رأي/ كرونيك

في تعليق أولي على محاكمة الريف: كل الكوارث كان سببها غياب العدل

الكاتب خالد بكاري

عادة في المراحل الاستئنافية بخصوص المحاكمات السياسية الكبرى، يتم تعديل الأحكام الابتدائية في اتجاه التخفيف غير المؤثر، وأحيانا في اتجاه التشديد،، حتى يظهر وكأن هيئة الحكم الجديدة قد تداولت بالفعل في الملف.. ولكي يقال لنا إن القضاء مستقل.. ما وقع بالأمس كان رسالة واضحة من المخزن: أنتم تتهمون القضاء بأنه غير مستقل، ونحن نقول لكم: نعم إنه غير مستقل”وسيرو جريو طوالكوم…”
كل الكوارث كان سببها غياب العدل من سجون عبد الناصر، نبتت بذرة حركات التكفير والهجرة، ومن سجون ومظالم الحسن الثاني وأوفقير تجاه الصحراويين الذين لم يكونوا يطالبون أول الأمر سوى بدعمهم في نضالهم ضد الاستعمار الإسباني، تحول خط البوليزاريو من حركة تحريرية ضد الاستعمار إلى مشروع انفصالي…

 واليوم يقودنا هذا الجنون في التعامل مع منطقة الريف (التي لا تنقصها أسباب التوتر مع المركز، لا في الذاكرة الجمعية، ولا في التنمية) إلى ما لا يحمد عقباه… الدولة العاقلة تخفض منسوب التوترات،، تحضن أبناءها ،،، هي دولة الجميع أفرادا وطبقات ومذاهب وإثنيات،، أما الدولة الفاقدة لصوابها فهي التي يقودها جنون العظمة ونزوات الحاكم الشخصية، والحقد تجاه مكونات معينة..
قد يعتقد البعض أني أبالغ، ولكن هذا الجنون إذا جعل الساحة مجالا لصراع متطرفي الدولة الأمنية، وراديكاليي ردود الأفعال، فقد نستفيق على مطالب انفصال أخرى…
07 معتقلين محكومين ب 20 سنة، وثلاثة ب 15سنة وعشرة ب 10 سنوات، دون الحديث عن المحكومين ما بين سنة و 6 سنوات، من مجموع معتقلي حراك الريف الموزعين على ستة سجون… وحدها هذه الأرقام دالة على أن الأمر متعلق بانتقام من منطقة،، للأسف لا أجد تفسيرا غير هذا.
هذا الوطن في حاجة ماسة للعقلاء الديموقراطيين، لكنهم للأسف كالأيتام في مأدبة اللئام… ومن يعتقد أن ما حدث في تونس، وما يحدث في الجزائر لن يصله “صهده” ، فهو واهم،، لأن أشد المتفائلين لم يكونوا يتوقعون أن التونسيين الذين كنت تحس الخوف في أحاديثهم حتى ولو كانوا خارج البلد يمكن أن ينتفضوا، وأن الجزائريين يمكن أن يغامروا ب”استقرارهم” بعد العشرية الدموية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى