رأي/ كرونيككورونا

أمشياع يكتب: كورونا تحكي (03)

داخل من أسكنهم، وسكنتهم، أصغي جيدا لما أسمع من حوارات.. ضجيج، وصراخ، وانفعالات، ورود أفعال..

أسمع من يشتكي من نقص في المستلزمات والمعدات الطبية، والنقص في التغذية، والنقص في العناية والاهتمام… ومن يطالب بالكرامة والأنسنة والتعامل اللائق.. ومن يعاني من تعدد المهام والإرهاق في العمل..

ما أثار انتباهي هو سماع عبارة تتكرر: “حنا اللي علينا تانديروه”.. “سير گولها ليهم فالرباط”… فهمت أن الرباط فيه من يتخذ القرار، والآخرون مجرد أتباع للمركز… والمحيط يفتقر إلى اللجن العلمية لتدبير الأزمات، ومعالجة الإرتجال في تدبير اختلالات الموارد البشرية..

زرت عشر جهات، في سياق الجهوية، ولاحظت أن اللامركزية واللاتمركز لا زالا في حضن التمركز.. لا اختصاصات تذكر لرؤساء الجهات، ولا مشاريع تنموية جهوية يبرمجونها.. لازال الوالي ورئيس الجهة يتنازعان الاختصاصات، شأن العامل مع رئيس المجلس الإقليمي، في ذلك، والباشا مع رئيس البلدية، كذلك، والقائد مع رئيس المجلس القروي أيضا.. هي ديمقراطية عرجاء يحكمها التحكم والوصاية…

المجتمع المدني في سيره يتعثر.. في قضاياه لا زال لم يتموقع.. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خاصمت مكوناته.. منها من قبل الاسترزاق والانبطاح ومنها من اختار الاعتماد على الذات، تفاديا لـ لي الذراع وبقي بلا وسائل والتسويق لمنجزاته…

سكان غير مؤطرين، ولا علم لهم بما يجري.. يتوزعون بين الولاء للقبيلة، والإدعان للدين، والإرتماء بين أحضان الأعيان، واللجوء إلى أصحاب الرساميل..

الأحزاب السياسية تتفرق كي تسود.. قد تحولت إلى قبائل، وإلى تجار دين، وإلى أعيان، وإلى أصحاب رساميل، للتصويت بالسكان لصالحهم.. قليلون من خرج عن القاعدة، لكنه يفتقر إلى القواعد.. ومن شح كل شيء، بقي يعاني ولا يراكم.. فئة عريضة بقيت على الهامش تنتقد، تتفرج، وتعطي الدروس من بعيد.. لا ثقة لها في كل مايجري، ولا مصداقية لها في كل المؤسسات.. تراهن على وعي الناس، غير المؤطرين والمرهونين لدى لوبيات مركبة وأخطبوطية..

أوصيكم بالثقافة والثقافة والثقافة.. لأن التغيير بدون ثقافة أمر يستحيل …
عن كورونا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى