ثقافة وفنونمجتمع

عين على التلفزيون: الجشع والمال السايب وغياب المراقبة بقنواتـ”نا” “العمومية” يؤدي إلى العبث (الحلقة 1 – مسلسل الغريبة)

لا يختلف اثنان، ولا يتناطح عنزان على أن ما يقدم من مسلسلات، وسيتكومات، على قناتي الأولى والثانية، في كل شهر رمضان، عنوانه الكبير الرداءة، واحتقار المشاهد، وذلك كله نتيجة الجشع والمال السايب، وغياب المراقبة على قنواتـ”نا” “العمومية”، ما يؤدي إلى العبث، ويتحول رمضاننا كل سنة إلى مسلسل يومي لتعذيب المشاهد، الذي لا يجد بدا من تغيير وجهة الصحن اللاقط اتجاه قناة تحترم ذوق المشاهد وذكاءه، لا قناة تحتقره وتهينه… جريدة “دابا بريس.كوم” ستخصص حلقات عن إنتاجاتـ”نا” التلفزية يقف عند سلبياتها، وكواليس إنتاجها، وكيف تتكرر الأخطاء وتفوز شركة تنفيذ الإنتاج نفسها، في الموسم الموالي، بحصة الأسد من المال العام لتنفيذ إنتاج عمل جديد بنفس أخطاء العمل القديم..

الحلقة الأولى.. مسلسل الغريبة كور وعطي العور

دخل إلى الإنتاج التلفزي غريبا، وما زال غريبا، إنه منفذ إنتاج مسلسل الغريبة، من صحافي مغمور في القسم الثقافي والفني بيومية “رسالة الأمة”، يتقاضى راتبا بحوالي ألفي درهم شهريا، إلى مليونير، يملك الضيعات، وسيارة فاخرة وكل ذلك من المال العام، حيث صار صاحب شركة لتنفيذ الإنتاج “كود نيو كوم”، و”منتجا كبيرا”، انطلق من برنامج تلفزيوني للأطفال “سنابل”، انطلاقة أو عملية يمكن اعتبارها “شراء صمت” حين بدأ ينشر “غسيل” مسؤولين على القنوات “العمومية”، وكان مقال تحت عنوان عريض في الصفحة الرئيسية يتحدث عن “فضائح زوجة مسؤول كبير بالتلفزيون المغربي”، بوصلة الأمان، التي ستقود زميلنا من صحافي مغمور إلى اللعب مع الكبار، وكانت البداية عربون محبة توطدت، بعد أن تداخلت المصالح، وكان، في ما بعد، الوسيط الذي يتدخل لدى الصحافيين لشراء صمتهم، وبطريقة “ذكية”، حيث يعمل على “رشهم” بالفتات، سواء بإشراكهم في لجان التحكيم في برنامج “نجوم بلادي”، الذي اقتبسه في تناص مشوه أو بالأحرى تلاص (من اللصوصية) من برنامج “الجامور” لصاحبه فوزي الشعبي، أو بالمساهمة في كتابة سيناريوهات السيتكومات حيث استقطب صحافيي الجرائد المشرفين على الصفحات الثقافية والفنية…

ولم يمض وقت طويل حتى أثمرت “جهوده” وكان الرابح الأكبر مع إعلان نتائج أول طلبات العروض الخاصة بالبرامج سواء بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (الأولى والأمازيغية) أو بالقناة الثانية بعد فرض دفاتر التحملات، في عهد وزير الاتصال مصطفى الخلفي، الذي حاول تقنين القطاع لكن قطاع الطرق كان لهم رأي آخر، حيث تمكنت شركة أحمد أبو عروة من الظفر بثلاث “مشاريع”، عبارة عن مسلسلات دفعة واحدة، وبميزانية تجاوزت 2 ملايير ونصف مليار سنتيم، الأول في القناة الأولى، والثاني في القناة الأمازيغية والثالث في القناة الثانية..

ولن نتحدث عن برنامج “مي الحبيبة”، والذي تحول فيه منفذ الإنتاج إلى كل شيء بما فيها ممثل، ولا عن إخراج هذه المسلسلات والبرامج، ولو التقت تلك الأعمال في شهر واحد تتكلف المخرجة الوحيدة جميلة برجي، بإخراجها جميعا، ما يجعل تلك الإعمال بعيد كل البعد عن الفن، أو بلغة أخرى كورو واعطي العور، لأن لا هم لهم سوى حصد المزيد من المال العام، على حساب الجودة والفن، ويكفي أن يتابع المغاربة فضيحة على القناة الثانية، حين الإعلان عن انطلاقة تصوير المشهد (أكسيون) وسط حلقة من حلقات مسلسل “الغريبة”، لم ينتبه لها لا المخرج ولا المكلف بالمونطاج ولا منفذ الإنتاج ولا ولا.. لأن لا هم لهم سوى ما يذره عليهم هذا الإنتاج من مال، وليتأكد للجميع أن جل أعمال رمضان، إلا من رحم ربك، ليست سوى “بريكولاج” و”كور واعطي العور” لي هو الجمهور المغلوب على أمره، أما الحديث عن الجودة فلا تهم ما دام أن الميزانية صرفت وكل له منها نصيب…
تابع الفضيحة في الفيديو التالي…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى