كورونامجتمع

إبراهيمي:والرد على سؤال يطرح بقوة في علاقة بحظر التنقل الليلي..واش كورونا تتخرج غير بالليل؟

قال البروفيسور  عزالدين الإبراهيمي  تفاعلا مع  سؤال يتكرر على لسان كثيرين من المغاربة، هل كورونا لا تظهر إلا في الليل، حتى تلجأ الحكومة لحظر التنقل الليلي، “إذا اعتبرنا أن الحركية خلال اليوم وفي إطار الإغلاق الليلي الحالي من الثامنة مساء إلى السادسة صباحا هي ” 100 في المئة”، فإن رفع وحذف هذا الإغلاق و ل12 ساعة إضافية سيؤدي إلى رفع الحركية على الأقل إلى ” 200 في المئة” ولا سيما مع عاداتنا في شهر رمضان الفضيل (100 ديال الليل زائد 100 ديال النهار).

في السياق ذاته، تسأل البروفيسور عز الدين إبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، في تدوينة له نشرها بصفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، هل يمكن لأي أحد منا وبمنطق علمي أن يثبت أن هذا الارتفاع لن يؤدي إلى تفشي الفيروس وانتشار المرض؟ هل لن نكون بذلك نجازف بالوضعية الوبائية الشبه مستقرة لاسيما وأرقام جهة الدار البيضاء تقلق؟ هل بذلك، لا نغامر بخروج سريع من الأزمة ونضيع الصيف وكل لبنه؟ أظن أن كل هاته الأسئلة المشروعة كذلك تداولت خلال أخذ القرار التدبيري والذي لا يحضره أعضاء اللجنة العلمية.

“دابا بريس” تعميما للفائدة، وبغية الاقتراب أكثر للتفاسير العلمية ومواجهة كثير من الإشاعات والمعلومات الخاطئة، تعيد نشر التدوينة كاملة، تقديرا منها أنه هادئة واضحة وهذف صاحبها ضمان أكبر يقظة في مواجهة مرض كوفيد 19…

التدوينة كاملة…

رأي شخصي…. وبكل محبة وشفافية وتضامن وكثير من الأمل

وفي تواصل هادئ… إرهاصات أجوبة للأسئلة الخمسة المشروعة التي يطرحها بعض المواطنين

عندما أعود بذاكرتي إلى شهر أبريل من السنة الماضية… أجدني منبهرا كيف أن المغاربة التزموا بالحجر الكامل ولمدة ثلاثة أشهر رغم وجود عدد قليل من الإصابات والوفيات بالكوفيد…. وتساءلت كيف أننا لم نتمكن لحد الآن من إقناع كثير من المغاربة بالالتزام بنفس الإجراءات لشهر واحد وهي نفسها التي التزم بها الجميع ولمدة أشهر لحد الآن…. الجواب وببساطة …. أننا لم نكن مقنعين في تواصلنا والشرح للجمهور العريض كل حيثيات الإبقاء على الإجراءات الاحترازية الحالية…. رغم أنه “والله مكاين ما يتخبى”….

و للتبسيط و إيمانا مني بذكاء المواطن المغربي وفطنته وتمكنه من خلال تواصل هادئ ومنطقي وسلس أن يفهم الكثير و ينخرط في هذه المواجهة الغير المستحيلة والمربوحة إن شاء الله… أحاول اليوم و كأي مواطن مغربي غيور على بلده الإجابة بكل شفافية وصراحة جارحة عن خمسة أسئلة مهمة ومشروعة يطرحها الشارع المغربي اليوم….والله ولي التوفيق.

1- واش كورونا كتخرج بالليل فقط؟

وبما أن صيغة السؤال مستفزة فسأجيب عنه بالخشيبات…. إذا اعتبرنا أن الحركية خلال اليوم وفي إطار الإغلاق الليلي الحالي من الثامنة مساء إلى السادسة صباحا هي ” 100 في المئة”… فإن رفع وحذف هذا الإغلاق و ل12 ساعة إضافية سيؤدي إلى رفع الحركية على الأقل إلى ” 200 في المائة” ولا سيما مع عاداتنا في شهر رمضان الفضيل (100 ديال الليل زائد 100 ديال النهار)…. هل يمكن لأي أحد منا وبمنطق علمي أن يثبت أن هذا الارتفاع لن يؤدي إلى تفشي الفيروس وانتشار المرض؟ هل لن نكون بذلك نجازف بالوضعية الوبائية الشبه مستقرة لاسيما وأرقام جهة الدار البيضاء تقلق؟ هل بذلك، لا نغامر بخروج سريع من الأزمة ونضيع الصيف وكل لبنه؟ أظن أن كل هاته الأسئلة المشروعة كذلك تداولت خلال أخذ القرار التدبيري والذي لا يحضره أعضاء اللجنة العلمية… مما يصلني بالسؤال الموالي…..

2- واش اللجنة العلمية هي اللي كتقرر؟

بالطبع لا… فهي تعطي توصيات تؤخذ بعين الاعتبار ككل المعطيات الأخرى كالاقتصادية والمجتمعية واللوجيستسكية الصحية لأخذ القرار التدبيري المسؤول… و هذا ما يصعب الجواب على السؤالين المقبلين لكل من لا يلم بكل حيثيات القرار التدبيري…

3- شنوا عا نديرو مع صحاب القهاوي و المطاعم؟

فكمواطن أتساءل نفس السؤال… وأظن أنه على مدبري الأمر العمومي أن يخرجوا بقرارات واضحة في شأن الدعم المادي الذي سيقدم لهؤلاء المتضررين…. وكمواطن أظن أنه بجانب الدعم المؤسساتي يجب أن نتضامن ونتأزر كأشخاص مع مغاربة هذه القطاعات … لا أتفهم كيف أن رواد المقاهي الذين نسجوا علاقات إنسانية مع النادلين وأرباب المقاهي والمطاعم لا يتضامنون معهم ماديا ولشهر واحد… شهر الإخاء والمحبة … وليس الصدقة لأني لا أرى هذا الدعم كذلك بل أراه كواجب وطني…. “شوي من عند الدولة وشوي من عندنا وها الشهر فايت إن شاء الله”…. ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).

4- هادو مسلمين؟ لي حرمونا من التراويح….

الله…. الله… علاش أخاي…. حبي وتعلقي برمضان والتراويح لا حد لهما…. فشخصيا… فمن أسباب عودتي للمغرب هو “القهرة” ديال رمضان في بلاد الغربة… وهنا تحية محبة خاصة وخالصة لمغاربة العالم في هذا الشهر الفضيل… فأنا كلما حملت سجادتي وذهبت لليلة من ليالي رمضان… إلا وحمدت الله على أن مكنني من بلوغ شهر رمضان “الحبيب” ببلدي وبين إخوتي…. أرفض أن يزايد علي أحد في تعلقي بالتراويح… فأنا في رمضان و بالتراويح… أجدد عهدي مع الله جل وعلى وقرآنه الكريم ونهج المصطفى الحبيب… أحب كثيرا أن أعود إلى “سيرة الصحابة” وغزوتي أحد وبدر الرمضانيتين … ورغم كل هذا التعلق فقد كنت قررت أن لا أحيي التراويح بالمسجد هذا العام… لأنه لا يمكنني أن أجازف بإيذاء أي مسلم وأغامر بحياة أي مغربي بسبب ذلك… مع العلم بل أنا على يقين أن رمضان هذه السنة سيكون أفضل من سابقه وأكرم إن شاء الله …فكالمألوف سيكون أوله رحمة ووسطه مغفرة وأخره عتق من النار… و حفظ لأرواح كثير من المغاربة…

5- حتى لين؟… و إلى متى؟

تصوري الذي قد يخطئ وقد يصيب…. بنهاية الشهر الفضيل نكون قد وصلنا إن شاء الله إلى منتصف شهر ماي… وكما قلت مرات متعددة فالمقاربة يجب أن تكون “المعطيات قبل القرارات” وإذا ما استمرت الحالة الوبائية في شبه استقرار للأرقام والبيانات وتمكننا من تلقيح أكبر عدد ممكن من المغاربة…. نكون قد وطدنا مكاسبنا من الناحية العملية … ويمكن أن نبدأ بتخفيف كثير من القيود… فيمكن فتح المساجد لجميع الصلوات وقراءة الورد القرءاني اليومي وللدروس الدينية ومحو الأمية لتلعب المساجد دورها المجتمعي الكامل… فتح المقاهي والمطاعم لمدة زمنية أطول عسى أن تستعيد كثيرا من عافيتها المادية… والسماح بالتجمعات بأعداد معقولة…. ورفع قيود التنقل بين الجهات الخضراء…. كل هذا في انتظار التقييم الشهري القادم….

وفي الأخير وخلال الأشهر المقبلة يجب علينا أن نعي شيئين هامين… دور المواطن كحلقة أساسية في مواجهة هذه الأزمة الصحية…. وأن كل فرد، وأعني كل فرد منا، مهم في هذه العملية وبدونه لن ولا ننجح… بالصراحة… “واخا عيينا، زيروا معانا” في الإجراءات الاحترازية…

وأن يقترن هذا بتواصل سلس لمدبري الشأن العمومي واللجان العلمية كل في مجال اختصاصه…نعم صعب جدا التواصل في زمن الجائحة ولكنه أهم بكثير أولا من أخذ القرار وفي بعض الأحيان من اللقاح والأدوية …. وبدون هاذين المبدأين لا يمكننا مواجهة الأزمة الحالية ولا الأزمات القادمة لا قدر الله…. في الحقيقة… “والله حتى المغاربة كيفهمو…غير خصنا نتواصلو معاهم مزيان”…..

أملي كل أملي، وفي مقاربة وتعاقد مواطناتي وتشاركي بيننا ك “أشخاص ومؤسسات علمية وتدبيرية”، أن نصل إلى بداية الصيف ونحن في حالة وبائية وعملية تمكننا بحوله وقوته من الخروج ولو الجزئي من الأزمة… فهدفنا الزمني إن شاء الله… “العيد الكبير”… من أجل الأضحى وضحى مغرب جديد… وإذا أردنا أن نجازف في تلك المرحلة في قرار جماعي مسؤول… فلنفعل مع تحمل مسؤولياتنا الفردية والمؤسساتية…

حفظنا الله جميعا….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى