رياضة

البطولة الاحترافية (موسم 2018-2019).. بداية موسم التحديات بمتغيرات وطموحات متباينة وهدف واحد

تنطلق منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لأندية المجموعة الوطنية للنخبة، في موسمها الجديد، في ظل الإكراهات والمتغيرات التي يفرضها واقع كرة القدم الوطنية، بمتغيرات متباينة للأندية التي تؤثث فضاء كرة القدم الوطنية، وبطموحات تختلف بين الفرق التي تلعب الأدوار الطلائعية وبين من عانى الأمرين ليحافظ على مكانته ضمن فرق الصفوة ومن التحق بعد عناء مرير بقسم الأضواء.

ويعرف هذا الموسم، الذي بدأ العد العكسي لانطلاق منافساته، متغيرات في أسماء الأطر التقنية، التي حافظ البعض منها على منصبه ربانا للفريق الذي قاد سفينته بامتياز، فيما فضل البعض الآخر تغيير وجهته اختياريا أو مرغما، والتركيبات البشرية للأندية التي عززتها سوق الانتقالات.

وقد شهدت هذه السنة موجة من الانتقالات للاعبين وتغييرات للمدربين خلال فترة الاستراحة التي تفصل بين الموسمين، وهي الفترة التي تزايدت فيها عروض الأندية في محاولة لاستقطاب أفضل اللاعبين وبمبالغ عرفت هذه السنة مستويات عالية أملا في تدارك الخصاص الذي عرفته مختلف خطوطها في الموسم الماضي.

ولمواجهة التحديات التي تفرضها طبيعة المنافسة، سواء لنيل اللقب أو لاحتلال مراكز تمكنها من خوض غمار المسابقات العربية أو الإفريقية، عملت جل الأندية الوطنية، ومنذ اختتام بطولة الموسم الماضي، على ترتيب أوراقها من جديد من خلال إعادة هيكلة إداراتها التقنية وتعزيزها بالأطر التي ترى فيها المنقذ من سنة عجفاء.

والتحديات ذاتها تواجه القائمين على الشأن الكروي مع بداية الموسم، إذ يراهن الكل على أن يشكل استثناء، باعتبار الأوراش الكبيرة التي تم فتحها سواء فيما يخص هيكلة الأندية وتهييء المناخ الملائم لها لخوض غمار البطولة في أحسن الظروف، عبر تخصيص تحفيزات مالية للأندية الأولى في الترتيب وبناء ملاعب جديدة وإصلاح أخرى وتعشيبها.

ويبقى توفير الملاعب، التي من المقرر أن تنتهي الأشغال بجلها قبل بداية الموسم في إطار مشروع تأهيل كرة القدم الوطنية، مبتغى الفرق التي أجبرت على الاستقبال في مدن أخرى بعيدا عن جماهيرها ومحبيها، حيث أدت العديد منها الثمن غاليا، وحرمانها بالتالي من مداخيل إضافية.

ومن بين رهانات الموسم التي يجب على المجموعة الوطنية لكرة القدم كسبها، المصادقة على قانون التربية الوطنية 30-09 والمتعلق بالمصادقة على تحويل الأندية إلى شركة مجهولة الإسم، وفقا للقانون 09 – 30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة وتماشيا مع توصيات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وقد شكل التسيير العقلاني والحكامة الجيدة أحد أولويات فوزي لقجع الذي باشر منذ توليه رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم العديد من الإصلاحات، وفتح العديد من الأوراش، ووضع خارطة طريق عمل ممنهجة بدأها بتنزيل برنامجه الجامعي ومشروعه الهادف لتطوير اللعبة، والوصول للمكتب التنفيذي بالكونفدرالية الإفريقية وتعزيز الوجود المغربي في الاتحاد الدولي (فيفا).

ويهدف مشروع الجامعة إلى النهوض بكرة القدم الوطنية على مستوى البنيات التحتية، ودعم الأندية، وتطوير التحكيم، ودعم التكوين والتأطير التقني، فضلا عن إستراتيجية 2016 – 2026، والتي تهم أساسا هيكلة الإدارة التقنية الوطنية ووضع برنامج وطني للتكوين على المدى المتوسط، وإعادة هيكلة مراكز التكوين على المستوى المركزي، وإطلاق مراكز جهوية للتدريب تابعة للجامعة وإصلاح مراكز التكوين التابعة للأندية.

كما يهدف المشروع إلى مواكبة الأندية، سواء على مستوى التكوين الإداري، وتحويل الأندية من جمعيات إلى شركات رياضية وفقا للقانون 09 – 30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة وتماشيا مع توصيات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وينص قانون 09 – 30 على أن الشركة الرياضية “تأخذ شكل شركة مجهولة الاسم التي يتألف رأسمالها بالضرورة من أسهم مسجلة، بحيث يجب أن يكون ثلث الأسهم على الأقل وثلث حقوق تصويتها على الأقل من نصيب جمعية الرياضة”.

وتم التركيز كذلك على إعطاء المكانة اللائقة للإدارة التقنية الوطنية، حيث تم تعيين ناصر لارغيط على رأسها والذي باشر عمله طبقا لخارطة طريق تمت المصادقة عليها، بتعيين أطر للإشراف على تأطير وتكوين جميع المنتخبات بدءا من الفئات الصغرى ومرورا عبر فئات الفتيان والشبان إلى المنتخب المحلي والأولمبي في إطار مشروع موحد.

ومن نتائج هذا العمل الجاد خلق فريق محلي قوي ومنسجم استطاع الفوز بلقب النسخة الخامسة لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين “الشان” لكرة القدم، بعد فوزه على نيجيريا 4-0 في الدار البيضاء في المباراة النهائية. وبات ثالث منتخب عربي يتوج بلقب البطولة بعد تونس 2011 وليبيا 2014، فيما توجت الكونغو الديمقراطية بلقبي النسختين الأولى 2009 والرابعة 2016.

وأسفرت هذه التجربة، كنتيجة أولية للمنتخبات الوطنية، عن ظهور المنتخب الأول بوجه جيد في الكأس الإفريقية الأخيرة بالغابون رفقة الناخب الوطني هيرفي رونار، وأعطى كل الأمل في قدوم منتخب وطني كبير سيقول كلمته في المستقبل القريب، وبروزه بشكل متميز في كأس العالم بروسيا رغم خروجه بنقطة واحدة.

وأصبح للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إدارة تقنية تقوم بعملها وفق برنامج منظم، ومنتخبات وطنية تشتغل وفق مخطط عمل، بمعنى أصبحت منتخباتنا الوطنية من أصغر فئة إلى أكبر فئة، تشتغل وفق مشروع وبرنامج متكامل.

ولم يقتصر برنامج الجامعة على تأثيت البيت الداخلي فقط بل تعداه إلى المستوى الخارجي، حيث ثم توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة مع حوالي 36 اتحادية إفريقية،ساهم في توطيد العلاقات والتعاون مع الدول الإفريقية، كما شكل الفوز الساحق الذي حققه فوزي لقجع مؤخرا بالكاف على الجزائري راوراوة، مكنه من الحصول على عضوية المكتب التنفيذي وهو ما يؤكد المكانة والقيمة التي أضحت تتمتع بها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على الساحة الإفريقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى