دابا tvذاكرة

ذاكرة: الحي المحمدي أيام الزمن الجميل..و بعد تشييع السوسدي(فيديو)

 

بقلم محمد فايح

“دابا بريس” تنبش في ماضي الحي المحمدي، تستحضر أسماء وأمكنة في زمن جميل، ولى… حلقات، تقدمها “جابا بريس” بعبق التاريخ، واستحضار لحظات هاربة بحنين بفرح وألم الحي المحمدي.

الحي المحمدي !! كل شيء في الحي المحمدي..التاريخ… الفن الرياضة… والبساطة… بكل تجلياتها..

الحلقة الرابعة

 بعد تشييع المرحوم السوسدي…

اخترتم عصر يوم حزين . ترجلتم من امام بيت الفقيد في الساحة التي اختلطت فيها الدموع بالعناق …تبادلتم التعازي ..توجهتم نحو تيران الطاس وانعرجتم يسارا ومررتتم بدكان كوفال سابقا …مرة أخرى توقفتم كثيراأمام باب سنيما السعادة ومقهاها العريق  فيما توقف  هو عن سرد العديد من الصور وامتلأت عيناه بالدموع تأكد ت أن ما يحكيه لك يحمل الكثير من الشجن فتلبدت السماء بغيوم الحسرة التي حتما ستمطرحزنا وألما وأسى على مسؤولين يدعون تراثا هاما يضيع …فتثير انتباهك حركات قفص صدره الذي يتحرك بطريقة غير عادية تشم في زفراته حنينا مجبولا بالحسرة والأسى العميقين …تعلم أن أسماء و أمكنة كثيرة  صنعت مجدا  ضدا على الزمن الهلامي … يسترسل في سرد  شيء مسكون بالماضي وناسه و أحداثه شارك أو لم يشارك فيها …

https://www.youtube.com/watch?v=su56qm_5q_I

يواجهك بأسئلته الحارقة :

– عما سأحكي وماذا سأحكي ……؟

يعود بسرعته المعهودة الى إخضاعك لأمر لم تحسب له أي حساب يعود بك الى الانصات الإيجابي فيذكرك بان المكان أهم من الزمن  بدليل أن جملك تحمل حتما  مكانا ما لا تكف عن كلمة هناك في ذاك المكان قرب تلك …. تستسلم لخلاصته هاته وتدري أنك فعلا تستمع لجزء من هذا الفضاء الذي يحمل الكثير من الذكريات يصعب على أي كان  رصد كل ذلك بلا عاطفة أو ذاتية …..

ليس هناك من ينسى كوفال  الذي اختار أن يفتح محلا تجاريا لبيع ملابس الرياضة قبالة ملعب الطاس المغلق اليوم ….الوحيد الذي كان ينافس الحريري في زنقة بني مكيل  فما يعرضه كوفال من تونياتيستقطب عشاق كرة القدم من كل أنحاء الدار البيضاء..وبا العربي الزاولي من المؤسسين للطاس كان ليه الفضل الكبير على الإتحاد البيضاوي ولاعبيها……

البداية من أطلالتك على ملعب الطاس  أو الاتحاد البيضاوي التي يرجع الفضل للعديد من الاسماء والشخصيات التاريخية في تأسيسها كالمناضل والوزير الاول السابق لحكومة لتناوب عبد الرحمان اليوسفي  وسي العربي الزاولي . الطاس  المشهورة باللون الابيض  وبحارسها ساكارين  وروبي عبد القادر الذي يذكر كل واحد منكم الآخر بهذا الرجل لما أصبح يحرس سيارات ودراجات المتفرجين فتعملوا على مساعداته فلايبخل عنكم بدريهمات تمنكنكم من مشاهدة فيلم أو شراء أكلة خلف الملعب ..دون نسيان لشكر والزهر و أحمد المهاجم  ومحيمدات من مجاييل بوشعيب   موضناك  لاعب وطني سابق ومولاي عبد الله وميلود فاتح ولبزار والغزواني  وكذلك الطوبيس والمرحوم بوأسا الكبير والكوشي ونوميروعبد القادر وخليفة شنوف الذي درب الطاس والرشاد في وقت سابق  والمهدي لاعب منتخب 76  الى قاسمي وعبد الخالق ودفاع ومازي وأحمد الصفوي وعبد الرحيم بيبيا  تشكر مرة أخرى البشير الصبيحي أحد أبناء الحي المحمدي بذاكرته الخصبة العصية على إهمال ذكريات ومعطيات بلغة أنيقة وأدب منقطع النظير لمستمعيه  وهو واحد ممن اقتسموا الطاولة في الابتدائي بمدرسة عمر ابن الخطاب  مع بوجميع الذي يعتبره انسان غير عادي بلبقاته وقريحته وفطرته وقدرته على ارتجال مواقف من اللحظة التي تجمعك به  ولاتجدبوجميع إلا وتحلق حوله مجموعة التلاميذ أو ولاد الدرب ..لايفوت البشير الصبيحي فرصة تذكيركم بفرق  رياضية نقشت اسمها على صفحات الحي المحمدي كالتبات وفريق الشعب وفريق الحي المحمدي بالإضافة الى الترجي والأهرام ….

كوفالوالكوايرية الكبار …..

كوفال   اختار أن يفتح محلا تجاريا لبيع ملابس الرياضة  في الصباحات المشرقة  تستمتع بأنواع التونياتوالكوداصات والكواري  فكنت ممن يستطيب مجالسته  الوحيد الذي كان ينافس الحريري في زنقة بني مكيل  فما يعرضه كوفال من تونيات يستقطب عشاق كرة القدم من كل أنحاء الدار البيضاء..وهذاساكارينوبا العربي الزاولي من المؤسسين للطاس  الزاولي كان ليه الفضل الكبير على لاعبي الطاس بسيمكاتهم  وهناك من يذكر أنهم كانوا يتلقون أعلى بريم والعهدة على من قال  وتوظيف العديد منه دون شك في بعض الشركات والمكاتب الوطنية وبعض الوزارات   تحضرك اسماء كثيرة من هذا الفريق الذي صنع أمجاده من ابناء الحي عبد الخالق فريفرة ومصطفى الدفاع والشاوي وفرحات وزاكي عبد الله ..مولاي عبد الله الظهير الايسر  كلما تذكرته الا وحضرت معه حكاية القدفة التي الحقت الاذى بحارس تونس المشهور عتوكة …دون أن تنسى جلسة سي الكبير الاستقلالي  بجلبابه  ولد الباطيمات الى جانبه سطاتي وراء الشبكة  همه البحث عن لاعبين ….هذه حكايات تنسجها ذاكرة واحد من ابناء الحي الذي كنت تردد دائما في ختام كل سمر أو دردشة انه كتاب مفتوح كل فصل يفضي بك لآخر  فتذكر أن في الانتخابات التي ترشح فيها كل من علال الازهر وسمهاري جالس احدهما ولاد الحي فقال بالحرف أنا باغي نعرف الحي وابناء الحي من خلال هذه التجربة لا يهمني المقعد .

كناوة في الحي …

لدور كناولة في دروب الحي المحمدي الدور/ الجولة التي تدوم أيام   طعم خاص لموسيقى تفتح لك أفقا لترى من خلالها غنى ثقافة البلد وامتدادات الموسيقى الأفريقية الى أزقة الحي  في جولات صوفية تدخل الدفء للدروب والكل يجود بما شاء  ليختم الداور بليلة كناوية بامتياز في قاعة كبرى بدار السباب  تجعلك تقوم بقراءة جمالية لعمرانها  هذا الوعي الذي نما عندك بالفطرة والدراسة الأكاديمية  بالرباط  ..لم تكن محايدا هذه المرة  لم تنفعك منهجية فصل المقروء عن القارئ إنك مع ولاد الدرب في مكان هو جزء منكم ومن ذاكرتكم الجماعية …فتفضلون فضاءات تحيي الذاكرة فيما آخرون يفضلونها عمارات تسيل لعابهم غير آبهين بالذاكرة ولاهم يحزنون .الحي المحمدي بكل فضاءاته يحدثك عن المقاومة والحركات العفوية التي تخلدها العديد من الكتب وأرشيفات المقاومة التي غدتها التركبة القبلية للحي وهروبها من الاضطهاد في القرى الذي ستجده بأشكال أخرى في المعامل لينمي الحس النقابي والوطني  وتتذكر غير بعيد عن سنيما السعادة التضامن القوي مع فرحة حشاد الى حدود الصاكة الصفراء عرفت أحداثا دامية  فتتذكر المدافع الرشاشة التي نصبت في أعلى بطيمةالديوانة وفوق المراحيض العمومية في الكريان  كنت تطل من شقوق البراكة فترى الجثث مرمية على الأرصفة ….يستمر الدكتور كوزا في سرد ما تحتفظ به الذاكرة عن فضاءات عدة  ليحكي عن وفاة رجل من رجالات المقاومة قرب المقاطة بدرب مولاي الشريف هذا المقاوم المتخصص في كبار الضباط من الفرنسيس بمعي عدد قليل من رجالاته فيدلك على بيته بحي التقدم  المطل على مسجد الملك ومكتب البريد غير بعيد عن سبيطار وسنيما سعادة مشيرا الى ما تحتفظ به زوجته وابنه نعيم  من أرشيف مما كتب عنه في الصحافة الفرنسية نفسها…….يتوقف  د. كوزا  ليستحضر ما كان بدأه مع العربي باطما بخصوص  التأريخ لفضاءات وأعلام وأسماء في مختلف المجالات بالحي المحمدي  دون أن يذكرك بالبعمراني الرجل الذي كان يمول الحركة الوطنية بالمال والموتشو الذي حكم بالإعدام بسبب صورة لمحمد الخامس ضبطت بحوزته ولم ينفذ في حقه .

طوطووضيابوليك وكينكو…..فتوات زمان

ليحك عن اسماء كطوطووضيابوليكوكينكو الذي غادر السجن في الحماية مشبعا بالوطنية ويشهد له بفك السكة الحديدية ليقلب القطار في احدى عملياته  والذي كان يأخد من الشابووالسكاليرا مأواه فيما تحكي الكثيرات من عاملات مكازات البارودي أنه كان يؤمن لهن عبور سكة القطار كل يوم من معترضي السبيل مقابل فرنك أو إثنين ….ليعرج بكم الى اسماء بنت صرحا حزبيا مهما الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عبد الرحمان اليوسفي والحاج عمر والحاج التاقي …

انت والكثيرون من أبناء الحي المحمدي وفعاليات جمعوية وثقافة وفنية  ممن صادفتهم يحملون هم تراثهم ويتأسفون على فضاءات افتقدوها وأسماء كثيرة في مختلف المجالات نالت نصيبها من النسيان و وحارات وأمكنة لحقها حظها من المسخ…ترى ما ومن سيحفظ ذاكرتهم ؟ ولسان حالهم يقول يجب الذي يجب. يجب فعل شيء ما  قبل فوات الأوان ..هي بمثابة صرخة في صمت…ترى هل سيتحقق المراد من مبادرات لازالت في الكثير من الأحياء لا تتعدى جلسة في مقهى أو مناسبة من المناسبات ؟ ….

https://www.youtube.com/watch?v=wq7zsEN4W5U

عوينة شامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى