سياسة

بوعزيز: اللجنة الخاصة للنموذج التنموي الجديد تداعيات كورونا تمنحها فرصة لاستشارة فعلية بدون مسلمات

قال المؤرخ والفاعل السياسي المصطفى بوعزيز، إن جائحة كورونا وتداعياتها على كافة المستويات، تمنح اللجنة الخاصة للنموذج التنموي الجديد فرصة مواتية للقيام باستشارة فعلية وحوار فعلي.

وأضاف بوعزيز في حوار شامل أجرته “دابا بريس” معه، أن الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب قبل كورونا كانت وصلت للباب المسدود، وذلك ما طرحته الكثير من التقارير الرسمية، بما فيها الخطب الملكية التي سبق لها وتحدثت عن الثروة، وعن استنفاد النموذج التنموي المغربي لدوره، لكن ظلت الدعوة للحوار من قبيل “شاوروا وما تاخذش برايوا”، حيث تظل الاختيارات الكبرى موجودة وهي التي تصنع، الآن يضيف بوعزيز دخلنا في سرعة وبتدافع تاريخي أكبر، لأن القناعات التي كانت تبني عليها السلطة اختياراتها سابقا ضربت اليوم عالميا، وانعكاساتها وطنيا ظاهرة اليوم، ومن هذه الزاوية سيقول البعض “الله يحسن عوان لجنة بنموسى” التي كانت ملزمة أن تخرج في ستة أشهر شيئا ما حيث الخطوط العريضة موجودة، أو من سيقول يا لحسن حظ اللجنة مع هذه الأزمة، لأنه أزيلت من طريقها المسلمات بسبب كورونا، والتي كانت موضوعة لها كخطوط حمراء، وأصبح اليوم بإمكانها أن تقدم على استشارة فعلية.

في نفس السياق، أكد المؤرخ والباحث في الحركات الاجتماعية، أن ما يقوي هذا المنحى، أن الشعب المغربي غالبيتها العظمى، كان يعيش اليوم بيومه، وأن غالبيته كان يعيش في الهشاشة، سواء تلك المهن المهيكلة، أو تلك التي تدخل في الاقتصاد غير المهيكل، هذه الأسر لو جمعناها لنرى تأثيرها سنصل إلى حوالي 30 مليون مغربي، وذلك انطلاقا مما ورد في ما صرح به وزير المالية الذي تحدث عن 6 مليون أسرة ممن شملهم الدعم، مشيرا أن هذه الهشاشة الموجودة وبقوة زادت من صعوبة العيش بالنسبة للمغاربة، وبطبيعة الحال هؤلاء المغاربة يعيشون بضائقات مالية كبيرة، وأنه ورغم الدعم الذي هو في الحقيقة إسعافات، فإن التضامن الذي هو في عمقه إحسان لدواعي دينية هو الذي أعطى نوع من التخفيف من هذه الصدمة إلا أن الغضب موجود، مضاف إليها الإجراءات الصحية التي تقتضي شروط ومن ضمنها سكن لائق، الشيء غير متوفر لغالبية المغاربة، وهو ما يعني أن الغضب الذي كان موجودا قبل كورونا سيتضاعف.

استمع أيضا

حوار شامل مع بوعزيز وحديث عن كورونا والعولمة والاقتصاد والتحولات العالمية القادمة وأشياء أخرى (الجزء1)

 

في السياق ذاته، شدد بوعزيز في الحوار، الذي ستنشر “دابا بريس” جزئه الثاني، التأكيد على ان كل هذا يطرح سؤالا كبيرا هو: هل ستواجه الأزمة بقبضة حديدية، وأنه بالإمكان حكم وترويض المغاربة بهذه الطريقة، معتبرا بوعزيز من وجهة نظره، أن هذا وهم، وهو الاختيار السهل الذي يغري اليوم المتنفدين داخل الدولة والمستفدين منها، إلا أنه  الاختيار الذي قد يأتي على الأخضر واليابس، لأن الغضب الموجود سينضاف له الغضب الحالي ليتولد  عنه انفجار بدون أفق، إلا أفق المواجهة التي سيواجه بضغوطات الخارج، وسنكون حينها أمام تبعات هذا الاختيار، وليس أمام تأهيل لنندرج إيجابيا في الترتيب الجديد للعالم.

ترقبوا تفاصيل الجزء الثاني من الحوار مع المصطفى بوعزيز بعد قليل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى