الرئسيةثقافة وفنونشواهد على التاريخ

مقنين.. وسيط السلطان الذي يختزل تاريخ التجار اليهود بالمغرب

الكوكاس
بقلم الاعلامي والكاتب عبدالعزيز كوكاس

كلما قرأت بعضا من المرويات عن المسارات التي عبرها مايير مقنين، تساءلت بحرقة، لما لا تقوى السينما المغربية والروائيين المغاربة، على ملامسة هذا البعد التاريخي والقبض على سيرة شخصية وازنة عاشرت سلاطين متعددين ونسجت علاقات مع التجار والقناصلة ورؤساء الدول الأجنبية، وكيف عاش مايير مقنين بين الصعود إلى القمة في الثراء والمجد وانتهى إلى قعر البؤس والديون وغضب السلطان، كل ما في سيرة مقنين مشوق ومثير وأقرب إلى الغرائبي أحيانا، في شخصه تتقاطع مسارات وتاريخ مملكة في علاقتها بالدول الأجنبية، يقول عنه المؤلف الأميركي دانييل شروتر، “مايير شخصية مثيرة ومؤثرة في زمنها، لأنها كانت على امتداد فترات زمنية متعددة، من أكثر الوسطاء أهمية ومكانة بين جهاز المخزن المركزي بالمملكة والدول الأوروبية، خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن التاسع عشر”، ويستحق الأستاذ خالد الصغير كل التقدير على ترجمته لهذا الكتاب الذي يعتبر قيمة مضافة تسلط الضوء على جوانب خفية من هذا التاجر السلطاني.

كان مايير آخر العنقود في أسرة أبراهام كوهين الذي حمل لقب مقنين لجمال صوته نسبة للطائر العذب الصوت.. ولد في قلب مراكش في القرن 18 بملاحها الشهير، بعد تأسيس المولى محمد بن عبد الله لمدينة الصويرة عام 1764، رحل التاجر أبراهام كوهين بن مقنين إلى المدينة الجديدة رفقة أبنائه الأربعة: شلومو، مسعود، دافيد والصغير مايير.

كان ميناء الصويرة قد أصبح أحد أكبر المراكز التجارية في المغرب بحركيته الاقتصادية النشيطة، ومن هذه المدينة سيتعمق الدور اليهودي في بلاط السلاطين العلويين، الذين كلفوا تجارا يهودا كبارا بتزويد خزينة المخزن بالضرائب، وبشراء الأسلحة التي يحتاج إليها في معارك المخزن ضد قبائل السيبة أو في صراعه ضد أطماع الدول الأجنبية.


سيبزغ اسم مايير مقنين، الذي كان يتمتع بذكاء خاص وبحس تجاري، في الربع الأخير من القرن 18، حيث سيصبح تاجراً كبيرا وممثلا للسلطان في المعاملات التجارية مع الأوربيين وذلك لنفوذه ولذكائه، ولثقة السلطان سيدي محمد بن عبد الله في وفائه، خاصة بعد أن اكتشف أن عامله على ميناء أكادير الطالب صالح بدأ يشتغل لحاسبه الخاص وباستقلال عن السلطة المركزية بل إنه تمرد على السلطان وأخذ يستأثر بالأرباح والضرائب الناجمة عن المرسى لحسابه الشخصي، لذلك سيلجأ المولى سيدي محمد بن عبد الله إلى إغلاق ميناء أكادير والتركيز على المرسى الجديد بالصويرة حيث سيبزغ نجم مايير مقنين.

من التجارة إلى السياسة

نجح مايير مقنين في ضمان وصول الأرباح التجارية إلى المخزن، وقام بدور ناجع في الوساطة بين السلطان والتجار الأجانب، الذين كان يقودهم إلى مراكش وزيارة القصر الملكي محملين بهداياهم، وكان يضمن لهم بالمقابل الحصول على امتيازات ومكاسب تجارية، فمكنه ذلك من بناء علاقات قوية في مراكز النفوذ بأوربا.

لم يكن مقنين لوحده ممثلا للطائفة اليهودية في البلاط الملكي، فقد كانت هناك لائحة عريضة ليهوديي الإمبراطور سيدي محمد بن عبد الله تضم وسطاء نافذين أمثال إلياهو ليفي، يعقوب عطال، مددخاي دي لامار، دافيد وإسحاق لوردوزو، فرانشيسكو كيابي وصامويل سومبال… الذي عمل في بلاط المولى عبد الله وابنه سيدي محمد، ويصفه دانييل شروتر بـ “المفاوض البارع والمترجم والكاتب المتميز”، غير أن استغلاله لمنصبه ولسلطته في تلقي الرشاوى من التجار الأجانب الذين يريدون مقابلة السلطان ونزعه لممتلكات من هم أقل نفوذا، جلب عليه غضبة الملك، فاعتقل بعد محاولته الفرار إلى غينيا.


أصبح مايير مقنين أحد أشهر التجار اليهود بالصويرة، وكان عامل المدينة عمر بن الداودي يقدم له الحماية، لكن ذكاء مقنين دفعه إلى تشييد علاقة متينة مع خلفه محمد الصادق، وسيمكنه ذلك من بناء علاقات واسعة من جهة مع النخبة المخزنية على عهد المولى سليمان، ومن جهة أخرى مع التجار الأجانب في الدول الأوربية النافذة، وكان أحد أعمدة السلطان في إعادة الحياة لميناء أكادير حيث أصبح ممثلا شخصيا للمولى سليمان الذي تؤرخ رسالة مخزنية صادرة عن السلطان إلى ابن أخيه وعامله على أكادير حظوة مقنين لديه، مما جاء فيها: “حيث يرد عليك ذمي خدمتنا الشريفة ميِّر بن مقنين، نأمرك أن تنفذ له دارا ينزل ويعمرها بالتجارة.. واستوصي به خيرا وميزه عن تجار اليهود هناك، لأنه ذمينا ومتاعنا”.


من مرسى أكادير ستتوطد مكانة مايير مقنين في قلب النخبة التجارية بالمغرب، داخل الأسر اليهودية النافذة في البلاط من جهة، وفي بناء علاقة متميزة مع التجار الأوربيين من جهة أخرى.. وهو ما سيؤهله للعب دور الوكيل الدبلوماسي للسلطان وأثبت نفسه كعنصر لا يمكن الاستغناء عنه في التجارة كما في حقل الدبلوماسية.

مقنين يرسخ نفوذه في البلاط السلطاني

ولأن اليهود أقلية، فإن مايير مقنين بذكائه المتعدد الأبعاد كان يعرف ألا سبيل إلى فرض مكانته والحفاظ على نفوذه سوى ببناء ثروة وبناء نفوذ سياسي للحفاظ عليها..

وبرغم المرحلة العصيبة التي اجتازها المغرب بعد وفاة السلطان سيدي محمد بن عبد الله مع تعدد الراغبين في الحكم، ورغم العنف الدموي الذي جرف الكثير من النخب اليهودية على عهد المولى يزيد، فقد ظل مايير مقنين أحد التجار الأكثر نشاطا في مدينة الصويرة، وفي نهاية القرن 18 أصبح يتمتع بكامل النفوذ في قلب سلطة المخزن المركزية بين أكادير والصويرة، أضحى مايير هو الذي يتولى إدارة المعاملات التجارية لصالح السلطان، ولقب بـ”كبير مدينة الصويرة”، وقد حصل بفضل ذلك على امتيازات السلاطين وعلى تقدير كبير من الحاشية ومن الراغبين في التوسط لهم لدى السّلطان لقضاء مصالحهم.

لذلك كلفه الإمبراطور المغربي بإعادة الاعتبار لمرسى أكادير وإحياء التجارة بآسفي، ومنح بشكل استثنائي رخصة استيراد الحبوب، مقابل جلب الذخيرة إلى السلطان، ولأن المصاهرة هي باب لنعيم السلطة، وتقوية للموقع الاقتصادي والاجتماعي فقد تزوج مايير مقنين بالزوهرة بنت مايير بنِّطو أحد أكبر العائلات اليهودية نفوذاً وجاها وسلطة في القرن 18 وبداية القرن 19 بالمغرب، حيث مرت طقوس العرس في أجواء باذخة استدعي لها كبار القناصل والتجار الأوربيين وكل ذوي نفوذ، وكان الغرض لدى مايير مقنين هو تقوية مكانته لدى التجار الأوربيين للحصول على امتيازات تفضيلية وتعزيز موقعه التجاري، الذي تقوى بالنشاط العقاري في الصويرة ومراكش، حيث سيصبح مقنين أحد أكبر المضاربين في العقار.


تعززت أواصر مقنين في قلب البلاط السلطاني وكما وصف ذلك الباحث الأمريكي دانييل شروتر “أصبح في وقت قصير الوكيل الذي لا غنى عنه للمغرب في أوربا (…) كان في وسع مقنين أن يتمتع بحرية أكبر في الحركة بأرض المغرب، مما كانت تتيحه آنئذ كثير من دول أوربا.. إن الحيز الأكبر من تجارة المغرب مع أوربا أصبح بيد مقنين”..
مع انتشار الطاعون بالمملكة الشريفة، والذي سمي لخطورة مخلفاته بـ”الوباء الأكبر”، هاجر مايير مقنين المغرب في اتجاه البرتغال، حيث استقر بلشبونة معززاً أنشطته التجارية السابقة، قبل أن يستقر بإنجلترا.. لكنه لم يفقد أبدا حظوته لدى المولى سليمان، وهو في قلب لندن، احتاج السلطان إلى الذخيرة والسلاح لمواجهة القبائل المتمردة ولم يكن مؤهلا للقيام بهذا الأمر سوى مايير مقنين الذي وطد نفوذه في شبكة الوكلاء والتجار الأوربيين، وهكذا سيصبح مقنين الوسيط الأول بين البلاط الملكي وأوربا..

حين غضب السلطان على التاجر مقنين

هنا ستنفجر فضيحة مالية في وجه مقنين جرت عليه غضب المولى سليمان، ذلك أنه وظف الأموال التي أمده بها المخزن لحسابه الخاص وأعلن خدعة إفلاسه تجاريا، استاء السلطان فقبض على عامله على إقليمه الصويرة والقاضي وأمناء الجمارك وأخ مقنين شلومو، وصادر بضائع سفن إنجليزية أرسلها مايير مقنين من لندن إلى الصويرة، فساءت الأحوال بين المخزن والحكومة البريطانية التي كانت تعرف عناد الإمبراطور المغربي، حتى أن عامل طنجة محمد عبد السلام السلاوي سيرد بقوة على رسالة استعطافية للقنصل البريطاني للإفراج عن بضائع السفن الإنجليزية قائلا: “فليكن في علمكم أن مايير بن مقنين هو يَهُودِيُّنا، وأن كل الأموال التي يتاجر بها، هي لبيت مال المخزن”، لكن متاعب مايير مع السلطة المركزية لن تدوم طويلا، فقد التمس أمانا من السلطان المولى سليمان للعودة إلى المغرب، حيث عاد إلى نشاطه السابق بمكانته المرموقة.. رغم بعض آثار السمعة السيئة التي غداها الخيال الإنجليزي عن اليهودي المرابي المراوغ.


في قلب “الهايدن سكوير” سيقيم مايير مقنين تجارة ناجحة، وسيكسب قلب نخب أوربية وازنة في عالم التجارة، من الإسبان والبرتغاليين والإنجليز، هذه الروابط الاجتماعية ومكانته المرموقة في قلب البلاط المخزني بصفته تاجر السلطان المغربي يجمع بين الثروة والسلطة. كانت نعمة عليه مرة ونقمة أيضا. وبرغم إقامته في قلب الأسواق المالية اللندنية، ظل مقنين يستثمر أمواله بالمغرب، في الملاحة والتجارة وفي اقتناء العقارات.

كان السلاطين المغاربة يفضلون التجار اليهود ليقوموا بدور الوساطة مع أوربا بدل التجار المسيحيين، من جهة لأن التجار اليهود يظلون تحت حماية السلطان، ونفوذهم مستمد من البلاط، في حين أن التعامل مع التجار المسيحيين يؤدي مباشرة إلى المواجهة مع القوى الأجنبية التي تسعى إلى التدخل في المغرب لحماية مصالح تجارها، ومن جهته كان مايير مقنين يستفيد من تركيز التجارة الخارجية للمغرب بيد النخب اليهودية، لأنه يمتلك أقوى النفوذ وأخطر العلاقات وأكبر الشركات، باعتباره مفوضا من قبل القصر السلطاني، ويؤكد ظهير شريف صادر عن المولى سليمان إلى عامل الصويرة، هذا الوضع الاعتباري لمايير مقنين، مما جاء فيه: “نأمر وصيفنا الحاج محمد بن عبد الصادق، أن يبقي التاجر ولد مقنين على ما اعتاده منا من المراعاة والتمييز عن غيره من أهل الذمة، لقيامه بوظائف خدمتنا الشريفة واعتزازه بها، فراع فيه هذا القدر، ولا تترك أحدا يسومه خسفا”.

لم يكن مايير مقنين مقصراً من جهته، فقد ظل يحافظ على إرسال الهدايا النفيسة إلى السلطان لتجديد بيعته وتعزيز نفوذه، وظلت شركاته تتوسط لاستخلاص الديون والضرائب لفائدة بيت مال المخزن، لذلك فحتى في اللحظة التي أمر فيها المولى سليمان ببناء ملاح لتجميع اليهود، تم استثناء آل مقنين من ذلك باعتبارها من النخبة المقربة من الحكم.

دهاء مقنين مع الشركاء الأجانب من الأوربيين

سلطة مايير ونفوذه ستجعله ممثلا دبلوماسيا للسلطان في أوربا، وهنا كان مقنين يتمتع بقدرة كبيرة على المناورة والمراوغة وصلت حد إدعائه أنه يحوز مطلق التفويض من الخليفة السلطاني، وحديثه المباشر مع الحكومة البريطانية باعتباره ممثل الإمبراطور المغربي، وهنا يروي دانييل شروتر – استنادا إلى وثائق بريطانية رسمية – واقعة طريفة، حول احتيال مايير مقنين، الذي أرسل أسدين من المغرب إلى لندن باعتبارهما هدية من السلطان المولى سليمان إلى الملك جورج الثالث، ليقف البريطانيون على حقيقة أن لا علاقة للسلطان المغربي بالأسدين الذين كانا في ملكية مايير مقنين وأخيه شلومو، ووظفا اسم الإمبراطور المغربي لإبراز حجم مكانتهما في المملكة الشريفة، وبأنه لا غنى للتاج البريطاني عن وساطة مقنين في التجارة كما في الشؤون الدبلوماسية.


وما يبرز أن مايير مقنين كان يستعمل سلطته ونفوذه لحسابه الخاص، هو إغراء الأطراف الأخرى بالامتيازات التي يمكن أن يحصلوا عليها من خلال وساطته، كما حين رغب المولى سليمان في شراء السفينة “آرثور” في أواخر عام 1808 من بريطانيا، عبر وكيله مايير مقنين الذي كتب إلى الحكومة البريطانية رسالة مما جاء فيها:
“الفرصة الحالية مواتية للغاية لتمكين الحكومة البريطانية من الحصول على أي امتياز ترغب فيه من صاحب الجلالة الإمبراطور”.. لقد كان اليهودي المغربي مايير يعرف كيف يضع الطعم في الشص.

أسوء أيام تاجر البلاط الملكي وأشدها حلكة كانت لمايير مقنين أوراق اعتماد من طرف البلاط الملكي، تفتح له مثل الكلمة السحرية “سمسم”، كل كنوز العالم الآخر، لكن ذلك لم يكن يمر بدون مخاطر، فوضع الامتياز الذي كان يتحصل للنخبة اليهودية في القصر السلطاني، كان أشبه بميثاق شرف مشترك، لذلك حين كان مايير مقنين يغش باللعب لحسابه الخاص، والتصرف في بيت مال السلطان، كان يعرض نفسه لمخاطر قد تصل إلى حد احتمال مواجهة الموت، وهذا ما حدث في أزمة السفينة “آرثور” التي صنعها الإنجليز وباعوها للمغرب عبر وساطة مايير مقنين، غير أن هذا الأخير كان قد تصرف في جزء من أموال شراء السفينة، وتزامن ذلك مع سوء الأحوال التي عرفتها تجارته، فجر عليه الغضب المخزني، وهذا ما تعكسه رسالة رسمية قاسية اللهجة إلى مايير فيها نفحة تهديدية بارزة، مما جاء فيها:

“إلى الذمي مايير مقنين الكائن باللوندريز، كيف تسمح لنفسك أيها الساقط اللئيم والتافه الحقير، أنه توجه لك الأمر من سيدنا إلى بر النصارى لدفع نصيب من المال الموجود في ذمتك لسيدنا، وكان عندك أكثر منه بكثير، فمانعت عن الامتثال لأمر سيدنا، وحتى ولو تعلق الأمر بما هو أكثر من ذلك، فالواجب عليك أن تدفع، وتطيع أمر المقام العالي، ولو اقتضى ذلك رهن نفسك، فإن سيدنا يخلصك بعد ذلك، والآن عليك أن تدفع إلى وزير النكليز ما يطلبه، إما بسعر صرف اليوم، أو بسعر الصرف أيام بناء السفينة، ولا تتخلف عن ذلك طرف عين”.

في هذه الفترة الحالكة من العقد الثاني للقرن التاسع عشر، عاش مايير مقنين أسوء أيامه، من جهة جرَّ عليه غضب المخزن، ومن جهة أخرى طارده الدائنون الإنجليز، وبرغم رحيله إلى مرسيليا بفرنسا، طاردته لعنة التجار الإنجليز… لكن بحكم ذكائه المتقد وتمرسه السياسي، فقد عمد مايير إلى نسج علاقة مع الأمير، السلطان القادم إلى الحكم سيدي عبد الرحمان، ومع حاشيته، خاصة حين عين السلطان المولى سليمان المولى عبد الرحمان عاملا على مدينة الصويرة، حيث سيصبح مايير مقنين، الذي وصفه صاحب كتاب “يهودي السلطان” بـ: “الوكيل اليهودي الرئيس للسلطان الجديد.. وربما لم يسبق البثة في تاريخ المغرب، أن استطاع يهودي، التفرد بجمع الكثير من المهام المختلفة والمسؤوليات في قبضته”.


أصبح مايير مقنين على عهد المولى عبد الرحمان يتوفر على صلاحيات استثنائية، فهو “قنصل وسفير لدى جميع الأمم المسيحية”، والممثل المالي الرئيسي للتجارة المغربية بالخارج، وأصبح صاحب المقام العالي للسلطان، لذلك فرض على كل عمال المخزن تقديم يد المساعدة لمقنين ووضع كل ما يحتاجه رهن إشارته، وسيصبح مايير بموجب ذلك “الرجل الأكثر نفوذا” ويحتل موقع الصدارة ضمن النخبة المهيمنة في البلاط السلطاني منذ عاد إلى المغرب خاصة مع حظوته الكبرى لدى المولى عبد الرحمان، التي منحته حصانة استثنائية..

الموقع الجديد لمايير خلق له حساداً ومنافسين في إطار الأجهزة المخزنية بحكم تضارب المصالح والنفوذ، لكن ثقة السلطان ظلت تتعزز، وسلطاته تتسع لكن ماضي مايير مقنين وديونه بإنجلترا، وإصرار المولى عبد الرحمان على تعيينه سفيراً لدى الحكومة البريطانية خلق توترا دبلوماسيا منذ 1827، ليعود مايير عام 1833 إلى المغرب إلى مسقط رأسه بمراكش حيث توفي عام 1835.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى