المتحورة أوميكرون تغلق حدود إسرائيل وتصل إلى أستراليا
سارعت حكومات العالم، الأحد، لاحتواء متحورة جديدة لفيروس كورونا تحتوي على نسخ عديدة، فأغلقت إسرائيل حدودها أمام المواطنين الأجانب فيما سجّلت أستراليا أول إصابة على أراضيها بـ”أوميكرون”.
وأثارت المتحورة الجديدة الشكوك حيال الجهود العالمية الرامية إلى احتواء الوباء جرّاء المخاوف من أنها شديدة العدوى، ما أجبر العديد من الدول على إعادة فرض تدابير لم تكن تتوقع العودة إليها.
في الوقت نفسه، يسابق العلماء الزمن لتحديد التهديد الذي تمثّله المتحورة الجديدة، خصوصا بشأن إن كان بإمكانها الالتفاف على اللقاحات المطوّرة حاليا.
وأعلنت دول عدة فرض قيود على السفر من جنوب إفريقيا، حيث اكتُشفت المتحورة أول مرة، بما فيها قطر والولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والكويت وهولندا.
وكانت أنغولا، الأحد، أول دولة إفريقية تعلّق الرحلات الجوية مع جيرانها في المنطقة لمنع تفشي المتحورة، وفق ما أعلنت ناقلتها الوطنية.
لكن إسرائيل كانت الأكثر تشددا في إجراءاتها، إذ أعلنت، الأحد، إغلاق حدودها أمام جميع الأجانب، في مسعى للحد من تفشي الفيروس، في قرار يأتي بعد أربعة أسابيع فقط من إعادة فتح حدودها أمام السياح في أعقاب إغلاق طويل جرّاء كوفيد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت “نرفع العلم الأحمر” ( في دلالة على درجة الخطر المرتفعة)، مضيفا أن بلاده طلبت 10 ملايين وحدة من معدات إجراء فحوص كوفيد (بي سي آر) لمكافحة المتحورة “الخطيرة للغاية”.
وسيتعيّن على المواطنين الإسرائيليين الخضوع لفحص “بي سي آر” ولحجر مدته ثلاثة أيام إذ كانوا ملقّحين ضد فيروس كورونا وسبعة أيام إن لم يكونوا تلقوا التطعيم، بحسب مكتب رئيس الوزراء.
حظر الدخول
لكن المتحورة بدأت تنتشر ورصدت في مختلف دول العالم، من هولندا مرورا بهونغ كونغ وأستراليا، حيث أعلنت السلطات الأحد اكتشفاها أول مرة لدى مسافرين قدما من جنوب القارة الإفريقية خضعا لفحص كوفيد بعد وصولهما إلى سيدني.
ويأتي وصول المتحورة الجديدة بعد شهر من رفع أستراليا الحظر المفروض على سفر مواطنيها إلى الخارج من دون إذن، فيما من المقرر أن تفتح البلاد حدودها أمام العمال والطلاب القادمين من الخارج بحلول نهاية العام.
وذكرت السلطات أن المصابين ملقحَين بالكامل ووصلا في اليوم ذاته الذي أعلنت فيه كانبيرا حظر الرحلات القادمة من تسع دول إفريقية، بينها جنوب إفريقيا وزمبابوي.
وفاجأت السرعة التي أغلقت فيها الحكومات حدودها كثيرين، فتدفق مسافرون إلى مطار جوهانسبرغ على أمل الصعود على متن آخر الرحلات إلى الدول التي فرضت قيودا مفاجئة على السفر.
وفي هولندا، ثبتت إصابة 61 راكبا بالفيروس بعدما وصلوا على متن رحلتين قادمتين من جنوب إفريقيا.
وذكرت مراسلة “نيويورك تايمز” المتخصصة بالشؤون الصحية ستيفاني نولين أن مسافرين بينهم رضع احتشدوا بانتظار خضوعهم إلى الفحوص، فيما “لم يضع نحو ثلثهم كمامات أو اكتفوا بتغطية أفواههم فحسب”.
انقسامات جيوسياسية
واكتشف علماء من جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي المتحورة الجديدة B.1.1.529 المكوّنة من 10 نسخ على الأقل، مقارنة بثلاث نسخ في المتحورة “بيتا” ونسختان في “دلتا”، المتحورة التي سددت ضربة للتعافي العالمي وأدت لإعادة فرض إغلاق على ملايين الأشخاص حول العالم.
وأدى اكتشاف أوميكرون إلى إعادة إحياء الانقسامات الجيوسياسية التي فاقمها الوباء فسارعت الولايات المتحدة للإشادة بشفافية جنوب إفريقيا في الإعلان عن المتحورة الجديدة، في تنديد مبطّن بطريقة تعامل الصين مع المعلومات بشأن ظهور الوباء.
وأشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت “بعلماء جنوب إفريقيا لتعرّفهم السريع على المتحورة أوميكرون وبحكومة جنوب إفريقيا لشفافيتها في مشاركة هذه المعلومات، والتي ينبغي أن تكون مثالا يحتذى به للعالم بأسره”.
لكن جنوب إفريقيا اشتكت من فرض تدبير حظر سفر “قاسية” وغير منصفة لأنها كانت أول بلد يرصد المتحورة، التي وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها “مقلقة”.
وقالت وزارة خارجية جنوب إفريقيا “يجب الثناء على العلم المتميز وعدم معاقبته”.