حواراتسياسة

نص الحوار مع المسؤول عن مكتب الاتصال بالرباط: إسرائيل تؤيد مفاوضات مباشرة لحل النزاع في الصحراء

أجرت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، حوارا مع المسؤول عن مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط تم نشره بالأمس، وكان لافتا في الحوار إعلان ديفيد غوفرين ضمنيا أن إسرائيل لم تتخذ أي قرار داعم لسيادة المغرب على الصحراء، وعبر صراحة على أن الموقف الإسرائيلي الرسمي من قضية وحدتنا الترابية لا يخرج عن دعم مسلسل المفاوضات فقط، مما يعني أنها تضع المغرب وباقي أطراف النزاع على قدم المساواة.

في هذا الحوار الذي ترجمه كاملا الأستاذ خالد البكاري فصل ديفيد غوفرين بين اعتراف أمريكا بالسيادة المغربية على الصحراء وتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وهو مناقض لما يروجه دعاة التطبيع من كون الاعتراف الأمريكي ثمرة لهذا التطبيع.

كما كان لافتا تحفظه في الجواب عن الاتهامات الموجهة للمغرب بخصوص برنامج بيغاسوس، إذ لم يكلف نفسه حتى عناء تكرار ما صرح به مسؤولو الشركة الإسرائيلية “إنسو”، واكتفى بالقول إنه يرفض التعليق، مما يعتبر هدية للأطراف التي تتهم المغرب بالتورط في استخدام هذا البرنامج للتضييق على المعارضين.

دابا بريس

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجراه مراسل الوكالة الإسبانية بالرباط محمد السيعلي:

خالد بكاري
ترجمه من الإسبانية: خالد البكاري.

أكد رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط “ديفيد غوفرين” في مقابلة مع “إيفي” أن بلاده تدعم المفاوضات المباشرة بين أطراف الصراع في الصحراء، للتوصل لحل سلمي بخصوص النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو حول المستعمرة الإسبانية السابقة.

يبلغ ديفيد غوفرين من العمر 58 عاما، وهو ديبلوماسي محترف، وسفير سابق لإسرائيل بمصر، وكاتب وخبير متخصص في قضايا الإسلام والعالم العربي، وتسلم مهام مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، منذ تدشينه في غشت الماضي، وعينته إسرائيل قبل أيام سفيرا لها في المغرب، في انتظار قبول أوراق اعتماده من طرف الرباط.

ويعد فتح مكتب اتصال إسرائيلي ترجمة لتطبيع العلاقات بين البلدين الذي تم في دجنبر الماضي، عبر اتفاق ثلاثي، أعادت بموجبه الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب، مقابل اعتراف الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وهو اعتراف لم تتم المصادقة عليه من قبل إدارة جو بايدن.

مكتب الاتصال

سؤال: يتم تقديم المغرب باعتباره مثالا للتعايش اليهودي الإسلامي فإلى أي مدى يعزز هذا الأمر العلاقات الثنائية بينه وبين إسرائيل؟

جواب: يعد المغرب نموذجا للتعايش والتسامح بين اليهود والمسلمين، ولهذا السبب تستند العلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل على روابط صلبة تجمع الشعبين المغربي واليهودي، وهذه العلاقات الثنائية مبنية على الأخلاق والقيم والرؤى المشتركة في مختلف المجالات.

سؤال: ما أهم المشاريع التي شرعتم في تنفيذها مع المغرب؟

جواب: يظل أهم مشروع حاليا هو تدشين رحلات جوية مباشرة بين إسرائيل والمغرب في غشت الماضي، لتسهيل حركة السياح ورجال الأعمال بين البلدين، وقبل عشرة أيام، تم توقيع اتفاقية فائقة الأهمية بين الشركة الإسرائيلية ” إي.سي.إل” والمكتب الشريف للفوسفاط بخصوص الأنشطة المنجمية والأسمدة، وهي اتفاقية تنبع أهميتها ليس فقط على مستوى التعاون الاقتصادي، بل كذلك على مستوى تطوير البحث العلمي المشترك بين الشركتين.

سؤال: متى يمكن أن نشهد تطورا للعلاقات الثنائية بينكما، ليصل مرحلة تبادل السفراء؟ وهل لديكم تفسير لهذا التباطؤ المغربي في الرد على الخطوات الإسرائيلية؟
جواب: لم يتم تحديد أي موعد محدد لحدود اللحظة، ولكن كما تعلمون، فقد تم تعييني قبل أسبوعين سفيرا لدولة إسرائيل، ونأمل أن يعين المغرب بدوره سفيرا له في إسرائيل قريبا، فمثل هذه الخطوات تمهد الطريق لرفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين.

سؤال: هل العلاقات بين المغرب وإسرائيل مستقلة عن الموقف الأمريكي من نزاع الصحراء؟

جواب: العلاقات الإسرائيلية المغربية مستقلة بالفعل عنه، ولها جذور تاريخية وثقافية واجتماعية، ولهذا السبب نركز جهودنا على توطيد العلاقات الثنائية في جميع المجالات.

سؤال: ما موقف إسرائيل من النزاع في الصحراء الغربية؟

جواب: باعتبارها دولة ديموقراطية، فإسرائيل تدعم الحلول السلمية للصراعات، ولهذا، ومن حيث المبدأ: تدعم إسرائيل المفاوضات المباشرة بين جميع الأطراف المعنية بهذا النزاع، فالمهم هو إيجاد حل سلمي.

سؤال: هل يمكن للمغرب أن يقوم بدور في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

جواب: لقد سبق للمغرب أن قام خلال الثمانينيات والتسعينيات بدور هام في عملية السلام بيننا وبين الفلسطينيين، ونرحب بدوره دائما، فكما قلت: إن المغرب نموذج للتسامح والتعايش، ولهذا السبب يكون دور المغرب أهم بكثير من دور أي دولة أخرى.

سؤال: يروج أن شركة إسرائيلية خاصة زودت المغرب ببرنامج التجسس بيغاسوس، وتقول بعض الجمعيات والأحزاب المغربية إنه استخدم في عمليات قمع سياسي، ما تعليقكم؟

الجواب: أفضل عدم الإجابة عن هذا السؤال.

سؤال: هل استخدم المغرب طائرات مسيرة إسرائيلية، أو طائرات مسيرة مزودة بتكنولوجيا إسرائيلية في المناوشات مع البوليساريو؟

جواب: للأسف، ليس لدي معلومات حول هذا الموضوع.

سؤال: نقلت بعض وسائل الإعلام المغربية المختلفة أن الملك محمد السادس قال إنه لن يزور إسرائيل إلا إذا تم إحراز تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، هل لديك أي تعليق؟

جواب: لقد دعا رئيس دولة إسرائيل السيد إسحاق هيرتسوغ جلالة الملك محمد السادس للقيام بزيارة رسمية لإسرائيل، وسيكون شعب وحكومة إسرائيل سعيدين بذلك حين القيام بها، ” وإنه من لمن دواعي سروري أن أستقبل جلالة الملك في إسرائيل في الوقت والظروف المناسبة لجلالته”.

سؤال: هل يمكن إذن ربط الزيارة بالتقدم في عملية السلام؟

جواب: حسب ما أعرفه: لا،، فنحن في انتظار رد جلالة الملك، ونأمل أن يجد الوقت المناسب لزيارة بلدنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى