الرئسيةحول العالم

57 جريحا بصدامات جديدة في باحة الأقصى

اندلعت صدامات جديدة بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين في باحة المسجد الأقصى بالقدس، في صباح الجمعة الثالثة من شهر رمضان أسفرت عن إصابة 57 فلسطينيا بجروح.

وألقى فلسطينيون الحجارة فيما استخدمت الشرطة الاسرائيلية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والعيارات المطاطية، بحسب مراسلة ومصور فرانس برس.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه قرابة الساعة الرابعة فجرا، رشق “مثيرو شغب ملثمون يرفعون اعلام حماس” حجارة باتجاه حائط المبكى، مكان الصلاة المقدس لدى اليهود والواقع على سفح باحة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، في البلدة القديمة في القدس الشرقية. ويسمي اليهود الموقع جبل الهيكل.

وأضافت أن “قوات الشرطة استخدمت وسائل تفريق الحشود لوقف العنف” مشيرين إلى أن ضابطا أصيب بجروح.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية تسجيل 57 إصابة خلال المواجهات، مشيرة إلى أن 14 مصابا نقلوا إلى المستشفى.

من جهتها، أعربت الأمم المتحدة الجمعة عن “قلقها العميق” إزاء العنف المستمر منذ شهر في اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة.

وقبل صلاة الجمعة، عمل موظفو المسجد الاقصى على تنظيف الساحات وطلبوا من الناس عبر مكبرات الصوت مساعدتهم، بينما قرأ بعض الأشخاص الذين تواجدوا في المكان القرآن وصلّى آخرون.

وأطلقت الشرطة الغاز من طائرات صغيرة مسيّرة حلّقت فوق المكان عقب الصلاة، ما أحدث حالة من الهلع في أوساط المصلّين، بحسب مصور فرانس برس.

وأخمد عناصر الدفاع المدني حريقا اندلع في شجرات سرو ضخمة نتيجة قنابل الغاز التي أطلقتها الشرطة الاسرائيلية.

وعززت الشرطة تواجدها في القدس القديمة وعند بوابات المسجد الاقصى. واغلقت اربع بوابات من بوابات الاقصى امام المصلين.

وحلّقت مروحية الشرطة طوال الوقت فوق المسجد وفي مدينة القدس.

وتأتي المواجهات بعد شهر من العنف الدامي حيث يتزامن عيد الفصح اليهودي مع شهر رمضان، واعياد الفصح المسيحية.

وأثار العنف مخاوف دولية من تصعيد كبير بعد عام من اضطرابات مماثلة أدت إلى حرب استمرت 11 يوما العام الماضي في قطاع غزة.

“الدفاع عن الاقصى”
واكدت الاوقاف الاسلامية ان نحو 150 الف فلسطيني أدوا صلاة الجمعة في المسجد الاقصى عقب المواجهات.

وخارج المسجد عند احدى المصطبات جلس ثائر (22 عاما) الذي قدم من نابلس. وقال “خرجنا من نابلس في الساعة العاشرة ليلا دخلنا تهريب بالصعود بالحبال على الجدار الفاصل ووصلنا إلى الاقصى في الثانية عشرة ليلا. دخلنا هنا ايضا تهريب”.

وأضاف “وصلت هنا حيث صلينا ونمت ساعة لاستيقظ على صوت المواجهات. لم تدخل الشرطة داخل المسجد”.

واما علي من مدينة القدس (28 عاما) فقال لفرانس برس “بالطبع اريد الدفاع عن الاقصى”.

وأكد بيان للهلال الاحمر انه عالج أكثر من مئتي اصابة خلال الايام الخمسة الماضية في مواجهات الاقصى.

والخميس قالت جمعية الهلال الأحمر إنّ “اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي تتصاعد على المصلّين في الحرم القدسي الشريف وباحاته” إذ تحاول “إخراجهم بالقوة من بعض أجزائه”.

وفي عمّان، دان اجتماع وزاري عربي طارئ عُقد في العاصمة الأردنية الخميس لبحث التصعيد في القدس “الاعتداءات والانتهاكات” الإسرائيلية، مؤكّداً ضرورة احترام اسرائيل الوضع القائم والعودة الى ما كان عليه قبل عام 2000.

وشدد على ان الاقصى بباحاته ومساجده “هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وتكون الزيارة لغير المسلمين له بتنظيم من إدارة الأوقاف الإسلامية”.

وحدة من قوات حرس الحدود الاسرائيلي في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة
وحدة من قوات حرس الحدود الاسرائيلي في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة
والجمعة، شارك مئات الأردنيين وسط عمّان في تظاهرة تضامنا مع الفلسطينيين في القدس، منددين بالإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.

– “الوضع القائم” –

وأكد وزير الخارجية الاسرائيلي يائير لبيد الخميس بعد لقاء مع مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ياعيل لمبرت والمبعوث المكلف العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية هادي عمرو إن “اسرائيل تحافظ وستواصل الحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي” لكن “لن نقبل تحت اي ظرف اطلاق صواريخ من قطاع غزة”.

وأجرى المسؤولان الأميركيان بعد ذلك مساء الخميس محادثات مع قادة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في رام الله في الضفة الغربية المحتلة.

وقال المسؤول الفلسطيني حسين الشيخ إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس “طالب بالتدخل العاجل للإدارة الأميركية من أجل وضع حد نهائي للتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية”.

وأدى هذا التصعيد الجديد للتوتر في القدس الشرقية إلى إطلاق هجمات صاروخية من قبل فصائل فلسطينية مسلحة في قطاع غزة وضربات جوية إسرائيلية ردا عليها في هذا الجيب الفلسطيني الذي يبلغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة ويخضع لحصار إسرائيلي وسيطرة حماس.

يشمل التصعيد الحالي في أعمال العنف أربع هجمات مميتة منذ أواخر مارس في إسرائيل من قبل فلسطينيين وعرب إسرائيليين أودت بحياة 14 شخصًا، معظمهم من المدنيين.

في غضون ذلك، قُتل ما مجموعه 24 فلسطينيا في أعمال العنف منذ 22 مارس، من بينهم مهاجمون استهدفوا إسرائيليين، بحسب حصيلة وكالة فرانس برس.

ووكان بين هؤلاء إبراهيم لبدي (20 عاما) من جنين، الذي توفي في وقت مبكر يوم الجمعة متأثرا بجروح أصيب بها برصاص الجيش الاسرائيلي الأسبوع الماضي اثناء اقتحام المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى