حول العالمفي الواجهة

تقرير إخباري مفصل: القوات الروسية توسّع عملياتها الحربية في أوكرانيا ودول الغرب تفرض حزمة عقوبات جديدة

أ ف ب/وكالات: ركّز الجيش الروسي، أمس، على كييف وشرق أوكرانيا، حيث وسّع هجومه ليشمل مدينة دنيبرو الكبيرة، مع فرض الغرب عقوبات تجارية شديدة على روسيا رداً على ذلك.
وقال الجيش الأوكراني، في بيان: إن العاصمة الأوكرانية، إلى جانب ماريوبول المطلة على بحر أزوف وكريفي ريغ وكريمنتشوغ ونيكوبول وزابوريجيا، هي المناطق الرئيسة التي ما زالت جهود القوات الروسية تتركز فيها.
وأضاف: “غير قادر على تحقيق نجاح، يواصل العدو هجماته بالصواريخ والقنابل على مدن واقعة في عمق الأراضي الأوكرانية، هي: دنيبرو ولوتسك وإيفانو-فرانكيفسك”.
وردّاً على استمرار الغزو الذي شنته روسيا في 24 فبراير، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن استبعاد روسيا من نظام العلاقات التجارية الجاري، عبر حرمانها من وضع “الدولة الأولى بالرعاية”، ما يمهد الطريق لزيادة الرسوم الجمركية.
وزاد الأوروبيون المجتمعون في فرساي الضغط على روسيا، أمس، لإنهاء هجومها العسكري عبر مضاعفة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وتهديدات بفرض عقوبات “قاسية” جديدة على موسكو.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين، بعد يومين من الاجتماعات مع القادة الأوروبيين: “إذا كثف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القصف وفرض حصاراً على كييف، وإذا صعّد مشاهد الحرب، سيكون علينا فرض عقوبات قاسية إضافية”.
ولم يستبعد ماكرون أن يستهدف الاتحاد الأوروبي أيضاً واردات الغاز أو النفط التي استثنيت حتى الآن من العقوبات؛ بسبب الكلفة الباهظة التي ستترتب على الأوروبيين إذا أوقفوا استيرادها، إذ إنهم يعتمدون بشكل كبير على منتجات النفط الروسية.
وقال: “لا شيء ممنوعاً، لا شيء محظوراً. نحن مستعدون لفرض عقوبات أشد”.
وتبنّت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 عقوبات مالية واقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار الروبل.
من جانبه، اقترح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس، على رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي المجتمعين في قصر فرساي قرب باريس، مضاعفة التمويل الأوروبي المخصص لتسليح أوكرانيا، رغم تحذيرات موسكو.
وأعلن بوريل أنه “قدم اقتراحاً لمضاعفة مساهمة الاتحاد الأوروبي بمبلغ إضافي مقداره 500 مليون يورو لدعم الجيش الأوكراني”. وما زال ينبغي على الدول الأعضاء اعتماده.
على الأرض، دفعت الحرب حتى الآن أكثر من 2,5 مليون شخص إلى مغادرة البلاد، معظمهم إلى بولندا، ونزح حوالى مليونَي شخص داخل أوكرانيا نفسها، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
كانت دنيبرو المركز الصناعي الواقع على نهر دنيبر الفاصل بين شرق أوكرانيا الموالي جزئياً لروسيا وبقية البلاد، هدفاً لغارات أسفرت عن مقتل شخص على الأقل، وفقاً للسلطات المحلية.
وأعلنت خدمات الطوارئ الأوكرانية أنه، في وقت مبكر من أمس، “تعرضت المدينة لثلاث غارات جوية استهدفت حضانة أطفال ومبنى سكنياً ومصنعاً للأحذية من طابقين اندلع فيه حريق. وقتل شخص”.
انضمت مشاهد الحرب إلى تلك التي ارتسمت في خاركوف وماريوبول التي قضى 1582 من سكانها خلال الحصار. فقد استيقظ أهالي دنيبرو مذهولين على مشاهد مبان محترقة أو مدمرة.
يمكن رؤية إطفائيين في لقطات فيديو وهم يحاولون إخماد النيران في الأنقاض المشتعلة. وبعض الأبنية استحالت مجموعة من الدعائم وهياكل معدنية ملتوية.
وبعد مستشفى للأطفال، الأربعاء الماضي، في ماريوبول على بحر أزوف، تعرض مركز للمعوّقين قرب خاركوف في شمال شرقي البلاد، لضربة، أمس،، لكنها لم تسفر عن أي خسائر بشرية.
وبحسب رئيس الإدارة الإقليمية، أوليه سينغوبوف، كان هناك 330 شخصاً، من بينهم 10 على كراس متحركة و50 من ذوي الحاجات الخاصة، في الموقع وقت الهجوم.
كما قتل جنديان أوكرانيان وأصيب ستة في قصف على مطار لوتسك العسكري شمال غربي البلاد. كما استهدفت القوات الروسية مطار إيفانو-فرانكيفسك العسكري في أقصى غربي البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف: إن القاعدتين الجويتين “أصبحتا خارج الخدمة”.
كما نفّذت غارات ليلية على مدن تشيرنيهيف (شمال) وسومي (شمال شرق) وخاركوف، ما ألحق أضراراً بمبان سكنية.
ويستمر الوضع الإنساني بالتدهور في المناطق المحاصرة أو المهددة بالهجوم الروسي.
وتعكس الأنباء النادرة جداً من مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية يأس السكان العالقين في المدينة التي تحاصرها القوات الروسية، بين جثث متروكة في الشوارع ومدنيين يحاولون الفرار.
ويحاول من تمكّنوا من المغادرة إيجاد سبل للاستعلام حول الذين بقوا في المدينة التي تعاني انقطاعاً في المياه والغاز والتيار الكهربائي والاتصالات. وفي الأيام الأخيرة، شوهد سكان المدينة وهم يتقاتلون من أجل الطعام.
في مشرحة ميكولايف، وهي مدينة واقعة على شواطئ البحر الأسود تتعرض للقصف الروسي منذ أيام، تتراكم الجثث على الأرض وفي فنائها حيث تتساقط الثلوج دون توقف، بحسب ما أفاد مراسل في وكالة فرانس برس.
وأكد حاكم المنطقة فيتالي كيم: “لقد دفعنا العدو خارج حدود مدينتنا”.
وبعد الوصول إلى ضواحي كييف، حاول الجيش الروسي أيضاً تدمير الدفاعات الأوكرانية في العديد من المناطق إلى غرب العاصمة وشمالها من أجل “صدها”، كما أوضحت رئاسة الأركان الأوكرانية، ليل أول من أمس.
وقال ميخايلو بودولياك، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو: “كييف رمز للمقاومة” وهي تستعد لـ”دفاع مستميت”.
وتم إجلاء حوالى 20 ألف شخص يومي الأربعاء والخميس، وحوالى 100 ألف في اليومين الماضيين من المدن التي تشهد معارك، وفقاً للسلطات.
وقال أوليكسي أريستوفيتش، وهو مستشار آخر لزيلينسكي: “لم يحقق العدو أي نجاح ملموس خلال الـ24 ساعة الماضية، فقد أوقف تقدمه في كل الاتجاهات تقريباً بسبب صواريخنا وضرباتنا الجوية والبرية”.
وأشارت مصادر عسكرية غربية إلى تباطؤ في تقدم الجنود الروس، فيما أعطى الرئيس فلاديمير بوتين الضوء الأخضر لإرسال مقاتلين “متطوعين” خصوصاً من سورية.
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو: “إنها حرب مع عدو عنيد جداً قرر استخدام مرتزقة ضد مواطنينا. قتلة من سورية، من بلد دمر فيه المحتلون كل شيء، كما يفعلون بنا”.
واقترح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، إرسال سوريين إلى الجبهة الأوكرانية على الرئيس فلاديمير بوتين، والذي بدوره وافق على الاقتراح في اجتماع لمجلس الأمن القومي.
وقال بوتين: “إذا رأيتم أن الناس يريدون الذهاب إلى هناك طوعاً ومساعدة لمن يعيشون في دونباس (شرق أوكرانيا)، عليكم مقابلتهم ومساعدتهم في الوصول إلى منطقة القتال”.
وأضاف بوتين: إن “الغرب يجمع مرتزقة من كل أنحاء العالم لإرسالهم إلى أوكرانيا”، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى “تحولات إيجابية” في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.
في غضون ذلك، قالت روسيا، أمس: إنها ستلاحق شركة ميتا قانونياً بسبب “دعوات إلى قتل” مواطنين روس، مشيرة إلى أن الشركة الأم لـ”فيسبوك” و”إنستغرام” خففت قواعدها بشأن الرسائل العنيفة التي تستهدف الجيش والقادة الروس. وأعلنت هيئة روسكومنادزور الروسية الناظمة في بيان “حظر الوصول إلى تطبيق إنستغرام في روسيا”.
ورغم كل شيء، يبدو أن الأوكرانيين يحافظون على معنوياتهم. وقالت إيرينا سيرغييفا، وهي من جنود الاحتياط منذ العام 2017، في كييف: “منذ الأيام الأولى، وصل عدد كبير من الشابات اللواتي أردن الحصول على بندقية والذهاب للقتال”.
معلناً حرصه على تجنب “المواجهة المباشرة” بين حلف شمال الأطلسي وروسيا لأنها قد تتسبب في “حرب عالمية ثالثة”، بدا جو بايدن بالتنسيق مع مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي،، أمس، مصمماً على استبعاد روسيا من التجارة الدولية.
وأعلن بايدن، أمس، أن الولايات المتحدة وحلفاءها قرروا استبعاد روسيا من نظام التجارة التبادلي المعمول به في التجارة العالمية، ما يمهد لفرض رسوم جمركية عقابية رداً على اجتياح أوكرانيا.
وقال: “نتخذ أيضاً إجراءات إضافية لحظر القطاعات الرئيسة في الاقتصاد الروسي، خصوصاً المنتجات البحرية والفودكا والأحجار الكريمة”.
وفي هذا السياق، حظرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصدير المجوهرات والسيارات والملابس الفاخرة إلى روسيا وحليفتها بيلاروس.
كذلك، انسحبت شركة التبغ البريطانية-الأميركية (بات) بدورها من السوق الروسية، حاذية حذو عدد لا يحصى من الشركات الغربية الأخرى، لكن مجموعة السبع حضت الدول على عدم تقييد صادراتها الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا بعد اجتماع لوزراء الزراعة لمناقشة الأزمة في برلين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى