سياسة

هل تدخلت الجهات المؤسسة للحسم.. وهبي والمنصوري وورائهما اخشيشن على رأس البام

بعد البلاغ الناري المشترك لكل من محمد الشيخ بيد الله، والمكي الزيزي، والتايب كفاي ، وسمير بلفقيه، وبوطيب عبد السلام، المرشحون للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، التي اتهموا فيها اللجنة التحضيرية، التي يرأسها سمير كودار، المحسوب على أحمد اخشيش بالإنزال، وفاطمة الزهراء المنصوري، ومرشحهما عبد اللطيف وهبي، حيث قالوا فيها إن “المؤتمر يشهد في هذه اللحظات (أمس السبت) تطورات خطيرة متمثلة في إنزالات مكثفة ،عبر حافلات، لغرباء عن الحزب و المؤتمر قصد السطو عليه ومصادرة إرادة المؤتمرات والمؤتمرين، وهي ممارسة مشينة”، بعد هذا البلاغ بدأت الانسحابات تتوالى للمرشحين للأمانة العامة لفائدة وهبي، ما يفيد تدخل الجهات المؤسسة لهذا الحزب المخزني، الذي يكرس تجارب سابقة، بدأت مع جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية “الفديك”، لمقاطعة القوية حجما ونوعا  للاستفتاء على دستور 1962، وهي المقاطعة التي قادها الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وساهم فيها الحزب الشيوعي المغربي، وانبثقت عن الفديك الحركة الشعبية، والحركة الشعبية الدستورية، التي انبثق عنها حزب العدالة والتنمية، وتوالت بعد ذلك مع تأسيس أحزب “كوكوت مينوت”، مثل التجمع الوطني للأحرار، وحزب الاتحاد الدستوري.

وهكذا تحول الإنزال الذي وصفه المرشحون بـ”الممارسة المشينة”، و”تسيئ لصورة الديمقراطية التي نسعى إلى توطيدها في بلادنا، فهي تضرب في الصميم العملية الديمقراطية الداخلية، وتمس بسلامة التباري والتنافس الديمقراطيين بين المترشحين لقيادة حزبنا”، على حد تعبير البلاغ المشترك إلى انسحابات لفائدة وهبي، من أجل “مصلحة الحزب”، و”الوطن”، نعم يريدون “مصلحة الوطن”.

وتحول “الاستنكار والاستهجان لهذه الممارسات الشاذة واللاديمقراطية”، ودعوة “القائمين وراءها إلى وقف هذا العبث وتحميلهم ولرئاسة المؤتمر كامل المسؤولية وما قد يترتب عنها من نتائج”، إلى مساندة بل ودعم، بمجرد تلقيهم التعليمات من أولياء نعمتهم.

وإذا كان إعلان هشام الصغير، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب، بدوره، سحب ترشيحه للأمانة العام لحزب الأصالة والمعاصرة، متوقعا لأنه منذ البداية كان مجرد أرنب سباق، حسب مصدر مقرب من الحزب، وربط انسحابه “من أجل وحدة الحزب، والحفاظ على قواه”، ولـ”دعم وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري”، فغير المستساغ هو انسحاب بيد الله، ولفائدة وهبي، وأيضا، صديقا بنشماش، بوطيب وبلفقيه.
كما أن المكي الزيزي انسحب، أيضا، من السباق حول الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة لفائدة عبد اللطيف وهبي، المرشح بقوة لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة، بدعم من فاطمة الزهراء المنصوري، وأحمد اخشيشن، اللذان يتحكمان في المؤتمر، بواسطة رئيس اللجنة التحضيرية، سمير كودار.

وفي تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، كتب زيزي، الذي خيب ظن أنصاره بالحزب، وبالقنيطرة على الخصوص، “بكل مسؤولية ورغبة في إنجاح ديناميكية التغيير، التي نريدها لحزب الأصالة والمعاصرة، ورغبة في أن ينجح المؤتمر، ويحقق ما ناضلنا من أجله من نجاح لعموم مناضلات ومناضلي الحزب قررت سحب ترشيحي ودعم ترشيح الأخ عبد اللطيف وهبي”.

وتابع زيزي أن “مصلحة الحزب تقتضي عدم تشتيت فرص تحقيق التغيير الواجب. كما تستوجب مصلحة الوطن ووحدة الصف للاستحقاقات المقبلة أن نترك طموحاتنا ونتوحد حول مشروع الحزب”، قبل أن يخلص إلى تقديم الشكر لكل من تابع حملة ترشحه وتعاطف معه وسانده.

وصب مجموعة من أعضاء الحزب جام غضبهم على انسحاب زيزي لفائدة وهبي في تعليقات على تدوينته، فبين من وصف القرار بـ”غير الصائب”، ومن اتهمه بـ”بيع الحزب جملة”، من اعتبر هذا الانسحاب “مساندة للمافيا والديكتاتورية”.

وكانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب شهدت مواجهات عنيفة بين تيارات الحزب، مباشرة بعد كلمة الأمين العام للأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، حيث انتفض مجموعة من المؤتمرين في وجه سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية، ورفعوا في وجهه شعار الربيع العربي “ارحل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى