اقتصادكورونا

ربابنة طائرات “لارام” يرفضون خصم نسبة قليلة من رواتبهم والشركة على أبواب الإفلاس جراء كورونا

طالب ربابنة الطائرات العاملين بالخطوط الملكية المغربية إدارة الشركة بصرف رواتبهم كاملة، دون خصم منها، كما طالبوا بتحويل جزء منها بالعملة الصبة، إلى حساباتهم المفتوحة، ببنوك خارجية، خاصة في أوروبا.

وجاء طلب الربابنة في رسالة ردا على مقترح تقدمت به إدارة الشركة، يقضي بخصم نسبة مائوية من رواتب مستخدميها، خاصة الذين تتجاوز رواتبه الشهرية 10 آلاف درهم.

وأوضح مصدر أن الربابنة الـ 600 بالخطوط الملكية المغربية (لارام)، لم يتجاوبوا مع مطلب الشركة، التي تعاني أزمة، كباقي شركات النقل الجوي، بعد توقف الملاحة الجوية عبر مطارات دولية ومحلية، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأضاف المصدر أن إدارة الشركة اقترحت، أمام الأزمة، التي يعانيها القطاع عالميا، اقتطاع من رواتب الأطر والمستخدمين مبالغ مالية تتراوح قيمتها ما بين 10 في المائة و30 في المائة حسب الرواتب، خاصة أنهم الآن في “عطلة إجبارية” بعد إغلاق الحدود الجوية الدولية والمحلية، على أساس إعادة المبلغ المقتطع إلى حساباتهم مباشرة، بعد الانفراج وتجاوز الأزمة المالية، التي تمر منها الشركة، كما باقي شركات النقل الجوي عالميا، بعد استئنافها لأنشطتها، حين إعادة فتح الأجواء الجوية، من جديد، بعد عودة الحياة إلى طبيعتها ونهاية “زمن كورونا المستجد”.

واقترحت الشركة اقتطاع 30 في المائة بالنسبة للفئة التي يفوق رواتبها 30 ألف درهم، و10 في المائة بالنسبة للذين يتقاضون ما بين 10 آلاف و30 آلاف درهم، فيما أعفت الشركة فئة المستخدمين، الذين يتقاضون أقل من 10 آلاف درهم من الاقتطاع، ويتقاضون رواتبهم كاملة، لكن يوضح المصدر، قوبلت مقترحات إدارة الشركة بالرفض من قبل الربابنة، الذين تتراوح رواتبهم ما بين 130 ألف درهمًا (13 مليون سنتيم) و160 ألف درهمًا (16 مليون سنتيم) صافي شهريا، على عكس باقي الفئات التي تتقاضى رواتب شهرية أقل بكثير من رواتب الربابنة، والتي تجاوبت مع مقترح إدارة الشركة، مساهمة منها في إنقاذ لارام من الانهيار.

وأضاف المصدر أن الربابنة لم يرفضوا مقترح إدارة الشركة، في ظل هذه الأزمة، بالاقتطاع المؤقت من رواتبهم، فقط، بل طالبوا، في رسالتهم الموجهة للرئيس المدير العام للشركة بأن تفي هذه الأخيرة بالتزامها، وتحول لهم، في نهاية شهر مارس الجاري، جزءا من رواتبهم عن الشهر ذاته، بالعملة الصعبة، إلى حساباتهم في الخارج.

وحسب المصدر ذاته فهؤلاء الربابنة كانوا، قبل سنوات، طالبوا الشركة بأن تصرف لهم شهريا جزءا من رواتبهم (1500 أورو)، أي ما يعادل حوالي 16 ألف درهم، في حساباتهم البنكية في الخارج، حيث أن جلهم عمل على فتحها وسط العاصمة الفرنسية باريس.

وكان مكتب الصرف، حسب المصدر نفسه، وافق على العملية، بشرط عدم اقتناء عقارات في الخارج، لكنهم رفضوا، بعد ذلك، التوقيع التزام في الموضوع، ما يستدعي إلغاء هذا الاتفاق.

يذكر أن الربابنة جميعهم أي الـ600 ربان العاملين بشركة الخطوط الملكية المغربية (لارام) ساهموا بمبلغ 2 مليون درهم في صندوق تدبير جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19)، أي ما يعادل مبلغ 3 آلاف و300 درهم لكل ربان.
وجدير بالإشارة إلى أن مجموعة من شركات الطيران إما أعلنت إفلاسها أو على أبواب الإفلاس، جراء الأزمة الي يشهدها القطاع، بعد تفشي فيروس كورونا، حيث سبق لشركة الطيران البريطانية “فلايبى” أن أعلنت، بداية شهر مارس (05 مارس)، إفلاسها، بعدما كبدها فيروس كورونا المستجد خسائر فادحة جديدة، وقالت الشركة – فى بيان على موقعها الإلكترونى، إنها لم تعد من أكبر شركات الطيران في بريطانيا، مشيرة إلى دخولها مرحلة الإفلاس وأنها باتت تحت الوصاية، وأنه تم إيقاف جميع الرحلات الجوية وتوقف عمل الشركة في المملكة المتحدة.

وفشلت شركة “فلايبى”، التي توظف نحو ألفى (2000) شخص، في تغيير مسارها التجاري نحو الأفضل بعد استحواذ تحالف شركات “كونيكت إيروايز” عليها العام الماضي، وذلك بسبب ضعف الطلب والمنافسة القوية.. ثم جاء تفشي فيروس كورونا، الذي شل شركات الطيران في العالم، ليسدد الضربة القاضية لـ”فلايبي” ويسرع بانهيارها.

وتعتبر الشركة البريطانية أكبر مشغل للرحلات الداخلية في المملكة المتحدة، حيث كانت تنقل نحو ثمانية ملايين مسافر سنويا من 43 مطارا في أوروبا و28 في بريطانيا.

وفي الإطار ذاته، قالت “ليزيكو” الفرنسية إن الصدمة الاقتصادية التي تلت انتشار فيروس كورونا حدثت في وقت بدأت الهشاشة تظهر على صناعة الطيران، لذلك فإن عددا من شركات الخطوط الجوية باتت مهددة بالاختفاء.

وذكرت الصحيفة أن الانخفاض الهائل في الحركة الجوية خلال الأشهر الستة التي تلت هجمات 11 سبتمبر 2001، تسبب في سقوط ثماني شركات طيران رئيسية، من بينها سويس إير وسابينا، كما أن الأزمة الاقتصادية 2008 كلفت القطاع أكثر من مئة مليار دولار، وتسببت في اختفاء 14 شركة أوروبية في عام واحد.

وأفادت الصحيفة، في مقال للكاتب كزافييه تيتلمان، بأن سنة 2019 التي لم تحدث فيها أزمة، اختفت فيها 25 شركة، بسبب ما شهده قطاع صناعة الطيران من هشاشة.

ويرى الكاتب أن وباء كورونا حدث في ظروف هي الأكثر هشاشة بالنسبة لصناعة الطيران، حيث توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي الأسبوع الماضي أن تنخفض إيرادات الطيران العالمية بنسبة 19% في عام 2020 إلى نحو 113 مليار دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى