الرئسيةسياسة

دراسة: 7 على 10 من الشباب المغربي المستوجب أهم انشغالاتهم في الحياة اليومية أزمة العطالة وقلة فرص الشغل

كشفت دراسة أعدها معهد بروميثيوس للديموقراطية وحقوق الانسان أن الشعور بعدم الأمان والهشاشة الاقتصادية متلازمان، ويؤثران بدرجة كبيرة على استقلالية الشباب. إذ يزداد الخوف لدى الشاب بضعف الاستقرار المهني والاستقلالية المالية وهشاشة الوضعية الأسرية.

واعتبرت الدراسة، أن مستوى الاندماج الاقتصادي بالنسبة للشباب محدد حاسم في استقرار مساره الحياتي وتحقيق ذاته. وفي هذا الباب، عبر معظم المشاركات والمشاركين في البحث (أكثر من 6 على 10) عن عدم رضاهم عن وضعيتهم المالية والأسرية الحالية؛ كما عبروا عن أنه، بغض النظر عن سياق الأزمة الاقتصادية، فهم يستشرفون المستقبل بقلق متزايد بخصوص ما ستؤول إليه أوضاعه في ظل تبعات كوفيد 19 وندرة فرص الشغل واستحالة استقلالهم المادي عن أسرهم.

جاء ذلك، في الدراسة، التي، أكد المعهد، أنها اعتمدت، البحث الميداني مقاربة مزيجة إدماجية وتشاركية واستحضرت ثلاثة من مناهج العلوم الاجتماعية: الاستبيان والمنتديات النقاشية وسرديات التجارب الحياتية للأفراد، و وجهت العناية للشباب من الفئة العمرية المتراوحة بين 18 و34 سنة. استهدفت في مرحلة الاستبيان الكمي 1239 مجيبا ومجيبة ذات بروفيلات متنوعة: شكلت فيها الفئة العمرية ما دون 30 سنة نسبة %87، والعنصر النسوي نسبة %47، في حين لم يحدد الجنس لدى مجيبين اثنين. مصادر التوجس من المستقبل تختلف وتتنوع، لكن المشترك بينها يبقى أنها سياقية تخص الحياة الاجتماعية للشباب باعتبارهم أفرادا يعيشون داخل مجتمعات محلية محدودة الآفاق الاقتصادية وفرص العمل القار.

واضافت الدراسة، بخصوص الأمن الصجي، أنه و بالرغم من أنه ما يزال مبكرا استخلاص نتائج دقيقة حول مضاعفات الأزمة الوبائية التي طالت العالم خلال السنتين المنصرمتين، إلا أن البحث أوضح أن الحجر الصحي قد أثر -سلبا- على أوضاع الشباب سواء من الناحية النفسية أم الأسرية أم الاجتماعية، وبخصوص الإصابة بالكوفيد، فقد أقر أكثر من 5 على 10 من المستجوبين أنهم شعروا بأعراض المرض، ولم يلجؤوا إلى استشارة الطبيب أو إجراء اختبار بهذا الشأن، أما ما يتعلق بتأثير فترة الحجر الصحي على الصحة العقلية للشباب، فقد عبر 4 على 10 من عينة البحث على أن الحجر قد أثر على سلامتهم النفسية؛ في حين أكثر من النصف شعروا حينها بنوع من القنوط والملل والقلق والضيق.

اعتبرت الدراسة، أن مبعث الشعور بالقلق عند غالبية هؤلاء الشباب لحظة الحجر الصحي يلخصونه في الاضطراب الفجائي في الحياة اليومية وافتقاد الدعم الاجتماعي والنفسي للأصدقاء ولقاءهم داخل مختلف فضاءات الحياة العامة. مشيرة أنه من المهم أيضا أن نتبه إلى أن 4 على 10 من الشباب قد أفصحوا على أن بيئتهم الأسرية قد تضررت بدرجات متفاوتة من تبعات الأزمة الصحية. فبالنسبة لهؤلاء، فقد تسببت الأزمة لبعضهم في خسارة أسرهم لموارد العيش، وتوتر العلاقات بين أفرادها، واضطراب مساراتهم الدراسية، والتضييق على حرياتهم الفردية.

وبحصوص الأمان بالفضاءات العامة: أكدت الدراسة، أنه لما سئل الشباب عن أهم انشغالات الحياة اليومية، أوجزها 7 على 10 في أزمة العطالة وقلة فرص الشغل. يؤكد هذا المعطى ما سبق وأن استنتجته معظم الدراسات الميدانية خلال الثلاثين سنة الأخيرة، إذ الهاجس الاقتصادي يبقى الأولوية الأساسية في استقرار الشباب ومدى شعورهم بالحماية من الفقر ومختلف أشكال الغبن الاجتماعي، في جانب آخر، تكشف الدراسة أن الشباب يشعرون -عموما- بالأمان في الفضاءات العامة داخل المجالات المدروسة (6|5 منها مدن صغيرة أو متوسطة)؛ وأن النوع الاجتماعي ما يزال يشكل حاجزا سميكا أمام شعور الشابات بالأمان داخل تلك الفضاءات.

في مقابل ذلك، أكدت الدراسة، أن 3 على 10 من الشباب صرحوا بأنه سبق وأن تعرضوا للعنف بسبب الاحتجاج أو رفض قرار أو معاملة سلطوية حاطة بالكرامة أو احتلال للرصيف العمومي (الجزء الكبير منه إساءة لفظية-نفسية عبارة عن سب ونهر ووعيد وكلام ناب) من طرف أشخاص محسوبين على السلطة العمومية (موظفو الإدارة العمومية أو أعوان القوات العمومية). في نفس السياق، أبرزت الدراسة أن الشباب الذكور الأكثر ريبة بإمكانية التعرض إلى الإساءة في المعاملة من طرف هؤلاء الأعوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى