الشباب المغربي بين التهميش وقوارب الموت: فشل حكومي يهدد مستقبل الوطن
°بقلم نذير أخازي
الشباب المغربي يعيش اليوم وضعية مأساوية نتيجة السياسات الحكومية العاجزة عن الاستجابة لأبسط تطلعاته. ملايين الشباب، بين 15 و24 سنة، محرومون من العمل والتعليم والتكوين، وبدلاً من توفير حلول عملية، تستمر الحكومة في تجاهل هذه الكارثة الاجتماعية التي تتفاقم كل يوم.
حتى أولئك القلة الذين يتمكنون من الحصول على عمل، يجدون أنفسهم في وظائف تفتقر إلى الكرامة، حيث لا يكفي الحد الأدنى للأجور (السميك) لتلبية احتياجاتهم الأساسية، في ظل غلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية. هذه الوظائف الهشة ليست سوى امتداد لسياسات اقتصادية تهدف إلى تحقيق الربح السريع على حساب كرامة المواطن، بينما تتغاضى الحكومة عن خلق بيئة عمل لائقة ومستدامة.
هذه الأوضاع المزرية تدفع أغلبية الشباب إلى التفكير في الهجرة كحل أخير، حتى وإن كان ذلك عبر قوارب الموت. الهجرة السرية أصبحت الخيار الوحيد أمام شباب فقد الأمل في بلده، رغم المخاطر المميتة التي تواجههم في أعماق البحر. ما يدفعهم ليس فقط اليأس، بل شعورهم بأن بلدهم تخلى عنهم لصالح أقلية مستفيدة من اقتصاد الريع والاحتكار.
الحكومة المغربية تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الواقع الكارثي. عوضاً عن توفير فرص عمل حقيقية تتناسب مع مؤهلات الشباب، وعوضاً عن الاستثمار في قطاعي التعليم والتكوين المهني، نجد سياسات عشوائية تزيد من تعميق الفوارق الاجتماعية وتوسيع دائرة الفقر. الفساد والبيروقراطية يحكمان المشهد، بينما تتلاشى أي فرصة للنهوض بالشباب وإعادة بناء الثقة في المستقبل.
الشباب المغربي لا يطلب المستحيل، بل يطالب بحقه في العيش بكرامة داخل وطنه. إذا استمرت الحكومة في هذا التجاهل الصارخ لاحتياجات الشباب، فإن البلاد ستواجه مستقبلاً أشد قتامة، حيث يصبح فقدان الثقة والاحتقان الاجتماعي القاعدة. إن إنقاذ الشباب ليس خياراً، بل واجب وطني عاجل، وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها قبل فوات الأوان.