشة وهناك أصيب بالبلهارسيا فى طفولته جراء لعبه مع الأطفال بترعة القرية .
ومنذ دخول عبدالحليم حافظ للمدرسة، ظهر حبه الشديد للموسيقى حتى أصبح فردًا رئيسي لفرقة الأناشيد، وبعدها التحق بمعهد الموسيقى العربية،و تخرج منه عام 1948.
وعمل العندليب 4 سنوات كمدرس للموسيقى العربية في محافظة طنطا ثم انتقل للزقازيق، وبعدها إلى القاهرة، واستقال من التدريس، والتحق بفرقة الإذاعة الموسيقية كعازف.
واكتشف العندليب ، الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب، الذي سمح له باستخدام اسمه “حافظ” بدلًا من شبانة، ودخل الإذاعة بعد أن قدم قصيدة “لقاء”، كلمات صلاح عبد الصبور، ولحن كمال الطويل عام 1951.
كتب عبدالحليم حافظ في مذكراته عام 1964م ،( يا رب ، إن هذه القلوب التي تحيطني هى زادي في هذه الدنيا، إن حياتي وإن كانت بسيطة لم تعد ملكي، إنها ملك لبلادي، وفني ، وملك لكل الناس، يا رب ، امنحنى القوة لكي أسعد هذه القلوب الطيبة، قلوب أهلى ووطني العربي بكل قراه ومدنه، بكل ما في نفسي من قدرة على الحب “
ولعل “أغنية حبيبتي من تكون” من أشهر هذه الأغاني التي ظهرت بعد وفاة العندليب بعدة سنوات، وهي من كلمات الأمير السعودي خالد بن سعود، وألحان الموسيقار بليغ حمدي، وتم طرحها على أسطوانات “صوت الفن” في 30 مارس 1981.
وشهد إحياء الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل عبد الحليم حافظ عام 2001 إطلاق محمد شبانة -ابن شقيق عبد الحليم- شريط كاسيت بالاتفاق مع شركة “صوت الحب”، أنتجته تحت عنوان “يا واحشني”، ويتضمن 4 أغنيات للعندليب الأسمر وجميعها من ألحان محمد الموجي، وهي: “يا واحشني”، من كلمات محمد حلاوة، و”رايتي الخضراء” للشاعر نفسه، و”حريتنا” من كلمات مأمون الشناوي، و”اصحى وقوم” من كلمات مرسي جميل عزيز.
ويعد هذا الشريط ثاني تجربة لشبانة في هذا الإطار، حيث سبق أن أنتج شريط كاسيت عام 1999 لصالح شركة “العندليب” التى يمتلكها، يتضمن بروفة أغنية “من غير ليه” بالعود بين عبد الحليم ومحمد عبد الوهاب.
ويقول شبانة في تصريح صحفي سابق إنه عثر على هذا الشريط أثناء بحثه عن شرائط الربع بوصة التي يحتفظ بها، فقام بمعالجتها وتجهيزها لتصبح صالحة للعرض، مشددا على أن هذه الأغاني لا تقل جودة عن أغاني عبد الحليم القديمة وهي سابقة لعصرها.
جدير بالذكر، أن الأغاني الأخرى، عدا “حبيبتي من تكون” التي سجلها عبد الحليم بصوته ولم تذع أثناء حياته، رائعة كوكب الشرق أم كلثوم “ودارت الأيام”، والتي غناها العندليب في جلسة خاصة عند أحد أصدقائه، لكنه رفض أن تخرج للناس، ربما لأن الفرقة الموسيقية غير متكاملة أو لم تكن بالمستوى الذي يرغب بتقديمه على المسرح. لكن بعض الشركات الفنية طبعت الأغنية وطرحتها في الأسواق، مما اضطر العمروسي لأن يخرج الأغنية من شركة “صوت الفن” إلى الجمهور.
وتكررت القصة ذاتها مع أغاني مسلسل “قاهر الظلام”، حيث أداها عبد الحليم على لسان عميد الأدب العربي طه حسين، ولم تطبع على كاسيت في حياته، لأنها أذيعت من خلال المسلسل.
ومن أبرز هذه الأغاني “يا مركبي سيري” التي غناها بثلاثة ألحان مختلفة، و”في ناس”، و”الله ما أقول الآه” كلمات محمد حمزة وألحان محمد الموجي.