الرئسيةثقافة وفنون

مهرجان الفيلم بمراكش يستضيف أطفال مناطق الزلزال

منطقة الحوز المتضررة من زلزال 8 شتنبر الماضي، اليوم السبت، ضيوفا على عروض الدورة العشرين للمهرجان الخاصة بسينما “الجمهور الناشئ”.

تلاميذ وتلميذات في عمر الورد ممن تأثروا جراء تداعيات الزلزال قدموا صباح اليوم على متن حافلات خاصة بتأطير من مديري مؤسساتهم وأساتذتهم، إلى سينما كوليزي بالمدينة الحمراء، ليعيشوا تجربة متفردة يتيحها لهم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ويكتشفوا سحر السينما وأجواء قاعاتها الخاصة التي لم يعهدوا مثلها من قبل.

بكثير من اللهفة، ومثله من الدهشة، ولج هؤلاء الأطفال إلى قاعة السينما وفتحوا عيونهم الصغيرة على الشاشة الكبيرة حيث وجدوا أنفسهم على موعد مع الفيلم الياباني “عالم آريتي السري” لمخرجه هيروماسا يونيباياشي، الذي يحكي عن قيمة الصداقة وأثرها الإيجابي في حياة الإنسان.

هي حالة التلميذ لحسن، ذي الاثني عشر ربيعا، الذي عبر في تصريح عفوي لوكالة المغرب العربي للأنباء عن سعادته مع أقرانه بالقدوم إلى السينما لأول مرة في حياته.

“ألفت مشاهدة الأفلام على الهاتف والتلفاز، لكنني اليوم أمام شاشة كبيرة، إنها تجربة رائعة بالنسبة لي”، يقول لحسن وهو على مقعده في صالة السينما وعينه تتطلع إلى شاشتها الضخمة. ويضيف “أنا وأصدقائي فرحون بالقدوم هنا.

الفرحة نفسها عبرت عنها التلميذات الحاضرات حتى قبل الولوج إلى القاعة وهن بصدد النزول من الحافلة التي أقلتهم، وحناجرهن الصغيرة تهتف باللازمة الدراجة على ألسن المغاربة حين يحلون ضيوفا في لحظات الفرح “ها حنا جينا، لاتقولوا ما جينا”.

على أن بادرة استقبال المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لهؤلاء التلاميذ والتلميذات كانت أيضا محط تنويه من طرف الطاقم التربوي المشرف على تدريسهم، سيما أنها تندرج في سياق خاص بصمته التداعيات التي خلفها زلزال الحوز.

يقول سالم عباد، مدير الثانوية الإعدادية والتأهيلية (تينمل) بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالحوز، التي تضررت بشكل كبير من زلزال 8 شتنبر، وتم نقل تلاميذها إلى مدراس أخرى بمديرية مراكش، إن هؤلاء التلاميذ في حاجة ماسة إلى حضور مثل هذه الأنشطة التربوية، سيما وأن الزلزال خلف تداعيات على نفوسهم.

ويوضح المسؤول التربوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن حضور عرض سينمائي مثل هذا يساعد هؤلاء التلاميذ على الترويح عن النفس، ويفتح أعينهم على عالم الفن السابع، بل وقد يغري بعضهم لصقل مواهبه والالتحاق به يوما، مضيفا بالقول “نحن والأطفال فرحون بهذه البادرة” من جانب القائمين على المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

من جهتها، قالت آن ديلسيت، عن الجهة المنظمة، في تصريح للصحافة بالمناسبة، إن مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش دأبت منذ سنوات تنظيم قسم خاص بالعروض الموجهة للناشئة، حيث تستقبل هذه التظاهرة كل سنة تلاميذ مدارس المدينة الحمراء ودور الأيتام بها وكذا تلاميذ العالم القروي للاستمتاع بالسينما والإفادة من الدروس التي تقدمها الأفلام التي يتم عرضها بالمناسبة.

وأبرزت ديلسيت أنه في سياق تداعيات الزلزال الذي عرفته منطقة الحوز في شتنبر المنصرم، كانت هناك رغبة لدى المؤسسة لتخصيص التفافة خاصة في هذه الدورة للأطفال المتضررين من الزلزال، ليحضروا بدورهم فعاليات المهرجان الذي يفتح أبوابه مجانا لعموم الجمهور من مختف الأعمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى