حوادثسياسة

تدفق آلاف المهاجرين غير النظاميين من المغرب إلى سبتة ومليلية

استمر تدفق المهاجرين، وغالبيتهم من المغاربة، ليل الاثنين الثلاثاء، الى مدينة سبتة محتلة من طرف إسبانيا، لينضموا الى الآلاف الذين اجتازوا الحدود في يوم واحد، على خلفية توتر حاد بين الرباط ومدريد.

وصباح الثلاثاء، أفادت السلطات الإسبانية عن اجتياز 86 مهاجرا قادمين من المغرب السياج الحدودي لمدينة مليلية.

وتشكل مدينتا سبتة ومليلية المحتلتين الحدود البرية الوحيدة للقارة الإفريقية مع الاتحاد الأوروبي.

وأعلنت السلطات الإسبانية وصول ما لا يقلّ عن ستة آلاف مهاجر، بينهم أكثر من 1500 قاصر، الإثنين، إلى سبتة قادمين من المغرب المجاور سواء سباحة أو سيرا على الأقدام، مشيرة إلى “عدد قياسي” في يوم واحد.

لكن الحكومة أعلنت الثلاثاء إعادة 1500 من هؤلاء الى المغرب.

وكان متحدث باسم الشرطة قال لوكالة فرانس برس إن عددا متناميا من المهاجرين وصلوا منذ ساعات الصباح الأولى الاثنين وحتى وقت متأخر ليل الاثنين الثلاثاء، إلى الجيب الواقع شمال غرب المغرب بعدما غادروا الشواطئ المغربية التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات جنوب سبتة.

وتمّ تعزيز عناصر المراقبة صباح الثلاثاء قرب معبر فنيدق الحدودي. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتجمعين في المكان، ما اضطر البعض الى العودة أدراجهم.

وقالت آمال (18 عاما) التي كانت بصحبة شقيقها وصديقين، “كثيرون من اصدقائنا نجحوا في العبور. وصلنا متأخرين”.

وقال سليمان (21 عاما) “لا مستقبل لي هنا. هدفي هو الوصول الى أوروبا”.

وطيلة الليل، وصل شباب وأطفال ونساء الى فنيدق، وتوجهوا الى سبتة عن طريق البحر باستخدام عوامات أو قوارب مطاطية في بعض الأحيان. بينما وصل آخرون مشيا على الأقدام بعد أن اجتازوا معبر فنيدق الحدودي تحت أنظار مجموعة من عناصر الأمن الذين لم يحاولوا إيقافهم.

وشاهد صحافيون في وكالة فرانس برس رجالا ونساء من كل الأعمار في فنيدق ينزلون بالعشرات نحو الشاطئ عبر طريق صغير، قبل أن يركضوا في اتجاه مدينة سبتة الى جانب البحر.

وقالت وردة (26 عاما) القادمة من مدينة تطوان المجاورة “علمت من فيسبوك أنه من الممكن العبور. استقللت سيارة تاكسي مع صديقة، لأنني لم أعد قادرة على تأمين الطعام لعائلتي”.

وتوفي رجل غرقا، الاثنين، بينما كان يحاول الوصول الى سبتة سباحة.

على بعد حوالى 400 كيلومتر شرق سبتة، وصل 86 مهاجرا الثلاثاء الى مليلية القريب من الساحل المغربي.

وقالت الشرطة الإسبانية في مليلية في بيان إن “أكثر من 300 شخص” يتحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء حاولوا اجتياز السياج الحدودي الثلاثاء “قرابة الساعة 4,45” (2,45 ت غ)، ونجح “85 رجلا وامرأة” منهم، بدخول مليلية.

وأضافت الشرطة أن المرأة احتاجت الى مساعدة الصليب الأحمر.

وأشارت الى أن المهاجرين “رشقوا عناصر من الشرطة بالحجارة”، ما تسبب بإصابة ثلاثة منهم بجروح طفيفة.

واقتيد المهاجرون الذين تمكنوا من العبور الى مركز استضافة موقت في مليلية.

– أزمة دبلوماسية –

وكان المغرب وإسبانيا وقعا قبل فترة اتفاقا ينص على إعادة المواطنين المغاربة الذين يصلوا الى سبتة سباحة الى بلادهم.

في نهاية أبريل، حاول حوالى مائة مهاجر العبور سباحة إلى سبتة من المغرب ضمن مجموعات تضم 20 إلى 30 شخصا. وأعيد معظمهم إلى المغرب.

وقال محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان ومقره في فنيدق، إنّ هذه الموجة الجديدة من الهجرة تتعلق بشكل رئيسي “بالقصّر، ولكن أيضًا بالعائلات، وجميعهم مغاربة”.

ورأى أنّ ذلك “يمكن” أن يكون “متّصلاً بالأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا”.

واستدعت الرباط، الحليف الرئيسي لمدريد في مكافحة الهجرة غير النطامية، في نهاية أبريل، السفير الإسباني المعتمد لديها للتعبير عن “سخطها” بسبب استضافة بلاده إبراهيم غالي، زعيم بوليساريو، الجبهة الانفصالية، التي تطالب بالصحراء المغربية، لتلقّي العلاج على أراضيها.

وأكدت الخارجية المغربية أن استضافة إسبانيا الانفضالي زعيم جبهة بوليساريو، ابراهيم غالي “فعل جسيم مخالف لروح الشراكة وحسن الجوار”، مشددة على أن المملكة “ستستخلص منه كل التبعات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى