سياسةمجتمع

الدار البيضاء مشاكلها البيئية في عقلية مسيريها..الإجهاز على حديقة البلدية بالحبوس مجرد مثال 2/2

مشاكل التلوث الناتجة عن حركة العربات والوحدات الصناعية

أصبح سكان الدار البيضاء يؤدون ضريبة التحضر السيء، الذي يسيء لصحتهم الناتجة عن الغازات بكل أنواعها، بسبب تزايد الوحدات الصناعية ووسائل النقل، التي تنفت مواد سامة بروائحها الكريهة ، فحسب العديد من الدراسات تؤكد ان أول اكسيد الكاربون يمنع نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم ،الشيء الذي يؤدي إلى خلل في الإدراك والتفكير، ويزيد من ساعات النوم ويهدد حياة الجنين ثم الغثيان وألم الرأس وامراض القلب .

أما الرصاص، فيشل الأجهزة العصبية والتناسلية والكلوية، وثاني أكسيد النتروجين وأول اكسيد النتروجين ،هي غازات سامة تحدث التهابات خطيرة في الرئتين ، خصوصا في صفوف الاطفال ،اما الاوزون ، يهاجم الاغشية الدماغية المخاطية للعيون والجهاز التنفسي ،ويقلل من مدى الرؤية ومن مناعة الجسم عند نزلات البرد، وغاز ثاني اكسيد الكبريت ينشر رائحة تؤدي الى السعال والتهابات في الجهاز التنفسي .

تتناسل بالدار البيضاء التجزئاتالسكنية والوحدات الصناعية ، في غياب استحضار التوازن البيئي ، فالحدائق آخر ما يتم التفكير فيها من لدن المشرفين على الشأن المحلي، فالتخطيط العمراني يتم بدون تخصيص مساحات خضراء ، فالرصيد الاخضر الذي ورثته المدينة عن الاستعمار الفرنسي، بدأ الاجهاز عليه في تحالف المجالس مع المقاولين، بطرق غير شرعية لجني الارباح المالية .

أثناء الأزمة الوبائية كوفيد 19اقدم مجلس الفداء درب السلطان على الاجهاز على حديقة البلدية بحي الحبوس التي ارتبط وجودها ببناء هذا الحي الدي بني …..ليحل محلها سوق للشواء وبيع اللحوم .اما النموذج الثاني للاجهاز . يسعى مجلس الصخور السوداء التابع في التسيير لحزب العدالة والتنمية الى هدم واقبار الحديقة العمومية الوحيدة المجاورة لمحطة القطار المسافرين . هذا المجلس كباقي المجالس المسيرة من طرف العدالة والتنمية لهم عداء مع الحدائق حيث يعتبرونها مكانا للرذيلة . اوليس اقبح رذيلة من حرمان الاطفال والشيوع وعموم المواطنين من الترويح على النفس واستنشاق هواء نظيف في فضاء اخضر .لذلك خرج سكان بلفيدير يوم السبت 20 يونيه 2020 للاحتجاج في وجه المجلس الجماعي للكف عن اجرامه في حق البيئة .

فحسب بعض الدراسات إن معدل المساحات الخضراء لكل مواطن لا تتعدى 0.10 م2 من المجال الاخضر مقارنة بمدينة باريس 2.10 م2 لكل مواطن .فالمساحة الخضراء المتوافرة لا تخدم الحاجات المطلوبة للوقاية من التلوث ،الذي يتزايد بفعل تكاثر الوحدات الصناعية ووسائل النقل والكثافة السكانية ، فالشوارع التي كانت تؤثثها الاشجار المورقة طيلة السنة باخضرارها ،تحمي الطيور والإنسان وتعدل من الجو والتي تم غرسها في حقبة الاستعمار،بعضها أجهز عليها لمرور ترمواي بدون تعويضها وبعضها حل محلها .

صفوف من أشجار النخيل نموذج شارع كاميل دي مولان سابقا شارع المسيرة حاليا بمقاطعة المعاريف، أما حديقة الجامعة العربية بعدما كانت تزهر وتورق يحميها عسس اصبحت مرتعا للصوص و المشردين .

كانت الحدائق في زمن مضى مدرسة للطلبة ومكانا للعشاق .كما تتعرض المباني بفعل تأثير غاز ثاني اكسيد الكبريت ، الذي يؤدي الى اتلافها ، كما تؤدي زيادة الهيدروكاربونات في جو المدينة الى التأثير على النباتات مما يجعل المجال الحالي للمدينة يتعذر عليه مقاومة التلوث ، وتؤكد الدراسات كذلك ان الاشجار تمتص قسما كبيرا من الغازات الملوثة مباشرة ، وتساهم في تخفيض معدل الجزئيات الغبارية العالقة بالهواء بنسب تتراوح ما بين 100و1000 مرة، إضافة إلى امتصاص نسب أخرى من الحرارة الشمسية ،كما تمتص so2، خصوصا الأشجار ذات الاوراق الملساء.

إن الدار البيضاء بها 7 حدائق بدون حياة و منتزهات مساحتها 137هكتارا ، وهي تشكل فقط 0.75 في المئة من مجموع مساحة العمران .

ما هي التدابير الممكنة للحد من التلوث؟

على مستوى الصناعة تطوير تكنولوجيا لضبط الغازات و تدويرها – اختيار مواقع للوحدات الصناعية بعيدة عن السكن مع منع البناء السكني قربها – وضع حزام أخضر محاديا للمناطق الصناعية – وضع قوانين لتحويل جزء من أرباح الصناعة إلى عمليات حماية البيئة – فرض على المقاولين في البناء انشاء حدائق مرافقة للسكن .وترك بناء المساجد لوزارة الاوقاف والشؤون السلامية باعتبارها اغنى وزارة بالمغرب .

أما على مستوى قطاع النقل فالحل لا يقتصر على الحد من حركية النقل او التقليل من عدد المركبات ، بل يجب وضع خطط للزيادة في وسائل النقل العمومي، للحد من العربات الخاصة مع توسيع الشوارع و منع جولان العربات المتهالكة ،مع منع البنزين المحتوي على مادة الرصاص، كما يجب سن قوانين على مستعملي العربات الخاصة ،التخلي عن عرباتهم أياما محددة، والزيادة من خطوط تراموايوما شابه ذلك من وسائل النقل العمومي .ولتكن العبرة من دول جنوب اسيا وشمال أوربا .

إن مشكل التلوث بالدار البيضاء يتمثل في أزمة مستقبل أكثر من ما هي عليه من أزمة الحاضر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى