ثقافة وفنون

الاحتفال بالغلاف

في إطار إنعاش الذاكرة، والاحتفاء بأسماء أدبية وإصدارات ثقافية كان لها أثرها ووزنها وريادتها في تاريخ الثقافة المغربية الحديثة، ارتأيت الانخراط في مشروع فني يتمثل في إعادة التصميم الغرافيكي لبعض الإصدارات الإبداعية المغربية القديمة، التي غابت ونفدت، ولم تحظ بطبعة ثانية، وربما تم تناسيها اليوم.

وهو مشروع يتغيى التوثيق، وفي نفس الآن محاولة تكريم أصحاب تلك الإصدارات التي ظهرت في فترة كان نشر كتاب في بلادنا “معجزة”، إذ لم تكن فيه الطباعة ومهنة النشر متطورة ورائجة عندنا بالحجم الذي هي عليه الآن، كما أن أغلب كتب تلك المرحلة لم تحظ في رأيي بإخراج جيد ولا بأغلفة مناسبة ولائقة.

لقد بات تصميم أغلفة الكتب فنا تشكيليا قائم الذات، له ضوابطه وقواعده، كما له فنانوه ورواده المعروفين، لا ننسى مثلا في البلاد العربية، أغلفة الفنان الرسام جمال قطب الذي اقترن اسمه بأعمال نجيب محفوظ، والفنان الرسام حلمي التوني والفنان الرسام أحمد اللباد، وغيرهم في مصر العقود الماضية. ومدى إثرائهم للثقافة البصرية للقارئ العربي، وقد صارت أغلفتهم مرجعية فنية وذات قيمة تاريخية.


أما في المغرب فيحضر اسم الفنان التشكيلي والخطاط الراحل أحمد الجوهري مع دار النشر المغربية، وقد نال شهادة التخصص في فن الغرافيك من معهد الفنون ببراغ في بداية الستينيات الماضية، والفنان التشكيلي عبد الله الحريري مع دار توبقال للنشر. ولم يتطور فن تصميم الغلاف في المغرب رغم رواج النشر وإنشاء دور نشر عديدة، ورغم تطور الحركة الفنية التشكيلية المغربية، ورغم وجود مصممين ماهرين. فقد ظل التفكير في تصميم غلاف لائق وجيد أمرا ثانويا.


لا شك أن للغلاف دورا هاما في الترويج للكتاب.فهو أول ما يثير العين ويجذب القارئ. ولن نأتي بجديد إذا قلنا إن غياب التصميم الجيد والإخراج المميز لغلاف الكتاب قد يؤثر ويضعف من أهمية الكتاب والإقبال عليه.


بعد إعادة تصميم أغلفة إصدارات الحبيب الفرقاني وأحمد الجوماري ومحمد عنيبة الحمري ومحمد بنطلحة ومحمد علي الهواري وعبد الكريم بن ثابت والطاهر محفوظي، أنشر اليوم إعادة تصميم غلاف المثقف المتعدد المواهب الشاعر أحمد صبري: “أهداني خوخة ومات” الذي صدر في ستينيات القرن الماضي.


أتمنى أن تلقى هذه التجربة والمحاولة بعض التجاوب والقبول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى