ذاكرة

بلعيد البوسكي يسترجع ذكرى وفاة عبدالمومن اشباري رفيقه في الدرب والاعتقال

بلعيد البوسكي

اختطف عبدالمومن  اشباري من حرم الجامعي بكلية الآداب عين الشق عندما كان يجتاز الامتحانات السنة الرابعة تخصص اللسانيات شهر يونيو لسنة 1985.
اقتيد إلي المعتقل السري السيء الذكر درب مولاي الشريف الذي يوجد في حي المحمدي بالدارالبيضاء .

حيث أمضى بالمعتقل السري شهرين و مورست عليه كل أنواع التعذيب الجسدي و النفسي و كان يعاني من مرض القلب و مشكل التنفس كانت عينيه معصبتين و الأصفاد في يديه طيلة هذه المدة التي قضاها في المعتقل السري، لأن اشباري كان مطارد من طرف الأجهزة البوليسية لانه لم يعتقل في شهر يناير 1985.
وفي شهر شتنبر سيحاكم بأربعة سنوات بالمحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء.

بعد تواجده بالسجن المدني (اغبيلة )بالدارالبيضاء نقل الي حي يسمى 8/6 مع المعتقلين الحق العام من أجل طمس هويته كمعتقل الرأي و كان يطالب بضمه إلى المعتقلين السياسيين مجموعة 16 الذي كانو موجدين بالحي الأوربي .

لأن إدارة السجن كانت نقلت قبل مجموعة من المعتقلين السياسيين الذي اعتقلوا إثر الانتفاضية يناير 1984الي السجن عين البرجة بالدارالبيضاء .

في 23اكتوبر 1985 اختفطت بالمخبزة والحلويات التي كان يملكها الفقيد والدي، التي كانت توجد بدرب عمر قرب مقر القديم الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل من طرف 4 ضباط الأمن السياسي و قادوني الي درب مولاي الشريف ذالك الشهر عرف المغرب اختطافات مست مجموعة من المناضلين و المناضلات اليسار المغربي .حيث مورست علي ابشع أنواع التعذيب الجسدي و النفسي وكنت أعاني من مرض الربو(الضيقة)وكان ضباط التحقيق مرة مرة يأخذونا من عندي الدواء. الضيقة البخار (ربوز) لمعتقل اخر حتى هو كان يعاني من مرض الضيقة هو الراحل الرفيق آمين التهاني الذي استشهد تحت التعذيب ولم نعرف الخبر حتى تواجدنا في السجن المدني بالدارالبيضاء .

و لما كنا في المعتقل السري سمعن اأن أجهزة المخابرات اختطفت سجينين من السجن المدني بالدارالبيضاء هما عبدالمومن اشباري و حسن الصعيب و بدأ التحقيق معهم من الجديد، ظلوا يوم واحد في المعتقل السري إلي أن نقلو إلي مكانهم في السجن .

ومن بعدها المحققين قسموا المعتقلين الي مجموعتين
المجموعة 26و المجموعة 15.

عملت إدارة السجن المدني بترحيل المعتقلين من مجموعة 16الي السجن الفلاحي عين علي المؤمن بمدينة سطات .

لما التحقنا الي السجن دخلونا بالضرب و السب و الشتم و فرقونا في عدة احياء محشورين مع المعتقلين الحق العام .

وحوكم اشباري و الصعيب من جديد بالمحكمة الجنائية وكان صك الاتهام :الانتماء الي منظمة الماركسية اللينينية غير قانونية و توزيع المنشورات و الملصقات و مشاركة في المظاهرات غير مشروعة، ومس بالمقدسات البلاد و مس بسلامة أمن الدولة .
كان حقهم في الأحكام 10سنوات لكل من اشباري و الصعيب .

بعد الأحكام قامت الادارة السجن بتشتيت البعض المعتقلين مجموعة 26 الس بعض السجون و بقى اشباري في نفس الحي 8/6و الصعيب في الحي الصغار ،بعض المجموعة 26في الحي الأوربي و مجموعة التي كنت انتمي اليها كنا في الحي الحضري .

و بعد سلسلة من الاحتجاجات و النضالات و دخول في إضراب عن الطعام زيادة الدعم و المساندة التي كنا نتلقى من العاءلات المعتقلين و كل القوى الحية في البلاد و الحركة الحقوقية الدولية . ثم تحقيق مطالبنا جمع كل المعتقلين السياسين في الحي الأوربي والفسحة طيلة اليوم و حمام و زيارة الطبيب وزيارة العاءلة في شروط إنسانية و متابعة الدروس و ذهول الكتب و الجرائد و راديو و التلفاز .

وقضى اشباري أكثر من تسعة سنوات و أطلق سراحه بموجب عفو الملكي غشت 1994.

لترقد روحه الطاهرة في السلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى