الرئسيةحول العالم

تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأميركية..تحقيق “الحسم العسكري” أمر بعيد المنال، هذا وقت إقامة دولة فلسطين المستقلة

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية،لم يمر الصراع في فلسطين منذ تأسيس إسرائيل قبل 76 عاماً بمرحلة أكثر نضجاً للتوصل إلى حل نهائي مثلما يحدث الآن. 

جاء ذلك، في تقرير للمجلة تحت هذا العنوان “تناقض شرق أوسطي”، حيث أكدت فيه، أن المأساة الحالية على أرض فلسطين التاريخية تمثل أكثر “لحظة وضوح” بشأن العناصر الجوهرية الحتمية لبناء تسوية سلمية مستقبلية.

وأضافت المجلة، أنه و الآن وبعد ما يقرب من 5 أشهر، بات واضحاً أن تحقيق “الحسم العسكري” أمر بعيد المنال، وأن جيش الاحتلال ليس لديه القدرة على تحقيق “أهداف الحرب” المعلنة في قطاع غزة عدا تدمير أسس الحياة المدنية، وهو الأمر الذي ينعكس على تعقد المشهد السياسي في ظل زيادة الضغوط الدولية والأمريكية لتغيير شكل الحرب دون وجود تصور لكيفية إنهائها.

واعتبرت المجلة في تقريرها، أن  هذا العدوان الإسرائيلي الانتقامي لا يمثل فكرة سيئة وحسب بل قفزة إلى المجهول بأهداف يستحيل تنفيذها. وحتى تعديل الأهداف مؤخراً، أي تقويض حكم حماس في غزة، ليس نتاجاً لتفكير استراتيجي مدروس وإنما رد فعل عشوائي من جانب من يفترض أنهم حراس أمن إسرائيل.

وأشار تقرير المجلة،  أنه وبعد عقود من الاحتلال الإسرائيلي الخانق، كان لا بدَّ أن يحدث انفجار فلسطيني ضخم، بغض النظر عن طبيعته وأدواته، الذي يرى أن حماس كان بمقدورها أن “تختار الاحتجاجات السلمية عند حدود القطاع كما فعلت قبل 5 سنوات، لكن التأثير الأضخم هذه المرة جاء من خلال تقويض السور الحديدي الإسرائيلي حول القطاع”.

وتابع التقرير، لكن من المهم هنا التذكير بأن حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع حاولوا بشتى الطرق التصدي للاحتلال ولفت نظر دول المنطقة والعالم لما ترتكبه إسرائيل من جرائم واستفزازات بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر والضفة والقدس المحتلين دون أن يحرك أحد ساكناً.

وبعد ان تستعرض المجلة وفق تقريرها، استنادا لما نسرته “هارتس”، انه وحتى الآن بعد انفجار الموقف وشن الحرب على غزة، لا يزال نتنياهو يفضّل تعريض إسرائيل للخطر على تعريض حكومته للتفكك، بسبب مواصلة انقياده إلى نوازع المنتمين إلى اليمين المتطرف في الحكومة، بشأن ضم الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات، والتفوق العرقي اليهودي، وتأجيج الحروب، إذ اعتبرت الصحيفة أن هذا هو التفسير الوحيد لتجاهله المفزع للتحذيرات المتكررة من جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك” بشأن مغبة اضطراب الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة. يأتي ذلك على الرغم من أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أرسلت إلى الحكومة إنذاراً لا لبس فيه، بأن على إسرائيل أن تفعل شيئاً لتخفيف الظروف الاقتصادية الآخذة في التدهور بسرعة في الضفة الغربية، كما أخبر الأمريكيون الحكومة الإسرائيلية بالرأي نفسه.

ترى فورين بوليسي في تقريرها أن إسرائيل كانت لديها خيارات أخرى قبل انفجار السابع من اكتوبر. ففي ضوء مسيرة التطبيع، التي انطلقت عام 2020، تمتعت إسرائيل بعلاقات دبلوماسية مع عدد متزايد من الدول العربية، وكان بإمكانها البناء على ذلك وتوسيع اندماجها في المنطقة، إذا لم تنتهج استراتيجية تجاهل الفلسطينيين تماماً وكأنهم غير موجودين.

وهنا يكمن “التناقض” فيما يجري حالياً. فلكل هذه العوامل، أصبح ميلاد عملية سلام جديدة من تحت أنقاض الدمار الحالي أمراً أكثر قوة من أي وقت مضى، وذلك لسببين.

الأول: هو انهيار أسطورة سعت إسرائيل، وتحديدا نتنياهو، لتكريسها على مدى سنوات طويلة. هذه الأسطورة هي أن الفلسطينيين شعب مهزوم ومستسلم وأن القضية الفلسطينية باتت مهجورة ومنسية، وهي الأسطورة التي يصفها تقرير فورين بوليسي بأنها كانت دائماً “كلام فارغ وترهات يستحيل تصديقها”.

الثاني: هو الوهم أن القضية الفلسطينية يمكن إدارتها وليس حلها. بمعنى أن تفعل إسرائيل ما تشاء وتواصل تهجير الفلسطينيين وابتلاع أراضيهم دون أن يحدث شيء. الآن تحطم هذا الوهم ولا بدَّ من حل جذري للقضية الفلسطينية وإلا سيكون هناك انفجارات أخرى لن تسلم المنطقة ولا العالم بأسره من شظاياها المتطايرة.

ومن المستحيل أن يتم حل القضية بشكل جذري دون أن تنهي إسرائيل وبشكل كامل احتلالها للضفة الغربية والقدس المحتلة وحصارها على غزة حتى يتمكن الفلسطينيون من العيش بحرية وكرامة وإقامة دولتهم المستقلة، بحسب المجلة الأمريكية.

اعتبرت المجلة أن هناك جميع مقومات وعناصر هذا السلام في المبادرة العربية التي دعمتها أيضاً منظمة التعاون الإسلامي، وهي مبادرة تحتاج لإعادة إحيائها وربما مراجعة بعض بنودها، إذا ما اقتضت الحاجة، على شكل سريع، وأن تكون مشفوعة بضمانات مؤكدة للفلسطينيين بأنهم سيكونون آمنين ومستقرين في أراضيهم وتحت علم دولة فلسطين المستقلة.

وربما يكون سقوط قتلى أمريكيين، في هجوم الأردن الأحد 28 يناير 2024، جرس إنذار أخير لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للنظر في أصل الصراع الجاري حالياً وعدم الانجرار إلى توسيعه، فهذا بالضبط ما يريده نتنياهو.

المصدر: عربي بوست ومواقع إعلامية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى