الرئسيةرأي/ كرونيكمجتمع

الزلزال الذي هز الحوز والنواحي عبر ودلالات: نحن من نحتاج للغة الأمازيغية… وليست هي…

أخازي5
بقلم: خالد أخازي روائي وإعلامي

للزلزال الذي هز الحوز والنواحي عبر ودلالات…
وحافز للتفكير العميق….والتأمل الرصين…
لا منابر اليوم غير منابر الصبر لا القهر…
لا دعوة اليوم غير دعوة القلب السليم والوجدان الجامح بالإنسانية والطهر…
احرقوا منابر النبش في القبور… ومنصات هز وشك الصفوف…
ليس حول النواميس الطبيعية وتصريف الله لقضائه لحكمة لا يعلمها غيره.
حاشا أن يكون عقابا لدواوير أهم ما تفخر به مساجدها وقببها وجوامع لا تتوقف فيها تلاوة الذكر الحكيم… فجرا وفي الغبش والغسق

حاشا أن يكون غضبا ربانيا على قرية بنت مؤخرا مسجدها والنساء حملن الحجارة والآجر صعودا شاقا ونزولا قاسما للظهور… حتى الأطفال حملوا ما طاقت أبدانهم الواهنة من حجارة ورمل وإسمنت…٠
لا تكذبوا على الله تعالى…

التاريخ يشهد أن مكة اهتزت يوما وهي مهد الوحي..
ومدينة الرسول المنورة…. دار الهجرة… اهتزت يوما ما….وهي قرة عين محمد صلى الله عليه وسلم…
الذين رحلوا كانوا يعرفون ربهم ويعرفهم… تالله هناك سر بينهم وبينه…
كانوا من الصابرين والصابرات والعابدين والعابدات دون ضجة…
كانوا من المؤمنين والمؤمنات الحافظين فروجهم إلا على أزواجهم دون ضوضاء….

كانوا يقضون الليل في سقي الحقول الضيقة والأشجار القليلة والأرض التي أحبوها وهبوها دمهم وماتوا فيها شهداء…
فقتلى الردم شهداء وليسوا أظناء….
أحباء الله تعالى…

ما يرضي الله هو القول بحكمة الله في تدبير شؤون الكون وفق نواميس نراها نقمة وهي نعمة…
حين امتدت قوافل الدعم والمساعدة… لم يسأل أحد عن أصلك ولا فصلك… ولا لسانك ولا جهتك..
واختلاف الألسنة ذوبتها الهوية وآصرتط اسمها الأمة المغربية…

حين كانت تصل القوافل والسيارات والدرجات النارية… لا أحد سأل… هل هؤلاء عربان… أو أمازيغ… أوعجم….
لا أحد دقق في القامات والهامات ولون العيون وسحنة الوجوه وصبغة الشعور….والجلود
ما صعب لغويا…. دلله لسان أمازيغي بين اللسانين يمتح تعابير الوصف والحمد والشكر من هويته التي هي حجر الزاوية للأمة المغربية…
غدت عند الوجع اللغة ترفا….
وغدا الإسلام ملاذا وعروة…
جمعنا الألم والوجع… والدموع والأمل..
وتبدد خطاب الأصول والجذور…
جمعنا الوجع المغربي… واحترقت كل المقاربات العلمانية واللسنية والقومية الضيقة….
نحن أمة مسلمة….
نحن دولة إسلامية…
هذا ما أيقظنا عليه زالزال الحوز….


ما حفز الجميع لمد يد العون ليست نظم كونية كالمواطنة ….
بل قيم مغربية بحتة….
يسميها البعض تمغربيت….
هذا هو إسلامنا يحيي الأنفس ولا يقتلها بغيا وظلما..
نحن أمة الحياة لا البوار العاطفي..
تهب للنجدة وتلبي الغوث ولا يصنع دعاة يكفرون ويتكلمون باسم السماء…
هذا هو أسلامنا… تمثله تلك الصومعة التي صمدت في دوار غدا هباء منثورا… صومعة لجامع حمل حجارته نساء من السفح إلى القمة وهن يصلون على النبي…
كأن الله أراده أن يظل شامخا ليصمت به خزنة جهنم الأرضيين، ومفتشي محاكم العقيدة الجدد…


هؤلاء المغاربة الذين يعيشون بالقليل وشظف العيش، قست عليهم الطبيعة ووعرة الجبال…قست عليهم الحياة وكانوا رحماء على وطنهم أشداء على الأعداء..عند كل رباط..
نزفهم شهداء نشهد أنهم كانوا يقنعون بالقلبل ويصبرون على ما أصابهم…
لا يهمهم أي نقاش حول الهوية ولا ما فعل الموحدون ولا هجرات العرب، ولا يهمهم التدقيق في الأصول والفصول… كانوا مغاربة…فحسب… يذهبون للسوق ويحتفلون بالأعراس دون تكلف..
مسلمين إسلاما مغربيا لا غير….
يتقاسمون معك الشاي والرغيف و هو الغالب من طعامهم…
وحين يستضيفون أحدا… يقدمون أغلى ما عندهم…
لا يمكننا أن نفصل هذا الشعب عن دينه وهويته… وأمته….
قالقوانين الدنيوية لا تصنع كريما ولا مغيثا ولا فقيرا يعطي من قلة حد العدم…
إنه الإسلام…
فَصهٍ أيها الفلاسفة… فالحياة تدبر بالإيمان والقيم لا بالنظريات والتحليلات…
إنه المغرب… بكل بساطة…
حيث يتلى القرآن الكريم صبحا وعشيا…


حيث يرفع الإذان خمس مرات رغم أنف أشباه العلمانيين… والقتلة المأجورين ذوي البنادق الموجهة نحو لحمتنا وهويتنا…
ها نحن أيها العالم… كما نحن بلا مساحيق ولا ألوان…
أمة تصنع المعجزات من الوجع….
تمضي ير عابئة بالتفاهات والهرطقات ولا السفسطات…
لهذا الإرهاب ليس منا… وأتى من ظلمة خارج الوطن…
ويحز في القلب أن لنا أخوات وإخوان أمازيغ، وهم جزء كبير من الوطن، لا يتكلمون غير الأمازيغية، أطفال وشيوخ وعجائز عجزنا أن نتواصل معهم لغويا لأن لا نتكلم الأمازيغية….
فمختصون ومختصات نفسانيون لا يمكنهم معالجة الآثار النفسية على الأطفال وحتى الكبار إلى بالتواصل اللغوي المباشر وعلى انفراد وبدون وساطة ولا مترجم…
فكيف لنا كمغاربة أهملنا هذا البعد اللساني التواصلي التخصصي وإخوتنا الأمازيغ الذين هم مواطنون أيضا لا يجدون من يكلمهم بلغتهم ويواسيهم بلغتهم، بالمواساة لا تكون نافذة وشافية إلا داخل اللغة الأم، بما تحمل من دلالات معاني ثقافية واجتماعية ونفسية تحقق المطلوب من التواصل…
فالتواصل ليس عملية إخبار فقط… ولا انتاجا للمعنى، ولا عملية تداولية يتحقق بها الأمان والثقة والسلام النفسي والأمن الروحي…


ما الحل…؟
تعلم اللغة الأمازيغية ليست ترفا…
تعلم اللغة الامازيغية حاجة مجتمعية ملحة للتنمية والنمو تعزيز الوحدة الأمن المجتمعي…
أن الوساطة اللغوية غالبا ما تفقد المعنى دلالات هامشية يؤسسسها التواصل المباشر…
على وزارة بنموسى أن تكف من تدبير الخصاص عبر استنزاف أطر تدريس الأمازيغية…
عليها أن تكون لها الإرادة القوية في تنزيل رؤية جديدة لتدريس الأمازيغية كمادة أساسية وليست حصصا رمزية تقي بها نفسها من العتاب ” الأمازيغي”
وعلينا أن تكون لها الجرأة، لإدخال الأمازيغية كدرس أساسي في جميع الاسلاك.
وعلى كليات الطب والصيدلة أن تدمج مادة اللغة الأمازيغية ، ليتعلمها الطبيب والصيدلي ويمتحن فيها…
ولمَ لا مدارس المهندسين ومعهد القضاء ….؟
أنا لا أحلم….
أنا أتقاسم الأمل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى