المخرج البراوي يرفض الخضوع لمافيا الإنتاج التلفزي الرمضاني
رفض المخرج الشاب نوفل البراوي، في سابقة هي الأولى من نوعها، المشاركة في النصب على المتفرج، وإخراج مسلسل من تلك المسلسلات التلفزية التي تعرض على القنوات التلفزية، في شهر رمضان، وتستهزئ من المغاربة.
وكشف نوفل البراوي، خريج المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، أنه رفض العمل “طالب معاشو”، وقال، في تدوينة على الفيسبوك،
تبعا لقرار صاحب شركة أغلال القاضي بمنعي من إخراج مسلسل درب الحمام (عز المدينة) الذي كنت حامل مشروعه، والذي اقترحته عليه؛ واشتغلت فيه منذ بداية تحضير ملفه، إلى غاية اختيار ممثليه. والذي أرغمت على التخلي عنه، لأني طلبت، فقط، الاشتغال في ظروف عادية. وليس ظروف (طالب معاشو) المرغم على قبول كل الشروط والأوامر دون حق في المناقشة أو القرار. أجدني مضطرا للاعتذار..”.
وتابع البراوي، الممثل والمخرج، “أعتذر أنا الفنان الأعزل إلا من حلمه. أعتذر للسيد مدير (الذي للأمانة لا أعرف من هو لكثرة القيل والقال في هذا الأمر!) شركة أغلال لتنفيذ الإنتاج التي أصبحت في هذا الزمن الأغبر شركة منتجة( بالمال العام، مال دافعي الضرائب). أعتذر عن رغبتي القيام بعمل جيد يحترم ضوابط وأبسط شروط الاحتراف. أعتذر لك عن عدم انتظار انتهاء طاقم التصوير الذي اخترته لتصوير مسلسلين متتاليين من ثلاثين حلقة يفصل بينهما أقل من ثلاث أسابيع، في نظرك جد كافية للتحضير لإخراج عمل يكون جاهزا للعرض في شهر رمضان المقبل. أعتذر لطلبي ورغبتي في اختيار عناصر أثق في قدراتها الفنية للاشتغال معي من أجل صالح العمل (إنجازاتها ونهج سيرتها الفنية تشهد بكفاءتها). تكون متفرغة لهذا العمل فقط وتعطيه كل طاقتها بدل انتظار طاقم تقني منهك بتصوير ثلاثين حلقة بأكادير ونواحيها… أعتذر لعدم احترامي للإكراهات الإنتاجية التي لا أعرفها؟؟! وللأمانة فالميزانية المرصودة للمسلسل أجدها كافية ومنطقية لإنتاج عمل مشرف ويحترم ذكاء الجمهور المغربي لو صرفت كلها فعلا على العمل.”….
ولم يفت نوفل الاعتذار لأعضاء لجنة الانتقاء، التي قدم أمامها تصوره لإخراج المسلسل، والممثلين الذين سيعتمد عليهم، وقال “أعتذر للسيدات والسادة أعضاء لجنة إنتقاء المشاريع بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون. عن عدم استطاعتي التنكر لتعهداتي والتزامي أمامكم ببذل أكبر جهد فني ومهني لأكون أهلا للثقة التي وضعتم في. أعتذر لعدم سماعي لرأي الشركة التي تعتبر مهمة اللجنة منتهية بمجرد الحصول على الموافقة منها على المشروع.. وبعدها للشركة الحق في تغيير أي متدخل دون إشكال كبير. فدافعت عن كل ما قيل أثناء لقاءنا بكم. والنتيجة أنه على بعد أقل من ثلاث أسابيع على التصوير أعوض بمخرج جديد.سيقرأ سيناريو ثلاثين حلقة ويشتغل عليه ويبدأ في التصوير في ديكورات أنا من وجدها ويشتغل مع ممثلين أنا من اقترحهم..!!”.
وتساءل مخرج الفيلم التلفزي “الكبش”، والفيلم السينمائي “يوم وليلة”، “عن أي إخراج نتكلم هنا؟ ( إلا تخراج العينين في عمل الآخرين، للفوز بأجرة أخرى ممزوجة بعرق وجهد مخرج اشتغل أكثر من ستة شهور على عمل حمل بذرته الأولى لسنوات..)
أعتذر عن رغبتي في متابعة كتابة الحلقات”.
وأضاف البراوي، الذي رفض المشاركة في مهازل رمضان “وعن متابعتي لأدق التفاصيل مع كاتب السيناريو وخلية الكتابة المرافقة له. أعتذر لهم عن دفعهم لكتابة كافة الحلقات بفترة جد كافية لحصول الممثلين عليها ومن ثمة القيام بجلسات عمل ووتداريب مع المخرج.. ألم أقل لكم أني أحلم؟!”.
وتابع، متطرقا إلى وضع شاذ يتواطأ فيه المخرج مع المنتج، لإنتاج المهازل، وقال “فها هو المخرج الجديد سيقوم بقراءة؛ تحليل؛ تصوير ومونتاج المسلسل في زمن لا يتعدى الشهرين(يجب أن يكون جاهزا للعرض برمضان)”.
وحول السماسرة والوسطاء، قال البراوي مستهزئا “أعتذر للسيد الصحفي توفيق الناديري، وسيط شركة تنفيذ الإنتاج عن نعته بالوسيط. بينما كما صححت لي سيد ناديري لا تقوم إلا بمهام خيرية وبحس إنساني فقط.. خدمة للدراما المغربية ولشركات الإنتاج وكل المتدخلين في هذا المجال ولا تبغي من وراء ذلك لا جزاء ولا شكورا… ! فقط رفعة وجودة الأعمال التلفزيونية ( وأرجوك لا تكذبني، فالمراسلات ولاجتماعات بيننا لمدة شهور شاهدة على عملك الخيري النبيل الذي سيحسب لك يوم لا يحسب إلا صالح الأعمال والأفعال”.
وقدم نوفل البراوي اعتذاره لـ”جميع الأصدقاء والزملاء في المهنة. الذين حاولو دفعي للاشتغال، والقبول بشروط وظروف الإنتاج الحاطة، بعلة أن هذا هو السائد وأن الأمور صارت هذه طبيعتها. عفوا لم أستطع. في نظري المخرج لم يكن يوما أجيرا يطبق الأوامر ويشتغل في أي ظروف ليحصل على أجرته،بل هو شريك في العملية الإبداعية إن لم يكن قائدها. صدقا لم أستطع…
لكم جميعا أعتذر عن الحلم”.