رأي/ كرونيك

الروائي خالد أخازي يكتب: غزة… ولو لأخر رمق

بقلم: الاعلامي والروائي خالد أخازي

يا إلاهي…!
غزة مع الزمن…
تصير مجرد حدث عابر…
كسقوط جدار هالك…
يا إلاهي…!
غزو.. مع الزمن…
يريدونها بلا بشر
يريدونها بلا سحر
يريدونها بلا حكايا ولا سمر…
يريدونها ملحمة للغجر…
يريدونها كأعين الحجر…

يا إلاهي…!
الكل في احتفال وصخب…
كيف يكون العرس…
ولنا كل ثانية جنازة…؟
كيف نطعم ونشرب…
كيف نتبادل الأنخاب والشهيد في قاع الكأس…
كيف نحيا…
كيف استطعنا أن نحيا…
من أينا لنا هذه القدرة…؟
على تحمل الغباء والشقاء…
على المضي قدما…
وكل طريق في غزة…
اسمه مقبرة بلا عنوان
أتنسون غزة..؟
أتطعمون وتتنعمون وترفلون في النعيم…
وعلى غزة فتحوا بوابات الجحيم..
من السماء والبر والبحر…
يقتل كل شيء بدم بارد..
حتى ساعي البريد…


يا إلاهي…!
من أين أتينا بهذا الفصل الخامس…
في زمن المشاعر والأحاسيس…
فصل الصقيع الدائم…
كما صرنا باردين إلا في وجه الفوانيس…!
كل يوم يموت أطفال غزة…
وتقتل نساء غزة…
ويباد شعب في زمن الأمم المتحدة…
في زمن المنظمات الحقوقية الدولية…
في زمن منظمات الزراعة والبهيمة والطير والشجر والحجر والبحر والنهر والجو والماء والغلاء… والنوع والضوع والغور…
في زمن تجريم تجويع الحيوان…
في زمن تجريم تعذيب الحيوان…
في زمن تجريم قتل الحيوان..
في زمن تقوم قيامة العالم…
لحماية حيوان من الانقراض…

يا إلاهي.. !
العالم يغضب من أجل شجرة…
العالم ينتفض من أجل بقية جدار…
وغزة تباد…
وتدك بالأرض كل معالمها…
ويمنع الدواء والغذاء…
ويمنع حتى الحق في الحماية….

يا إلاهي…!
وتقام الأعراس والأفراح..
وتدق أجراس السلام…
وتنصب المنصات….
ويتوج فارس بلا سيف…
ويكرم الغمد…
ويرفع من شأن الصدأ في الحبر…
والجبن في الشعر…
تكرم البطنة…
وتجرم الفطنة…
وكل حديث عن المحنة…
تهمة… تحرم من جنة الفتنة…


يا إلاهي…!
نسينا غزة…
ونستنا السماء…
نسينا غزة…
نرف في كل نعيم…
نفكر في لباس العيد…
نفكر في خروف العيد…
نفكر في عطلة مع الغيد…
نفكر في قدح ونبيذ
نخطط لرحلة لصيد الغزلان
مع كل عابر يملك صك الغفران…

يا إلاهي…!
غزة… تباد…
في زمن… يهرع العالم لحماية نقش
وبقية جمجمة وعظم…
وجدار من ماض بعيد…
وكل بيت في غزة…
يدك ومعه كل الذكريات…
يا إلاهي…!
هل نحن معاقبون…؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى