الرئسيةصحة

خلّف جدلا واسعا..الطريقة التي تناول من خلالها مسلسل “كاينة ظروف” موضوع التبرع بالأعضاء لم تكن موقفة

°بقلم: جيهان مشكور

أثار مشهد وفاة شابة بادرت بالتبرع لشقيقها بكليتها ضمن أحداث مسلسل “كاينة ظروف” جدلا واسعا و خلّف صدمة بين عدد من متابعي العمل الدرامي، كما أثار حفيظة و غضب أخصائيي أمراض الكلى، الذين عبروا عن رفضهم لـ”تمرير رسائل سلبية، من شأنها التأثير على عملية ووتيرة التبرع بالأعضاء في المغرب”.

في هذا السياق اشار رئيس الجمعية المغربية لطب الكلى، الدكتور طارق الصقلي، أن”الطريقة التي تناول من خلالها المسلسل موضوع التبرع بالأعضاء لم تكن موقفة، وأعطت نظرة سلبية ومخالفة للواقع”. واشار إلى أن “الإقبال على التبرع بالأعضاء في المغرب يعد ضعيفا، حيث لا تتجاوز عمليات زرع الكلى 50 عملية سنويا، في الوقت الذي يلجأ فيه 37 ألف شخص لتصفية الكلى بشكل دوري”.

وعبر هاذا الاخير عن خيبته و خيبة الأطباء المختصين في المجال حين اختار الساهرون على المسلسل أن يكون الموت مصير المتبرعة. فهاذا تضليل وتخويف للرأي العام وتعريض مرضى عديدين لفقدان فرص حيوية للعلاج”.اذ جانبوا الصواب بهذا الاختيار الدرامي، وضاع بذلك أملهم أن يكون لهذا “العمل الفني” و الذي يعتبر من بين الأعمال الرمضانية التي تحظى بأعلى نسب المشاهدة في المغرب، دور تحسيسي إيجابي يساهم في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء لدى المغاربة”.

واعتبر الدكتور الصقلي أن “على صناع الدراما استغلال التأثير الذي يحدثونه في المجتمع بشكل إيجابي وتمرير رسائل للتوعية، مع تشديد المراقبة على السيناريوهات والاستعانة بالمختصين في المجال الطبي في حال التطرق لمواضيع لها علاقة بالصحة”.

بدورها، صرّحت رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلي، أمال بورقية، لموقع “سكاي نيوز العربية” بأن المسلسل مرّر مغالطات عدة، و هذا خطير ،فنحن لا نقبل ضربنا لهذه الدرجة. لأنهم يضربون المغاربة بهذه الرسائل غير الدقيقة”. و أوضحت أن أصعب شيء هو الحديث عن موضوع طبي من دون مصادر طبية لنمرّر المغالطات للمتلقي. هل هدفنا تخويفهم من التبرع؟ خصوصاً عائلاتهم؟ هل الهدف ترك المرضى المحتاجين من دون مساعدة؟ أم الهدف هو ضرب عمل كافحنا من أجله لسنوات عدة في هذا المجال؟”.

وتفاعلا مع ردود الفعل التي خلفها مشهد وفاة الشابة المتبرعة بالكلي، نفت كاتبة سيناريو المسلسل، بشرى مالك، أن تكون وفاة زهور ناتجة عن التبرع بكليتها، أو بهدف ترهيب المشاهدين من عملية التبرع بالأعضاء.

وأوضحت مالك أن وفاة الشابة مرتبط بالإهمال الطبي، بعد أن رفضت الكشف عن الألم الذي كانت تعانيه قبل أن تتوفى بعد تدهور حالتها الصحية في صمت”واردفت مالك في حديثها أنها كانت واعية بهذه المسألة أثناء الكتابة. ولهذا لم تقتل زهور في المستشفى، إذ ما قتلها هو إهمالها لصحتها و انها اظهرت أخ زهور وهو يحثها باستمرار على الذهاب إلى الطبيب لكنها كانت ترفض وتقول إنها ستنتنظر حتى موعد الزيارة العادية”.في بادرة لتحسيس المشاهد بأهمية استشارة المختصين عند الحاجة ….محاولة بذلك إسقاط و تخفيف الغضب الذي اثاره هذا المشهد.

تجدر الإشارة إلى كون المغرب من الدول العربية السباقة في مجال تقنين التبرع بالأعضاء البشرية والأنسجة، إلا أن خبراء يرون أنه على الرغم من المجهودات المبذولة في مجال التشريع، ما زال الناس يتخوفون من التبرع بأعضاء من جسدهم رغم ان الأخصائيين يحاولون نشر الوعي و طمأنة المجتمع باقناعهم بتطور طب التبرع بالأعضاء: ” اذ تجرى الآن تحاليل جد مهمة ودقيقة مع التطور الطبي والعلمي نعرف حتى المشكلة التي يمكن أن تقع عند المريض حالياً ومستقبلاً”، “حتى الألم الذي كان يتبع التبرع لم يعد موجوداً .

وأكدت الدكتورة أمال بوريقة أن “استخدام الروبوت جعل المتبرع قادراً على الخروج من المستشفى في ظرف 24 ساعة، وكذلك الإنسان المستفيد من التبرع يمكنه الخروج بعد ثلاثة أيام”. حيث أن دراسات بيّنت أن “الناس يكونون بصحة جيدة ولا تظهر فيهم أي مشاكل في الكلي ويكونون من أحسن الناس صحةً في المجتمع، لأن الإنسان الذي يتم اختياره قبل التبرع نكون متأكدين من صحته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى