الرئسيةرأي/ كرونيك

الشيخات والعدالة والتنمية وموسم الصيد

والبيجيدي يكره ثانيا انصراف الناس إلى حياتهم وكرتهم وفنهم.. ينتعش عندما "تتفجر" قضايا "الأخلاق" يحب أن تنفجر ويركب أول قطار ويؤججها وأحيانا يختلقها

يكره العدالة والتنمية النقاش العمومي حول القضايا الكبرى( دستور، الملكية، الأسس الاقتصادية، التنمية..)، ويكره أيضا لحظات الانشراح المجتمعي وانصراف الناس إلى الاستمتاع بحياتهم…

لحظات لا يجد فيها البيجيدي ما “يقشره” ولا يجني منها سوى نسيان وجوده وخمول أعضائه وناشطيه..

عمر لبشيريت
بقلم الصحافي المقيم بكندا عمر لبشيريت

البيجيدي، وبنكيران، يحب وينتعش ويحيى ويصطاد عندنا تنزل السياسة إلى الدرك الأسفل، بمعنى الابتذال سواء في البرلمان أو في تصرفات الحكومة. بنكيران يعشق جدا خرجات عزيز أخنوش، ويتمنى أن تقع يوميا. أخنوش يقدم خدمة لا تتصور عندما يحاول أن”يكلاشي”، ببلادة، بنكيران. يزوده بمادة الاشتغال وفرصة

العودة الى الخشبة.. منذ عودته الى رئاسة الحزب، لا يظهر بنكيران إلا للرد على أخنوش. هذا الدور كان يلعبه، في السابق، إلياس العماري والبام، وكان بنكيران يحب ذلك حتى النخاع.. أشد ما يكرهه بنكيران أن تتحول السياسة إلى مجال لإنتاج والانصراف إلى القضايا الحقيقية..

البيجيدي

والبيجيدي، يكره ، ثانيا، انصراف الناس إلى حياتهم وكرتهم وفنهم.. ينتعش عندما “تتفجر” قضايا “الأخلاق”، يحب أن تنفجر ويركب أول قطار، ويؤججها، وأحيانا يختلقها..

يتمنى ” الفضائح”، مثل صحف وإذاعات “الطابلويد”. يريد أن يكون الدين المجال الوحيد للنقاش. هنا يبرع البيجيدي في “تذكير” الناس بما “يخطط” لهم، وما “يستهدفهم” وما “يهدد” دينهم، ويشعل “النقاش” ويخرج أنصاره من العطالة .

أنصار البيجيدي لا يجيدون النقاش السياسي والاقتصادي ، لكن بارعون في “التبشير”..

لذلك، كانت قضية الشيخات فرصة سنيحة لإخراج الأسلحة التي يجيدها البيجيدي ، وفرصة لإزالة الغبار عن مئات الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي للدفع بمقولات ” التآمر على أخلاق المغاربة” و”التخطيط لنشر الفسق والميوعة”.. إلى واجهة التداول الاجتماعي..ولن يتركوا “القضية” تهدأ وتنتهي، يوما عن يوم، يزيدونها اشتعالا حتى لا تنطفئ..

البيجيدي مثل كافة “اليمين المتطرف” ينتعش من خلال تخويف المجتمع ودفع. الناس إلى الرهاب الجماعي. البيجيدي لا ينشغل بجودة الإعلام وتطويره( أليس مصطفى الخلفي هو الذي وضع دفتر التحملات الحالي للإعلام العمومي والإلكتروني).

البيجيدي

البيجيدي ينعم ويتقوى ب”الفضائح ” و”السياسة السفلى”، ويعيش بالمؤامرة ، ادعاء “التآمر” عليه و”التآمر” ضد الدين..لهذا، أنعشته “الضجة” الأخيرة (ليس بالضرورة أن يتبناها رسميا، فكتائبه مكونة لهذا الدور). ولهذا، يخرج كل مرة نافخو الحطب من “كتاب” و”دعاة” لمد البيجيدي بوقود الاستمرار…

فليس مستغربا الانتفاضة التي عمت وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات( حتى صفحات الكرة لأندية مشهورة!!)، لدق ناقوس الخطر حول زوال دين المغاربة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى