ميديا وإعلام

هذا الرجل الشهم في خطر الموت القريب..

بقلم حمزة محفوظ

هل تعرف رجلا لما تجالسه يمكن أن يناقش معك من الحلاج إلى تروتسكي ومن أبن تيمية إلى دوستويوفسكي ومن الإدريسي الى أفلاطون بابتسامة وأدب وتواضع طيلة يوم وليلة بدون أن تتعب منه الابتسامة ومن غير أن تمل من مجالسته.. إنه هذا الرجل في الصورة.
وتقرأ له او تسمعه، ستحبه.
ويسندك إذا سقطت. يسندك ويرفع رأسك.

لما اعتقل زميله توفيق بوعشرين، اختار أن يسند تجربة جريدة أخبار اليوم، وصار رئيس تحريرها بإقتدار شديد.

ولما اعتقل زميله علي انوزلا، أسس سليمان شبكة من الصحافيين للدفاع عنه، كتب المقالات ونظم المسيرات وجمع التوقيعات وتحرك على كل الجبهات.
ولما مرضت، تهت، لم أعرف لمن أتوجه وقصدته، وفرحت بحديثه وحضوره وشهامته.

هذا الرجل اعتقلته الدولة المغربية بتهم جنسية، بعد ان اعتقلت زميله توفيق بوعشرين بتهم جنسية، واعتقلت ابنة أخيه بتهم جنسية، واعتقلت زميله في المهنة والسجن عمر الراضي بتهم جنسية!!

ثم احتفظت به الدولة بدون أن تحاكمه. هي لم تحكم عليه بعد، لأنها ببساطة لا تملك من الدلائل ما يكفي لادانته. لكنها -لحقارتها- تحتفظ به منذ سنة في السجن.

هذا الرجل، يؤمن ببرائته من التهم الموجهة إليه لكنه طالب الدولة بالحق في المتابعة في حالة سراح فالمتهم بريء إلى أن تتبت إدانته لكنها استمرت في اعتقاله

اختار هذا الرجل، بعد عجزنا الجماعي عن إسماع صوته والمرافعة الفعالة لإطلاق سراحه -وجنون الدولة وفُجرها- اختار أن يخوض إضرابا عن الطعام.
بكتمل 45 يوم منذ بداية خوضه لاضرابه عن الطعام، من أجل حقه في الحرية، لكن الدولة تحتفظ به في السجن، ولا تسمع صوته في تحصيل حقه.

في السجون المغربية، مات، عدة معتقلين سياسيين نتيجة الإضراب عن الطعام في السنوات الأخيرة، هل ننتظر أن يموت بدوره؟!

اسمه سليمان الريسوني، تذكر هذا الاسم، إنه أحد أهم الصحافيين في عهد محمد السادس، وهو أيضا عنوان إدانة هذه الحقبة المرتعدة بطولها وعرضها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى