سياسة

PPS السماتُ الغالبةُ على فضائنا الوطني العام هي الضبابيةُ والارتباك والحيرة والقلق والانتظارية

أعلن حزب التقدم والاشتراكية أن ” الانطباعَ العام لدى مُعظمِ الرأي العام هو أن مِلَفَّاتِ الإصلاحِ الكبرى والأساسية تكاد تكونُ معطلة، من جَرَّاءِ عددٍ من القضايا الخِلَافِيَة التي برزتْ في الفترة الأخيرة، سواءٌ بشكل طبيعي أو مُفتعل، والتي تم استعمالُهَا سياسويًا من قِبَلِ عدد من الفرقاء الذين من المفترض أنْ يكونوا شركاء، وهو ما يزيدُ من تأزيم الوضعِ والتباسه، ويُخَفِّضُ إلى أدنى المستوياتِ مَنْسُوبَ الأملِ في إبداع الحلول للإشكالات والملفاتِ المجتمعية المطروحة، فما بَـالُـكَ في القدرة على تنفيذها وتفعيلها بتماسكٍ وتضامنٍ والتزام”.

وأضاف التقدم والاشتراكية، استنادا للتقرير السياسي الذي ألقاه باسم مكتبه السياسي، الأمين العام للحزب نبيل بن عبدالله في الدورة الرابعة للجنة المركزية اليوم بالرباط، والذي توصلت “ذابا بريس” بنسخة منه، في معرض تحليله للوضعية السياسية، أن الأغلبية وبسبب حسابات سياسوية وخلافات مفتعلة، ستفقد ما تبقى من مصداقية للمؤسسات، وأن الحكومة يؤكد التقرير السياسي لحزب علي يعتة، “بأعضائها وقطاعاتها وبمكوناتها التي نحن جزء وَفِيٌّ لميثاقها وملتزمٌ ببرنامجها، يُنتظر منها العمل، وتُرْجَى منها الحصيلة، ومُبَرِّرُ وجودِهَا هو حُسْنُ الأداءِ والفعالية والإنجاز، وأَيُّ مَعارِكَ أخرى غيرُ هذه، نعتبرها في حُكْمِ الاستهتارِ غيرِ المقبولِ بمصالح وطننا وشعبنا”.

فيما أشاد التقرير بالاتفاق الاجتماعي المُوَقَّعِ أخيرا يوم 25 أبريل 2019عاد ليؤكد أن “الحساباتِ السياسوية والمزايدات العقيمة كانتْ وراء عدم توقيعه منذ سنة 2016، مِمَّا فَوَّتَ على الشغيلة المغربية فرصةَ الاستفادة من مكاسبه لمدة ثلاث سنوات كاملة، ولا يسعنا هنا بالمناسبة سوى التأكيدُ مرةً أخرى على ضرورة مأسسةِ الحوار الاجتماعي ومُواصلتـه، والحرصِ على تحصينه بالمسؤولية السياسية والنَّـــأْيِ به عن كُلِّ الحساباتِ الضيقة والظرفية”.

مستدركا المصذر نفسه أنه و“على الرغم من المجهود المُشار إليه في التقرير، ودون الحاجةِ إلى إعادة تفسيرِ منطلقاتِ حزبنا في تحليله للراهنية العامة ببلادنا، ذلك أَنَّ القراءةَ التي أَقَرَّتْهَا الدورةُ الثالثةُ للجنة المركزية لا تزال معطياتُ الواقعِ تؤكدُهَا، حيث السماتُ الغالبةُ على فضائنا الوطني العام هي الضبابيةُ والالتباسُ والارتباك، والحيرة والقلق والانتظارية، أَمَّا تلك المبادراتُ القليلةُ التي تبرز هنا وهناك أحيانا، فإنها لا تصمدُ أمام هَوْلِ الفراغ وجمودِ الأجواءِ العامة، فبالأحرى أن تكون قادرةً على تحريك الأوضاع وتبديدِ المخاوفِ والتساؤلاتِ لدى مختلف الأوساط والشرائح والطبقات”.

وبنفس النبرة النقدية للأغلبية، التي يعتبر التقدم والاشتراكية جزء من مكوناتها،و التي حملها التقرير السياسي، الذي قدم للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، أشار أنه و: “إذا كان من الطبيعي أَنْ تكون هناك اختلافاتٌ حول قضايا بعـينها، وهو أمرٌ صِحِيٌّ في الغالب، فإنَّ حزبَنَا يتحفظُ، بل يرفضُ تماما، أَنْ يَــتـِـمَّ افتعالُ الخِــلافَــاتِ أو تضخيمُ الاختلافاتِ أو إخضاعُهَا لحساباتٍ أقلُّ ما يُقال عنها إنها صغيرةٌ وسياسوية ولامسؤولة، كما أن حزبَنَا يهمه جدا أن يَعْرِفَ الرأيُ العام بأننا مِنَ الذين يُصِرُّونَ على أنْ يضطلع الفاعلون بمهامهم الانتدابية داخل المؤسسات، وأن لا يجعلوا منها مُجرَّدَ بابٍ ضيق تَــــشْرَئِبُّ أَعْنَاقُهُمْ من خلالها نحو سنة 2021”.

في نفس السياق، شدد تقرير الحزب الشيوعي السابق أنه و“في ثنايا المزايداتِ العقيمة يَضِيعُ التواصلُ الحكومي مع الناس والمؤسسات، وتضيعُ الإصلاحاتُ الكبرى، ويضيع الزمنُ والجهــد، وتخبو آمال الشعب، ويزداد الشعورُ باللامعنى واللاجدوى من الفعل السياسي والمؤسساتي، ويتراجعُ الحماسُ والاهتمام، وتتعمق الهوةُ بين المواطنين والأحزاب والسياسة، وتضيعُ الجديةُ والمسؤولية، ولأن الطبيعةَ لا تقبل الفراغ، فإن مُؤَدَّى ذلك هو احتمالُ تفاقمِ أجواءِ اليأسِ واللامبالاة والعدمية والشعبوية والعفوية وثقافة التبخيس المتبادل، والرداءة، وفقدانِ ما تبقى من مصداقيةٍ في مؤسساتنا التي نبنيها جميعا حجرًا حجرًا منذ فجر الاستقلال”.

المصدر نفسه، وفي السياق نفسه تابع  “قول هذا الكلام بصوتٍ مرتفع وباقتناعٍ تام، وبمسؤوليةٍ كبيرة، لا يعني أبدا أننا نتملص مما يقتضيه انتماؤُنَا إلى الأغلبية الحالية، لكن يكفينا أننا نمارس حقَّنَا، بل واجبَنَا، في التنبيه الإيجابي، ولا نسمح لأنفسنا بالمقابل أن نشتغل، لا في الظاهر ولا في الخفاء، على ضرب أو نَخْرِ الحكومةِ من الداخل، ولا نسعى إلى إضعافها أو تبخيس جهودها أو تحجيمها أمام الرأي العام، خلافًا لما يقوم به البعض للأسف الشديد، لأن الأهمَّ بالنسبة إلينا هو مصداقيةُ المؤسسات، وهو نجاحُ هذه الحكومة، لأنَّ في نجاحِهَا بكل تأكيد نجاحٌ لوطننا وشعبنا” على حد تعبير التقرير.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى