اقتصاد

برنامج “المثمر” لـOCP.. تأثير المنصات التطبيقية الفلاحية محور لقاء ببنجرير

شكل موضوع المنصات التطبيقية باعتبارها رافعة لا محيد عنها لنقل المعرفة العلمية للفلاحين الصغار والمتوسطين والرفع من محاصيلهم برسم الموسم الفلاحي 2019-2018، محور لقاء نظمه المكتب الشريف للفوسفاط، أمس الخميس بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، في إطار برنامج “المثمر”.

ومكن هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة ثلة من الخبراء المغاربة والأجانب المرموقين، القادمين من إفريقيا ودول أخرى، وفلاحين ومسؤولين بالمكتب الشريف للفوسفاط، من إبراز أهمية برنامج “المثمر” والإنجازات التي تم تحقيقها في إطار المنصات التطبيقية الفلاحية برسم الموسم الفلاحي 2019-2018، من خلال تقديم خدمات ترتكز على البحث العلمي والابتكار الفلاحي وتحسين المردودية والحفاظ على الموارد.

ورغبة منها في تحقيق تحول حقيقي في هذا المجال، صممت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط آلية متنقلة ومتعددة الخدمات لمواكبة وخدمة الفلاحين عن قرب تحمل اسم “المثمر”، وتعكس عرض المجموعة الذي يستند على تقديم خدمات الإرشاد الفلاحي المرتكزة على البحث العلمي والابتكار الفلاحي.

كما تروم هذه المبادرة، التي توفر إطارا للتعاون والتبادل بين مختلف الفاعلين في القطاع الفلاحي (القطاع الخاص، السلطات المحلية، البحث العلمي، التكوين، التنمية الفلاحية، إلخ)، خدمة الفلاحين عبر تزويدهم بنظام لاتخاذ القرارات السليمة قائم على البدائل التقنية والتنظيمية الملائمة والمستدامة والمرنة والمقبولة اجتماعيا والمربحة اقتصاديا والتي تمكن من المحافظة على الموارد الطبيعية.

ويهدف برنامج “المثمر”، الذي يعد مقاربة مبتكرة ترتكز على الفلاح، إلى التأثير بشكل مستدام على القطاع الفلاحي الوطني وإغناء شبكة الفاعلين المبتكرين في هذا القطاع من خلال الاستناد على نهج علمي لمواكبة مختلف المراحل، إضافة إلى تعزيز الشراكات الفعالة، والحكامة الرشيدة مع مختلف الهيآت الفاعلة، وإدماج مختلف الفئات السوسيو-اقتصادية وخاصة المرأة القروية والشباب.

ويشتمل هذا البرنامج على العديد من الخدمات المتكاملة، ويتعلق الأمر بشكل خاص بعرض التكوين المستمر للمجتمعات الفلاحية حول المواضيع التي تمكنهم من اتخاذ القرارات العقلانية والملائمة للبيئة الفلاحية والاقتصادية المحلية والجهوية والوطنية، ويضع رهن إشارة الفاعلين في القطاع الفلاحي قاعدة من البيانات الرقمية المفيدة والمجانية من أجل مساعدتهم على اتخاذ القرارات.

كما يهدف إلى تعزيز الشراكات بين المجتمعات المهنية ومواكبة الفلاحين بشكل دائم من قبل فريق من الخبراء المتمرسين في القطاع، ويضم برنامجا للمنصات التطبيقية الفلاحية التي يتم إنجازها بشكل مشترك مع النظام الإيكولوجي الفلاحي.

ومكن هذا البرنامج، الذي يتيح اختيار وإنشاء وتتبع وتقييم المنصات التطبيقية التي تسهل عملية استخدام وإدماج الابتكارات الفلاحية المتلائمة مع الأنظمة الزراعية، من تخصيص ما لا يقل عن 2000 منصة فلاحية تطبيقية، 1000 منها مخصصة لزراعة الحبوب والقطاني، و700 منها همت زراعة أشجار الزيتون، فيما همت 300 منصة زراعة الخضروات.

وأكدت فتيحة الشرادي، نائبة رئيس السوق المحلي والتنمية الفلاحية بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، في كلمة بالمناسبة، أن مبادرة “المثمر” تعتبر فضاء متميزا للتقاسم والتشاور وإرساء نماذج مبتكرة ذات قيمة مضافة يمكن استلهامها من قبل مختلف الفاعلين، تعود بالنفع على سلسلة القيم بأكملها (المقاولة الاقتصادية، الجانب العلمي، أو المؤسسة المالية)، وبالأخص لفائدة صغار الفلاحين.

وأوضحت أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الشريك التاريخي للفلاحين والفلاحة الوطنية، تعزز التزامها من خلال برنامج “المثمر” الذي يتضمن مجموعة كبيرة من الخدمات والعروض المصممة خصيصا لخدمة الفلاحين، مؤكدة أن هذا البرنامج يتضمن ثلاث ركائز أساسية هي الفلاح الذي يوجد في صلب البرنامج باعتباره فاعلا حقيقيا للتغيير، والمقاربة التشاركية، والمقاربة العلمية باعتبارها رافعة لضمان استدامة مختلف الجهود المبذولة في إطار مختلف البرامج.

وذكرت الشرادي أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أطلقت، خلال الموسم الفلاحي 2019-2018، نحو 2000 منصة تطبيقية في إطار برنامج “المثمر”، مشيرة إلى أنه سيتم برسم الموسم الفلاحي المقبل إطلاق ما يناهز 4000 منصة أخرى.

من جهته، قدم منسق برنامج “المثمر” بالمكتب الشريف للفوسفاط، السيد حسن رفيق، في عرض مفصل، لمحة حول المنصات التطبيقية الفلاحية التي تم إنشاؤها في مختلف جهات المملكة، مستعرضا في السياق ذاته حصيلة مردودية هذه المنصات، والنتائج المسجلة، لاسيما على مستوى المنصات المخصصة للحبوب والقطاني.
وأوضح رفيق، في هذا السياق، أنه تم تخصيص المنصات التطبيقية الفلاحية لموسم 2018-2019 لزراعة الحبوب والقطاني، وهمت جميع المناطق المناخية المواتية لهذا النوع من الزراعات، واستفادت من هذه المبادرة مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية التي تضم الفلاحين الصغار والمتوسطين والشباب والنساء والجمعيات والتعاونيات الفلاحية.

وأضاف أن العدد الإجمالي للمنصات التطبيقية الخاصة بزراعة الحبوب والقطاني، التي تم إنشاؤها وتتبعها خلال السنة الأولى من مبادرة المثمر، بلغ 1071 منصة، تنضاف إليها 460 قطعة فلاحية مرجعية، مشيرا إلى أن هذه المنصات توزعت على 21 إقليما وهمت بالأساس الحبوب الخريفية من خلال 785 منصة (حوالي 73 في المائة من إجمالي المنصات) والقطاني من خلال 286 منصة (حوالي 27 في المائة).

وأشار إلى أن التدبير المتكامل للزراعات ارتكز على الاستخدام المعقلن للمياه، والمدخلات الزراعية والمحافظة على الموارد الطبيعية (التربة والمياه)، مسجلا أنه تم تطبيق ثلاثة أصناف من الأسمدة على مستوى المنصات التطبيقية، همت التركيبات الجهوية الموصى بها بواسطة خارطة الخصوبة، والتركيبات الجهوية التي تحتوى على الكبريت، إضافة إلى التركيبات المشخصة والملائمة لنوعية التربة والزراعات.

وأبرز رفيق أنه تبين بالملموس، بعد مقارنة محصول الحبوب في المنصات التطبيقية مع القطع الفلاحية المرجعية للفلاحين، وجود ارتفاع هام في المردودية، مشيرا إلى أنه، بالنسبة للحبوب، مكنت التركيبات الإعتيادية من تحقيق ارتفاع بنسبة 23 في المائة على المستوى الوطني، في حين ساهمت التركيبات الجهوية في ارتفاع المردودية بنسبة 48 في المائة.

وخلص إلى أنه يتضح، من خلال هذه المعطيات، مدى تأثير هذه المبادرة على المردودية وجودة المحاصيل، مما يمهد الطريق لتنفيذ نماذج للتنمية الفلاحية المبتكرة وذات القيمة المضافة العالية بشراكة مع النظام الإيكولوجي بأكمله.

من جهتهم، قدم مجموعة من الفلاحين والفلاحات الذين استفادوا من هذه المنصات التطبيقية، خلال هذا اللقاء، شهادات نوهوا فيها بالفريق الساهر على برنامج “المثمر” ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، للجهود التي بذلوها لإنجاح هذا البرنامج وإنشاء هذه المنصات، مضيفين أن هذه المبادرات مكنت من تحسين الإنتاج والرفع من مردودية ضيعاتهم الفلاحية رغم قلة التساقطات المطرية.

وتضمن برنامج هذا اللقاء تقديم سلسلة من العروض من قبل ثلة من الخبراء المغاربة والأجانب تمحورت ، على الخصوص، حول الابتكار في المجال الفلاحي، والابتكار في مجال تعزيز الاستدامة، والفلاحة المستدامة، والفلاحة الذكية، ودور المنظمات غير الحكومية في إنجاح نقل التكنولوجيا.

كما شمل اللقاء تنظيم ثلاث ورشات خصصت لمواضيع “الحبوب والبقوليات” و “التشجير” و “البستنة”، مع التركيز على الحلول المبتكرة التي يستخدمها الفلاحون للرفع من حجم المردودية.

واختتم اللقاء بتنظيم حفل تم خلاله توزيع الجوائز التقديرية على العديد من الفلاحين (مسيري الجمعيات والتعاونيات الزراعية) والباحثين، اعترافا من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بجهودهم المبذولة ومواكبتهم لمشروع المنصات التطبيقية الفلاحية.

وتظل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، باعتبارها فاعلا ملتزما، متعبئة إلى جانب الفاعلين في القطاع الفلاحي من أجل المساهمة في إنشاء منصات للتبادل والمشاركة والمساهمة في تطوير نماذج مبتكرة لخدمة الفلاح الذي يعتبر الفاعل الحقيقي للتغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى