
قضية اختفاء جوشلين سميث تواصل إثارة الجدل في جنوب إفريقيا
جوهانسبورغ: حميد أقروط (ومع)
تواصل قضية اختفاء الطفلة البالغة من العمر ست سنوات، جوشلين سميث، إثارة الجدل في جنوب إفريقيا، البلد الذي تستفحل فيه الجريمة وخصوصا جرائم قتل النساء والعنف، وحيث يشعر معظم مواطنيه بانعدام الأمن.
ورغم أن جنوب إفريقيا تشتهر بعمليات الاختطاف مقابل الفدية، لا سيما لدى رجال الأعمال والأجانب، إلا أن مأساة اختفاء جوشلين قبل عام أحدثت صدمة وهزة كبيرة في مجتمع جنوب إفريقيا الذي أصبح رهينة للعصابات بمختلف أنواعها، ويصرخ بصوت واحد مطالبا بوضع حد للجريمة.
وهزت هذه القضية التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة البلاد بأسرها، لكونها تعكس الواقع اليومي المرير لأمة مزقتها العصابات والفقر والتفاوتات والفساد.
وأسفرت تحقيقات الشرطة عن اعتقال والدة جوشلين، كيلي سميث، إلى جانب ثلاثة متهمين آخرين، وجهت إليهم جميعا تهمة الاتجار بالبشر لغرض استغلال واختطاف جوشلين.
وبحسب لائحة الاتهام، يزعم أن كيلي سميث باعت ابنتها لامرأة مجهولة مقابل مبلغ زهيد قدره 20 ألف راند (1200 دولار)، كما كانت تخطط أيضا لبيع ابنها البالغ من العمر 11 عاما، وابنتها الأخرى ذات العامين.
وخلال المحاكمة، كشف قاضي المحكمة الابتدائية في فريدنبورغ أن والدة جوشلين كانت “العقل المدبر” وراء اختفاء ابنتها في 19 فبراير 2024.
ووفقا للولاية، أوصلت كيلي سميث ابنتها إلى امرأة مجهولة في سيارة بيضاء، وتسلمت منها طردا.
وبعد مرور عام على اختفائها في قرية سالدانها باي، تواصل المنظمات المجتمعية والسكان المحليون والعديد من المنظمات غير الحكومية المطالبة بكشف الحقيقة الكاملة حول هذه المأساة، مؤكدين أن مكافحة الجريمة ضد النساء والأطفال ينبغي أن تكون على رأس أولويات السلطات.
كما أعربوا عن جزعهم من الارتفاع المقلق في الجرائم التي تستهدف الأطفال، حيث يرجح أن يكون الفتيان أكثر عرضة للاعتداءات والقتل، بينما تواجه الفتيات خطرا متزايدا للعنف الجنسي.
وسجلت جنوب إفريقيا في السنوات الأخيرة تصاعدا مقلقا في الجرائم المرتكبة ضد الأطفال، مما ألقى بظلال قاتمة على المجتمع وأثار مخاوف جدية بشأن سلامة ورفاهية الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع.
وجدير بالذكر أن حالة جوشلين سميث ليست معزولة، لكن حيثياتها هزت أمة أصبحت فيها الجريمة جزءا من الحياة اليومية للمواطنين.
وتعد جوشلين واحدة من بين آلاف الأطفال الذين اختفوا ولم يتم العثور عليهم أبدا. وتظهر الأرقام الرسمية للشرطة أن حوالي 16 ألف طفل يتم الإبلاغ عن اختفائهم سنويا في البلاد.
وعلى الرغم من إعلان الشرطة عن نسبة نجاح تقارب 87 في المائة في العثور على هؤلاء الأطفال، إلا أن الواقع يشير إلى أن نحو ألفي طفل يختفون كل سنة دون أن يتركوا أي أثر، وفقا لمنظمات غير حكومية.
لقد كان لهذه المأساة فضل إعادة تسليط الضوء على موضوع الأطفال المفقودين وإثارة وعي جديد واهتمام متزايد بهذه المشكلة.
وأوضحت بيانكا فان أسويغن، أخصائية علم الإجرام والمنسقة الوطنية لمنظمة “الأطفال المفقودين في جنوب إفريقيا”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هناك عدة أسباب لاختفاء الأطفال، بما في ذلك الاتجار بالبشر. كما يجب الأخذ في الاعتبار أن العديد من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها لأن الناس يخشون الانتقام، خاصة في حالات الاختطاف.
وفي انتظار كشف كامل الحقائق حول هذا الاختفاء المأساوي، ما تزال جنوب إفريقيا تحصي أضرار الجريمة التي خلفت خلال فصل واحد فقط، من أكتوبر إلى دجنبر 2024، أرقاما مروعة وصلت إلى 6 آلاف و953حالة قتل وأكثر من 8 آلاف حالة اغتصاب، وفقا للشرطة.