سياسة

معتقلي حراك الريف الشعبي بالسجن المحلي بوركايز بفاس يحكون معانتهم القاسية

قال كل من عبدالكريم المسعودي (19 سنة)، عبدالحق الفحصي (19 سنة)، إسماعيل الغلبزوري (19 سنة)، في بيان توصلت “دابا بريس” بنسخة منه، وهم من المتواجدين في السجن المحلي بوركايز بفاس، على خلفية حراك الريف، أنهم  يتحملون كامل المسؤولية في هاته التوضيحات، والتي سردها كاملة في بيانهم الذي نعيد نشره…

منذ تواجدنا بهذا السجن تعرضنا لأكثر من مرة لإهانات لفظية، كالسب والقذف بأبشع الأوصاف من طرف بعض الموظفين، بدون ذكر الحقد والعنصرية التي نعاني منها يومياً من طرف السجناء، فنحن لسنا مجرمين ليتم وضعنا في مثل هذا السجن السيء الذكر، فحسب معلوماتنا أنه أسوأ سجن يتوفر عليه المغرب، فأوصاف هذا السجن تعود إلى السجون التي كانت في القرن التاسع عشر. فالمعتقل حيث نتواجد هنا مليئ بالفئران والصراصير والقمل… وموسخ والزنازين صغيرة وضيقة، ودورة المياه عارية بدون باب تماما، ومكان الفسحة تصدر منه رائحة نتنة نتيجة عفن مياه الري والأوساخ.

ومعظم السجناء مصنفين من درجة (-أ- “خطر” + مرتكبي جرائم القتل والاغتصاب…)، ولن نتكلم عن التغذية فلحد الآن مازلنا أحياء بفضل المعلبات التي نشتريها من محل المواد الغذائية الموجودة داخل السجن. وهنا تم قطع علينا جهاز المذياع وحقوق أخرى، وتم عزلنا كل واحد وضعوه في جناح مختلف لكي لا نتواصل. وبالله عليكم تخيلوا معنا أن نكون نحن الثلاثة بنا فقط من الريف ويقوموا بفصلنا عن بعضنا البعض فهذا صعب جدا لأن ثقافتنا ولغتنا وطريقة تفكيرنا مختلفة تماما عنهم، مع من سنتكلم وعلى من سنشتكي هموم السجن، من سيحن عليك، إننا وحيدون في زنازيننا، إنهم غرباء كلهم غرباء لا يعرفون إلا لغة الإجرام. وكيف سيمضي الوقت داخل هذه الأسوار في هذا العالم المعزول…

إننا نموت عرقا بعرق يوما بعد يوم… هذه بعض من معاناتنا، أما عائلاتنا فيعانون ويلات السفر كل أسبوع من الحسيمة إلى فاس ليلا ليصلوا إلى هنا صباحاً مرهقين ليعانوا ثانية من مشكل الإزدحام والانتظار لساعات عند باب الدخول، وكل هذا ليجلسوا معنا عشر دقائق أو أقل. وهذا السفر ومشقته كل أسبوع وعلى مدار السنة مكلف والوضعية المادية لعائلاتنا ضعيفة.

وخلاصة القول إننا نذوق مرارة السجن أضعافا مضاعفة لأن سجن بوركايز بفاس ليس كباقي السجون، إنه مختلف تماما جحيم بكل معنى تحمله الكلمة، ولذلك نناشد قوى المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان المستقلة والجماهير الشعبية وإخواننا في الديار الأوروبية بأن يتدخلوا بكل الوسائل الممكنة لوضع حل لمشاكلنا لأن وضعنا لا يحتاج إلى تأجيل، فبهاته السياسة التخويفية الهمجية التي يعاملون بها معتقلي حراك الريف ما هو إلى دليل على خبث وسوء نوايا الدولة، والصبر له حدود.

ربما سنسهل المأمورية على الدولة وستكون آخر خطواتنا عبارة عن انتحار جماعي، وقسما برب الكعبة سنفعلها ولن نتردد لأنه لم يبقى لدينا ما سنخسره فالحرية هي أغلى ما يملك الإنسان وقد سلبت منا. بالله عليكم في القرن الواحد والعشرين مازال المواطن يسجن من أجل مطالب خبزية معيشية. ونذكر بأن والله سوف تذهب أرواحنا فداء للمطالب الشعبية الحقوقية، وستبقى وصمة عار وفضيحة، ومهزلة لأمة مغربية بأكملها، فضيحة شعب ودولة فلتتحملوا المسؤولية أمام الله تعالى. فكيف لشباب يحلموا بدولة عادلة ووطن يتسع الجميع أن يسجن في مثل هذه السجون ويضيع عمره وراء القضبان، فإن كان هناك من يستحق السجن فهم من نهبوا ثروات وخيرات البلاد ومن غصبوا حقوق الملايين من المواطنين، ويستحقه لوبيات المافيا التي تمص دم الكادحين باسم الوطنية، ويستحقه من طحن أبناء الشعب في شاحنة الازبال، وليس أبناء الشعب المقهورين، ليس أبناء الريف بالضبط حفدة محمد بن عبدالكريم الخطابي الذي حرر المغرب من أنياب الإستعمار والخونة، وليس من يطالب بحقه في العيش الكريم ومن له غيرة ويحب هذا الوطن.

وتحية نضالية لجميع الأحرار والحرائر وتحية حارة للجماهير الشعبية الريفية ولإخواننا في الديار الأوروبية ولكل المساندين للقضية. ومن هذا المنبر نقول لهم مزيداً من النضال، “فما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال”. “وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا” سورة الإسراء ودمتم للنضال أوفياء ودام هذا لكم وسلام الله عليكم. وعاش ذلك الريف الذي ضحينا من أجله ولاعاش من خانه وخان أهله. الموت ولاالمذلة الحرية لمعتقلي الحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى