ميديا و أونلاين

القدس العربي: المغرب يرسم مسافة مع سياسة الرياض قد تمتد الى التجميد النهائي.

بعد التزامه الصمت حيال أزمة مقتل الصحافي المعارض ’’جمال خاشقجي‘‘ داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، اعتبرت جريدة القدس العربي، أن المغرب بهذا الإجراء، يرسم مسافة مع سياسة الرياض قد تمتد الى التجميد النهائي.

وجاء في مقال نشرته القدس العربي، أنه في الوقت الذي حصلت فيه الرياض على تأييد محتشم خلال الأيام الماضية من طرف البحرين والإمارات والأردن وفلسطين ورئيس حكومة لبنان سعد الحريري وجيبوتي وسلطنة عمان وحكومة اليمن الموالية للرياض، وغابت دول مثل تونس والجزائر وقطر ويبقى الغياب الكبير هو للمغرب الذي يعتبر نظاما ملكيا اعتاد في الماضي الوقوف الى جانب السعودية في السراء والضراء. ورغم زيارة وزير الداخلية السعودي الى المغرب الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف الأسبوع الماضي لم يحصل على موقف علني من طرف المغرب يؤيد السعودية، واكتفى المغرب،  بالتعليق على ملف خاشقجي بأنه في يد القضاء، وفق الناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي الخميس من الأسبوع الجاري،

وأرجأ المصدر ذاته، غياب المغرب عن دعم السعودية إلى خمسة أسباب، حيث  بدأ المغرب يبتعد تدريجيا عن سياسة السعودية، وبلورة مواقف منها عدم الانخراط في محاصرة قطر أو سحب السفير منها بعدما قررت دول الخليج وأساسا البحرين والسعودية والإمارات ثم مصر سحب سفرائها وشن حصار على هذا البلد الخليجي، بالإضافة إلى إدراك المغرب صعوبة الأزمة التي تواجهها السعودية مع المنتظم الدولي، حيث يعتبر تأييد السعودية في هذه الأزمة تبريرا لجريمة بشعة التي استهدفت جمال خاشقجي ويندد بها العالم.

أما العامل الثالث، فتقول ’’القدس العربي‘‘ إن النظام المغربي يدرك وجود أزمتين، الأولى بين السعودية والمنتظم الدولي والثانية وسط العائلة الملكية، وقد تنتهي بإزالة ولي العهد محمد بن سلمان من ولاية العرش وحدوث تغيير في هرم الملكية بقدوم أمراء جدد لا يحملون الود لولي العهد بل حتى للملك سلمان بسبب الاعتقالات التي جرت ضد عشرات الأمراء خلال  نونبر الماضي. وبهذا لا يرغب في توريط نفسه في صراع داخلي للملكية.

ومقارنة حادث مقتل الصحفي جمال خاشقجي باغتيال واختفاء زعيم اليسار المهدي بنبركة، تضيف الجريدة ذاتها، عاملا آخر لتفادي المغرب الدخول في ملف الصحفي خاشقجي، قائلة ’’يتفادى المغرب الأضواء في هذا الملف، فقد وجد نفسه فجأة يشار إليه من خلال حادث تاريخي وهو مقارنة ما جرى لخاشقجي بالاغتيال والاختفاء الشهير لزعيم اليسار سنة 1965 المهدي بن بركة الذي يتم استحضار ملفه سنويا وكلما سنحت الفرصة. علاوة على ملف حديث وهو تسليمه لأمير سعودي وهو تركي بن بندر الى السلطات السعودية سنة 2015 والذي غابت أخباره. واضطرت وزارة العدل المغربية الى إصدار بيان تدافع عن عملية التسليم‘‘.

وأخيرا، يدرك المغرب معارضة الرأي العام المغربي لأي مساندة أو دعم للسعودية في جريمة بشعة تتطلب القصاص بدل الدعم، حيث وجه المغاربة انتقادات قوية في شبكات التواصل الاجتماعي للسعودية بسبب هذه الجريمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى