رأي/ كرونيكرياضة

المنتخب الوطني بين البناء الذاتي والجلد الذاتي

لا أحد من المغاربة، عموما، استوعب هزيمة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم أمام نظيره المصري، في ربع نهائي نيل كأس الامم الإفريقية، وكانت ردود فعلهم تسير في اتجاه واحد، قلب الطاولة على الجميع، بما فيها اللاعبين، وإقالة المدرب، ورئيس الجامعة الملكية المغربية.

ومثل هذه الردود الفعل، نسبيا، مقبولة من عامة الشعب، لكن أن يروج لها المختصون، فإن الأمر مختلف، ورد فعل غير مقبول.

وللأسف تحول النقد إلى جلد، خاصة في هذا الظرف الدقيق، ونحن مقبلون على استحقاق يقتضي دعم ومساندة أسود الأطلس، نعم أسود الأطلس، لأنهم بالفعل كانوا أسودا، في نهائيات كأس أمم إفريقيا.

نعم هناك اختلالات ونواقص وجب الوقوف عندها، وإصلاحها وترميمها، لكن لا يجب أن ننسى، في الوقت نفسه، أن الأسود زأروا في الكاميرون، والمنتخب المغربي ليس الأول، ولا الأخير، الذي أقصي في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021، سبقتنا منتخبات أخرى مثل الجزائر وغانا، ونيجيريا والكوت ديفوار في الدور الثاني وتونس في دور الربع، والبلد المنطم (الكاميرون) في النصف نهائي.

مباراة في كرة القدم، أولا وأخيرا، ينتج عنها فائز ومنهزم، وفي أحسن الأحوال تعادل، وتلعب في مجرياتها كما في نتيجتها عوامل عدة، كما أن الإقصاء ليس نهاية العالم، بل يجب الوقوف عنده وتصحيح الأخطاء لتجاوزها مستقبلا..

لكن هل الظرف اليوم يساعد على الوقوف وقفة تأمل وإعادة النظر في المنتخب، ككل، تركيبة بشرية وإدارة تقنية ومسيرين، أكيد أن أي عاقل سيقول لا، لأن الجهود يجب أن ترتكز على المباراة الفاصلة بيننا وبين التأهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022.

إن السيوف التي شحذت في وجه المنتخب الوطني من لاعبين ومدرب وجامعة، في هذا الظرف بالذات، قد تكون لها انعكاسات سلبية على مستقبل المنتخب الوطني، وقد تتسبب في الإقصاء والغياب عن العرس العالمي في قطر.

كما أن هذا المنتخب بسلبياته وإيجابياته استطاع تصدر مجموعته، وهنا أرفض رفضا قاطعا مقولة منتخب صغير وآخر كبير، لأن منتخبات كبيرة خرجت من الدور الأول، بل حامل اللقب، الجزائر، خرج من المولد بدون حمص..

ويكفي أن حاليلوزيتش، في تقييمه للنتائج المحققة من قبيل المنتخب الوطني الذي غادر نهائيات كأس افريقيا للأمم من دور الربع، شدد، في ندوة صحفية، الخميس، على أنه يتحمل المسؤولية كاملة في هذا “الاقصاء المر”، مبرزا ان هذا الخروج كان له “وقع الصدمة” على جميع مكونات المنتخب المغربي، فالرجل اعترف بخطئه ومن تمة لا بد من إتاحة الفرصة له لتصحيح الخطأ، ويكمل ما بدأه، لأنه ليس مطلوب منا تغيير المدرب مع أي إقصاء.

خاصة أن حاليلوزيتش عبر عن ارتياحه للخدمات التي قدمها، حتى الآن، للمنتخب الوطني المغربي، معتبرا أن هذا الأخير يوجد حاليا على الطريق الصحيح لحجز تذكرة العبور الى مونديال قطر 2022، وجاهز لتحقيق هذا الإنجاز بنسبة 95 في المائة.

نعم للنقد ونعم للمحاسبة، لكن في وقتها، وحتى المناداة بإقالة المكتب الجامعي، هو سلوك يتناقض وما نطمح إليه بترسيخ الدمقراطية، لأن المكتب الجامعي منتخب والجمع العام هو المخول له محاسبته، وأي تصرف سيكون له تأثير على كرة القدم الوطنية، وستطاله عقوبات من الفيفا، التي ترفض رفضا قاطعا تدخل السلطات في الشأن الكروي.

ومن جهة أخرى، وفي الوقت الذي بدأ فيه، اليوم، الحديث عن مسيرين دون المستوى، وأنهم سبب الإقصاء، لابد من التذكير أن من ضمن هؤلاء هناك مسير استطاع على الأقل أن يضع موطئ قدم للمغرب في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وأصبحت كلمته مسموعة، كما أنه، وفي سابقة أصبح يتحمل المسؤولية في أعلى جهاز بالاتحاد الدولي (فيفا)..

لا يجب هنا أن تكون ذاكرتنا قصيرة وقاصرة، بل يجب أن نعطي لكل ذي حق حقه..

نعم للمحاسبة، لكن في إطاراتها، وفي زمانها، ولا يمكن أن نوقف العجلة عند أي هزيمة أو إقصاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى