الرئسيةمنوعات

رمضان في الأردن: مزيج من العادات والتقاليد بين الأصالة و الروحانيات

يعتبر شهر رمضان في الأردن من الفترات الأكثر خصوصية في حياة المواطنين، حيث تتجمع فيه القيم الدينية والاجتماعية لتشكل تجربة مميزة تسودها الألفة و الروحانية، فيما يُعد رمضان في المملكة الأردنية الهاشمية مناسبة دينية عميقة، يعيش فيها الناس تنوعًا من العادات والتقاليد التي تضفي على الشهر الكريم طابعًا فريدًا من نوعه، وفي هذا السياق ، سنستعرض أبرز هذه العادات والتقاليد التي تميز رمضان في الأردن.

روحانية رمضان في الأردن

تبدأ مظاهر رمضان في الأردن مع رؤية هلال الشهر الفضيل، حيث يحتفل الأردنيون بهذه المناسبة الدينية التي تُعد حدثًا من أحداث السنة التي تُترقب بلهفة. بمجرد دخول الشهر، يعم الشعور بالروحانية في الأجواء، حيث يحرص الناس على أداء الصلوات في المساجد، والتوجه للتهجد في ليالي رمضان المباركة، وتعد صلاة التراويح من أبرز الشعائر الدينية التي يتميز بها الشهر، حيث تزدحم المساجد بالمصلين في أجواء إيمانية ساحرة، ويمتد النشاط الديني إلى تحفيظ القرآن في العديد من المساجد، إضافة إلى تنظيم الندوات والمحاضرات الدينية التي تسعى إلى تعزيز القيم الإسلامية.

العادات الاجتماعية

تعتبر العادات الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من تجربة رمضان في الأردن، فالتواصل الاجتماعي يزيد بشكل ملحوظ خلال هذا الشهر.
و من أبرز هذه العادات “المسحراتي”، حيث يطوف شخص من الحي في الساعات الأولى من الفجر حاملاً طبلًا صغيرًا ليوقظ الناس لتناول السحور، ورغم التقدم التكنولوجي، إلا أن هذه العادة ما زالت تحتفظ بجاذبيتها في العديد من المناطق الأردنية، لاسيما في الأحياء القديمة التي تحافظ على تقاليدها الشعبية.

الإفطار الجماعي

تعتبر وجبة الإفطار نقطة لقاء رئيسية خلال شهر رمضان في الأردن، حيث يتجمع الأفراد والعائلات على مائدة واحدة للاحتفال بإنهاء يوم طويل من الصيام، خلال هذا الشهر، تتألق الموائد الأردنية بما لذ وطاب من الأطعمة التقليدية، مثل “المنسف” و”الفتوش” و”المجدرة” و”الكنافة” و”القطايف”، وهي أطباق ترمز للكرم والضيافة التي تشتهر بها الثقافة الأردنية، كما يُعد “التمر” أول ما يُفتتح به الإفطار، تماشيًا مع السنة النبوية.

وعادة ما تكون هناك زيارات عائلية متبادلة خلال هذا الشهر، حيث يحرص الأردنيون على تبادل الزيارات والتهاني في إطار من الود والترابط الاجتماعي، وتكتسب هذه الزيارات طابعًا خاصًا في رمضان، حيث يُظهر الجميع مشاعر المحبة والتقدير لبعضهم البعض.

العمل الخيري والتكافل الاجتماعي

يزداد العمل الخيري في الأردن خلال رمضان، إذ يحرص الكثير من الأردنيين على دعم الفقراء والمحتاجين من خلال توزيع الزكاة والصدقات، كما هناك العديد من الجمعيات الخيرية والمنظمات التي تساهم في تنظيم حملات إفطار الصائم، حيث تقدم وجبات مجانية للمحتاجين، خاصة في المدن الكبرى مثل عمان، و يقوم الأفراد بتقديم مساعدات مالية وعينية للأسر الفقيرة في أحيائهم، ويُعد هذا التكافل الاجتماعي جزءًا من الروح الرمضانية التي تجسدها المجتمعات الأردنية في هذا الشهر الفضيل.

المناسبات الرمضانية

هذا و تتنوع الفعاليات الرمضانية في الأردن، حيث يتم تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تضيف لمسة من البهجة خلال الشهر الكريم، و من أبرز هذه الفعاليات “مهرجان رمضان” في العديد من المدن الأردنية، حيث تعرض الفعاليات الفنية والعروض الثقافية التي تجمع بين التراث والعصرنة، كما تستضيف بعض الفنادق والمطاعم في عمان وغيرها من المدن الأردنية فعاليات خاصة بشهر رمضان تشمل الأطعمة التقليدية والفقرات الترفيهية.

في الختام، يمكن القول إن رمضان في الأردن ليس مجرد شهر عبادة وصوم، بل هو فرصة لتعزيز العلاقات الاجتماعية، والاحتفال بالعادات والتقاليد التي تميز هذا الشهر المبارك، و تُعتبر العادات والطقوس التي ترافق رمضان في الأردن مثالًا على مزيج من الأصالة والحداثة، حيث يحافظ الأردنيون على تقاليدهم العريقة في الوقت الذي يتناغم فيه مع العالم المعاصر، وهذا ما يجعل رمضان في الأردن تجربة فريدة من نوعها تستحق التأمل والاحتفاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى