ثقافة وفنون

حوار مع ناصف:حين يقتحم “ولاد الخيرية” عالم “الكتاب” ويفتحان عالمها وأسرارها للعموم

اقتحمتما عالم الكتابة منذ زمن، لكن يبدو أن كتاب “سيرة المهجرين بين الأسماء ” له وقع خاص هل تشاطروني الرأي خاصة أنه لاقى صعوبات وبالضبط في عالم التسميات نفسه؟

أولا…أود أن أشكرك و طاقم “دابا بريس” على هذا الحوار

الكتاب.. هو على أية حال عالم غريب علينا، أعني أنا و مصطفى استتو الشريكان في التجربة. و في الكتاب الموسوم ب …سيرة المهجرين بين الأسماء

…أولا لأننا لسنا كاتبين “معترف بهما”… الكتاب هو تجربتنا الأولى…و بالطبع لن تكون الأخيرة.

خضنا هذه التجربة بعد أن حلمنا بها لسنوات…لسنوات انتظرنا أن يظهر منا و فينا نحن …”ولاد الخيرية”.. كاتب يعيدنا إلى الحياة…بعد أن كنا نعيش شبه حياة…

كنا نحلم و ننتظر… كنا أيضا نشاهد أعمالا تلفزيونية تناولت الفكرة..لكن ظلت دائما خاضعة للصورة النمطية عن ولاد الخبرية ..المتناقضة.

صورة تمثل ذهنية جمعية يتجلى فيها ولد الخيرية دائما ك…لقيط، مسكين؛ مجرم؛ غير رحيم؛ةحاقد؛….

في 2011… و حين علمنا بما كان يحاك ضد ” خيرية عين الشق”، قررنا أن نأخذ المبادرة…أن نفتح أبواب الخيريات على الأدب بعدما قررت جهات وصفت بالعليا …عدم خيرية عين الشق. أدركنا أنهم بصدد محو ذاكرة أزيد من عشرين ألف فرد مروا من هنا…

هدم خيرية عين الشق

قرروا هدم جزء من تاريخ مدينة الدارالبيضاء… وجهنا نداءات إلى كل قدماء أولاد الخيرية قصد الانكباب على كتابة سيرتهم في مؤلف جماعي مؤسس لأدب جديد في العالم العربي..هكذا نضجت الفكرة…الحلم…أدب جديد..و تجربة جديدة…لم يستجب أحد..و قررنا أن نبدأ أنا و هو….فكانت سيرة المهجرين بين الأسماء..و هي جزء أول فقط من مشروع يهدف إلى تحرير ذاكرة ولاد الخيرية و تدوينها و إنتاج ما أسميناه أدب الخيريات بالمغرب.

مررت بتجارب كثيرة وكنت واحد من خريجي “الخيريات” الذين قاوموا واستطاعوا أن يفرضوا اسمهم، هل لكم أن تضعوا “دابا بريس” في الصورة؟

عالم الخيريات هو عالم مغلق تماما من الداخل…لا أحد يستطيع الحديث عنه سوى الذين عاشوه و كانوا جزءا منه…عالم خلق ثقافته و أعرافه في مواجهة عالم أخر…العالم وفقا لنا ينقسم إلى:1_ ولاد الخيرية..2_ ولاد برا…لا توجد هناك منطقة وسطى…

و لك أن تتخيل العالم من وجهة النظر هاته…يغذيها ما يدور من حكايات و قصص غريبة جدا…هنا كل نظريات علماء الاجتماع و علماء النفس يجب أن يعاد فيها النظر….

ظلت الخيرية تنتج قوانينها الخاصة…كان قانون الصمت إحداها، كلما كان العالم يصمت عما يقع داخل هذه الأسوار…كلما كنا تتعمق في الصمت و الحفاظ على أسرار هذا العالم….

من هنا أدركنا رفض الكثيرين منا لإعادة حكي هذا العالم.

 

أنت واحد ممن يخوضون نضالا من أجل تعديل قانون الحالة المدنية بعلاقة بالإطار المؤسساتي للرعاية الاجتماعية، هل من توضيحات؟

أنت تعرف أني ابن العمل الجمعوي…منذ أيام جمعية الأمل (جمعية الأمل الثقافية جمعية كانت تنشط بدار الشباب بوشنتوف منذ أواسط السبعينات حتى بداية التسعينات)،

كتابنا هو إشارة لتعدد الأسماء الذي عاناه جزء من ولاد الخيرية..و نحن شخصيا.ليس من السهل أن تكتشف فجأة أنك بلا هوية…

تكتشف أن جحيم التسجيل في الحالة المدنية مع ما يرافقه من عراقيل و صعوبات

يكون ولد الخيرية دائما أحد ضحاياها

لذا النضال من أجل قانون عادل الحالة المدنية هو نضال من أجل تمتيع هذه الشريحة بوضعية قانونية رسمية …بطبيعة الحال هو نضال لا يكفي…

عبدالرحيم ناصف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى