الرئسيةثقافة وفنون

أول المسلسلات المدبلجة هو “بنات العساس”..دبلجة مسلسلات مغربية انفتاح على الجمهور العربي أم تكريس لعزلة اللهجة؟

قالت الصحافية المغربية، سناء القويطي، أن الجمهور المغربي فوجئ بمشاهدة الممثلة المغربية الشهيرة دنيا بوتازوت وهي تؤدي دورها في مسلسل "بنات العساس" بصوت غير صوتها وبلهجة غير مغربية.

جاء ذلك، في ممقال للصحافية القويطي على موقع” الجزيرة” حيث أشات أن أبطال هذا العمل الدرامي الذي حقق نجاحا كبيرا في رمضان 2021 أطلوا على الجمهور العربي باللهجة السورية، بعد دبلجته وعرضه على إحدى القنوات العربية، إلى جانب مسلسل “قضية العمر” الذي عُرض في عام 2020.

هذا، وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من هذه المسلسلات مدبلجة، وانقسموا بين مستغربين من رؤية ممثلين مغاربة بأصوات مدبلجة، وبين منوّهين بهذه الخطوة ومشجعين لها.

وأضافت القويطي في المقال ذاته، الذي جرى عنونته ب ” دبلجة مسلسلات مغربية.. انفتاح على الجمهور العربي أم تكريس لعزلة اللهجة؟، ان نشطاء التواصل الاجتماعي، منهم من اعتبر “دبلجة المسلسلات المغربية انفتاحا على الجمهور العربي وتعريفا بالدراما المحلية التي لا تصل إلى التلفزيونات العربية، بسبب ما يقال عن تعقيدات اللهجة المغربية وصعوبة فهمها.

في حين رأى آخرون أن الدبلجة توسّع الهوّة بين المغرب والعالم العربي وتكرّس عزلة اللهجة المغربية، مشيرين إلى أن دور الدراما هو التقريب بين الشعوب وتعريف الجماهير على لهجات وثقافات متنوعة”.

إلى ذلك، أشارت، أن أول المسلسلات المدبلجة هو “بنات العساس”، وهو دراما اجتماعية من إخراج إدريس الروخ، وسيناريو بشرى مالك وهشام الغفولي، وبطولة دنيا بوتازوت ومنى فتو وسعاد خويي وعزيز حطاب، وغيرهم.

ثم مسلسل “قضية العمر” الذي عُرض في عام 2020، فحقق بدوره متابعة مهمة من الجمهور المغربي، وهو من إخراج مراد الخودي وتأليف عدنان موحجة ومراد الخودي ويحيى الفاندي، وبطولة عدنان موحجة ونادية آيت ومريم باكوش، ومحمد خيي.

الصحافية ذاتها، اعتبرت، أنه يُتوقع أن يكون مسلسل “المكتوب” ضمن لائحة المسلسلات المدبلجة، وقد حقق نجاحا كبيرا وتصدّر نسب المشاهدة منذ عرض جزئه الأول في رمضان 2022، حيث أوردت المتحدثة نفسها، تصريحا لفاتن اليوسفي، كاتبة سيناريو مسلسل “المكتوب” قالت فيه، إن مشروع دبلجة مسلسلها لا يزال قيد النقاش بين الشركة المنتجة وإحدى القنوات العربية، ولم يصل بعد إلى مرحلة الحسم، منوهة في حديثها للجزيرة نت، بدبلجة المسلسلات المغربية إلى لهجات عربية أخرى لعرضها في القنوات التلفزيونية والمنصات العربية.

أوردت الصحافية في مقالها رأيا للناقد الفني المغربي عبد الكريم واكريم، اعتبر فيه أن عرض المسلسلات المغربية في قنوات تلفزيونية عربية يسهم في انتشار الدراما المغربية ويشجّع جماهير مختلفة وواسعة على متابعتها، بعدما كانت حبيسة محليتها لسنوات، مستدركا، أنه في المقابل، يرى أن عرض هذه المسلسلات للجمهور العربي مدبلجةً بلهجة عربية أخرى سيُفقدها كثيرا من خصوصيتها وهويتها، مضيفا “سيبدو من الغريب أن نشاهد شخصيات بهويات مغربية تتحدث باللهجة السورية”، ويرى الناقد الفني، في حديث له مع الجزيرة نت، أنه من المقبول دبلجة مسلسلات تركية أو لاتينية إلى لهجة عربية معينة أو اللغة العربية الفصحى، لكن من الغريب والمستهجن دبلجة عمل درامي عربي ناطق بلهجة عربية إلى لهجة عربية أخرى.

المكتوب

وبحسب واكريم، حسب المقال نفسه، فإنه لا توجد لهجة سهلة وأخرى صعبة، مشيرا إلى أن اللهجات المصرية والسورية والخليجية انتشرت بالتدريج مع الزمن، ومن خلال عرض الأعمال السينمائية والتلفزيونية لتلك البلدان في كل الدول العربية، مردفا “أظن أن الأمر ذاته سيحصل مع الأعمال الدرامية التلفزيونية المغربية إن تم عرضها كما هي في القنوات العربية، مع إرفاقها بترجمة مكتوبة باللغة العربية”، مضيفا وفق المصدر نفسه، أنه في زمن السماوات المفتوحة وتنوّع الجماهير ستعرف الدراما المغربية انتشارا وستجد لها جمهورا، حتى وإن عُرضت بلهجتها ومن دون دبلجة.

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى