الرئسيةثقافة وفنون

المسرح الوطني محمد الخامس.. حفل موسيقي استثنائي جمع فرقة “باليتو دي ميلانو” الإيطالية والأوركسترا الفيلهارمونية المغربية

رحلة موسيقية من ميلانو إلى الرباط مع "فيفا فيردي"

شهدت خشبة المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، مساء السبت 4 نوفمبر، حدثا ثقافيا موسيقيا مميزا تحت عنوان “فيفا فيردي”، استمتع خلاله الجمهور بأمسية لا تُنسى. هذا العرض الموسيقي الذي أشرف عليه المايسترو جيانماريو كافالارو، مكونٌ من جزئين، جمعا بين أعظم رقصات الباليه المقتبسة من مجموعة من العروض الأوبرالية التي أبدعها “جوزيبي فيردي”، والتي أدتها فرقة “باليتو دي ميلانو” بشكل رائع، مصحوبة بتوزيعات موسيقية، مصممة خصيصًا، بتعاون مع الأوركسترا الفيلهارمونية المغربية، بقيادة المايسترو كارلو بيستا، فيما أشرف كل من أغنيسي أومودي سالي وفيديريكو فيراتي، على تصميم الرقصات والأزياء.

“باليتو دي ميلانو” (باليه ميلانو)، الذي يقوده ببراعة المايسترو جيانماريو كافالارو، الموسيقي الحاصل على درجات علمية عليا في موسيقى الكورال وقيادة الكورال من معهد بارما الموسيقي والمعروف بمسيرة موسيقية استثنائية، ابتكر مقطوعات موسيقية مصممة خصيصًا بالتعاون مع الأوركسترا الفلهارمونية المغربية، سافرت بالجمهور الحاضر، إلى عوالم موسيقية آسرة. وشكل حفل “فيفا فيردي”، الذي قدم بكثير من الإبداع على خشبة المسرح الوطني محمد الخامس في الرباط، احتفالا جماعيا بالإرث الموسيقي لجوزيبي فيردي.

تعود جذور اسم “Viva Verdi”، الذي أعطي لهذا العرض، إلى عمق التاريخ الإيطالي. فجوزيبي فيردي، لعب دورًا رمزيًا حاسمًا في تاريخ حركة توحيد إيطاليا، المعروفة باسم “Risorgimento”. والأعمال الأوبرالية والتنسيقات الموسيقية الملحمية والجوقات العاطفية، لجوزيبي فيردي، بما في ذلك جوقة “Va, pensiero” (جوقة العبيد) ضمن أوبرا “نابوكو”، يبدو وكأنها تجسد النضال الذي قادته شخصيات مثل “كاميلو دي كافور” و”جوزيبي غاريبالدي” لتحرير إيطاليا، حينها، من سيطرة القوى الأجنبية التي كانت متواجدة في مختلف جهاتها خلال القرن الـتاسع عشر.

وفي سياق جهود تحرير وتوحيد إيطاليا، وعرض أوبرا “نابوكو”، هتف الجمهور بشكل عفوي لهذا العمل الفني بالجملة التالية: “تحيا فيردي!”، كنوع من الاحتفال بأعمال فيردي. والاسم المختصر “Verdi” كان يشير حينها، وبشكل مخفي، إلى فيكتور إيمانويل ملك إيطاليا (Vittorio Emanuele Re D’Italia)، أي الملك فيكتور إيمانويل الثاني، أول ملك لإيطاليا الموحدة عام 1861. وكدليل وتعبير منه على دعم الوحدة الإيطالية، أصبح فيردي عضوًا في برلمان تورينو في العام نفسه. وترمز تسمية “فيفا فيردي” إلى الإعجاب بالملحن والأمل في إيطاليا الموحدة.

في هذا السياق تقول السيدة كارميلا كاليا، مديرة المعهد الثقافي الإيطالي بالرباط “إن الاحتفال بجوزيبي فيردي في العاصمة الرباط له رمزية كبيرة بالنسبة للمعهد الثقافي الإيطالي بالرباط. فيردي يجسد العبقرية الموسيقية الرومانسية التي رافقت كافور وغاريبالدي في سعيهما لتحرير وتوحيد إيطاليا. زيادة على ذلك، كانت مشاركة الأوركسترا الفيلهارمونية المغربية في هذه الأمسية الاستثنائية بمثابة احتفال بالموسيقى والرقص والفن الذي تجاوز الحدود. نحن فخورون بتقديم ‘فيفا فيردي’ في الرباط ومشاركة هذه التجربة الفريدة مع الجمهور المغربي”.

ويأتي هذا الحدث المميز كثمرة لتعاون استثنائي بين السفارة الإيطالية في المغرب والمعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، بشراكة مع فرقة “باليتو دي ميلانو” والأوركسترا الفيلهارمونية المغربية، التي تعد أحد أبرز مشاريع مؤسسة تينور للثقافة. وكان كل من سعادة سفير إيطاليا لدى المملكة المغربية، أرماندو باروكو، الملحق المكلف بالشؤون الثقافية، والسيدة كارميلا كاليا، مديرة المعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، وراء مبادرة هذا الاحتفال الموسيقي الفريد. وأشرفت السفارة الإيطالية في المملكة المغربية، والمعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، على تنظيم العرض الموسيقي المقام يوم السبت 4 نوفمبر بالرباط، بتعاون مع “مؤسسة تينور للثقافة” والمسرح الوطني محمد الخامس.

وقد حقق هذا العرض نجاحا كبيرا وسط حضور مبهر ومتنوع من الجمهور المغربي. اجتمع المتفرجون من جميع الأعمار للاحتفال بهذه الأمسية الاستثنائية، مما خلق جوًا مليئًا بالعاطفة والتقدير للفن. ومن بينهم محترفو الموسيقى، الفنانون المشهورون، طلاب المعاهد الموسيقية، بالإضافة إلى طلاب المعهد الثقافي الإيطالي بالرباط. والتقوا على المسرح لإثراء معارفهم الموسيقية والمشاركة في هذه التجربة الفريدة. كما استجاب للدعوة، محبو الموسيقى المتلهفون للألحان الراقية، مما ساعد على جعل هذه الأمسية لحظة لا تُنسى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى