صحةمجتمع

ما لا تعرفه عن الصدفية.. مرض جلدي مزمن ولكن غير معدي

تعرف الصدفية بأنها أحد الأمراض المزمنة الشائعة في الكثير من المجتمعات وتسبب إزعاجا شديدا للمريض المصاب بها كونها ما تزال مجهولة الأسباب حيث يتطلب علاجها الصبر والمثابرة واختيار العلاجات المناسبة.

تتمثل أعراض هذا المرض، في ظهور بقع حمراء تغطيها قشور ذات لون فضي، وتظهر غالبا على فروة الرأس والركبتين والمرفقين وأسفل الظهر والكاحل وعلى أظافر اليدين والقدمين والصدر والبطن، وظهر الذراعين والساقين وراحتي اليدين وأخمص القدمين.

وكانت منظمة الصحة قد صنفت سنة 2014 مرض الصدفية من ضمن الأمراض المزمنة، يمكن أن يعاود الظهور بعد شفائه، كما يعتبر مرضا وراثيا، تصاحبه العديد من الحالات المرضية.

وفي هذا الصدد، قالت رئيسة الجمعية المغربية للأمراض الجلدية، فاطمة الزهراء المرنيسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الصدفية تعد مرضا مزمنا يطال أكثر من 125 مليون شخص عبر العالم و3 بالمئة من ساكنة المغرب، و15 بالمئة من المصابين بالداء من الأطفال، مؤكدة أنه مرض غير معد وتكون الإصابة موضعية وعبارة عن احمرار جلدي مكسو بقشرة سميكة بيضاء.

وأوضحت أن للصدفية أنواعا متعددة، تختلف باختلاف حدتها أو مدتها أو موقعها أو شكلها، وأهم هذه الأنواع هي، الصدفية اللويحية المزمنة وهي النوع الأكثرا انتشارا بين المرضى، والذي يظهر على شكل بقع حمراء صغيرة يزداد حجمها تدريجيا، مشيرة إلى أن من أهم المناطق التي تظهر عليها هذه الأعراض الركبة والمرفق وفروة الرأس والأذن والجزء الأسفل من الظهر.

وأضافت أن الصدفية تؤدي كذلك إلى التهاب المفاصل، حيث يصاب الكثير من مرضى الصدفية بأعراض التهاب المفاصل، وتزداد حدة الإصابة عند بعض المرضى عندما يكون الجلد متضررا وملتهبا، مشيرة إلى أن الصدفية تتحسن في بعض الأحيان عندما تتحسن حالة الجلد المرضية.

وبالنسبة للعوامل التي تؤدي الى الإصابة بهذا المرض، أوضحت أنها تتمثل في وجود خلل في المناعة الذاتية للمريض، وعوامل أخرى تؤدي إلى ظهوره أو تفاقمه، كالتدخين وشرب الكحول، إلى جانب تناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون، دون إغفال عامل التوتر النفسي والقلق الذي يؤدي إلى انتكاسة المريض.

وبالنسبة للعلاج، أفادت البروفيسور المرنيسي بأن هناك الكثير من الحالات التي تمت السيطرة عليها من خلال العلاجات المتاحة التي من شأنها التخفيف من الصدفية، حيث يبقى تعايش المريض مع المرض من العلاجات التي تسهم في التخفيف منها، إضافة إلى العلاج الموضعي بالأشعة فوق البنفسجية، مشيرة إلى أن الجمعية تشتغل بتعاون مع وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي لتوفير التغطية الصحية لهذا الداء التي تعتبر تكاليف علاجه مرتفعة بالنسبة للمصابين.

وبعد أن نصحت بضرورة التزام المريض بالخطة العلاجية التي يحددها الطبيب المعالج، والصبر والالتزام بنصائحه، والتواصل المستمر معه قبل وبعد العلاج، والابتعاد عن الضغوط النفسية وعن التدخين والحفاظ على الوزن، دعت إلى تحسين التكفل والتغطية الصحية للأشخاص الذين يعانون من المرض بالمغرب، مشيرة إلى أن تكاليف العلاج مرتفعة إن بالنسبة للمصابين أو بالنسبة للمنظومة الصحية.

وتؤثر الإصابة بمرض الصدفية على معنويات الشخص المصاب وعلى جودة حياته، حيث يشعر أغلب مرضى الصدفية بالقلق والإحراج والاكتئاب نتيجة الإصابة بهذا المرض إذ يواجهون تمييزا عند التعامل مع الآخرين، بسبب خوف كثير من الناس من هذا المرض وظنهم الخاطئ بأنه مرض معد.

وبالإضافة إلى الآثار النفسية والاجتماعية التي يعاني منها المصاب، فإن مرض الصدفية يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية والسكري وداء كرون (متلازمة كرون) وارتفاع ضغط الدم والسمنة، وعدد من المشاكل الصحية الخطيرة الأخرى إذا لم يتم السيطرة عليه.

وعموما، فإن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والنوم فترات كافية تعد ممارسات مهمة جدا لجميع الأفراد، إلا أنها تعد مهمة على وجه الخصوص للأشخاص المصابين بالصدفية أو المعرضين للإصابة بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى