الرئسيةثقافة وفنوندابا tv

شكل فرصة لتألق وجوه شابة..مسلسل “بين القصور” يستكشف عالم الأحياء الشعبية بأعماقها وتناقضاتها +صور وفيديو

تحرير: جيهان مشكور

في رحلة استكشافية مثيرة، لمسلسل “بين القصور” لمخرجه هشام الجباري، الذي يجري بثه على قناة MBC5، جرى نقل المشاهدين إلى عالم الأحياء الشعبية في المغرب، حيث يكشف الستار عن الجوانب الحقيقية والمعقدة لهذا الواقع المتنوع والغني بالتناقضات، و تميز المسلسل بقربه من الواقع الاجتماعي في المغرب، حيث تم التركيز على الحياة داخل الأحياء الشعبية وتناول قضاياها بعمق، مما جعله يحظى بتفاعل كبير من طرف المشاهدين الذين شعروا بأنهم يجدون أنفسهم في الشخصيات والمواقف المعروضة.

ومن بين النقاط التي لاقت استحسان المشاهدين كون المسلسل قدم نظرة عميقة عن حياة المنحرفين في الأحياء الشعبية، حيث أظهر جانبًا إنسانيًا لهؤلاء الأشخاص، من مثل شخصية “الغانذور” و التي ابدع في تجسيدها الممثل القدير محمد خيي، اذ يتقاطع فيها الخير والشر، فمن جهة يسعى لمساعدة الناس في الأوقات الصعبة و في الوقت ذاته يستغل أبناءهم في أعمال غير مشروعة و يشجيعهم على “البلية”. حيث تم إظهار تناقضات الشخصيان وتعقيداتها بطريقة مميزة بدأ بالزي إلى تعابير الوجه و الحوار المتقن، من جهة أخرى، لم يقتصر دور المسلسل على تقديم صورة سلبية فقط، بل حاول أيضًا تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية للأحياء الشعبية، وذلك من خلال تمثيل الوحدة والتلاحم بين أفراد المجتمع في الظروف الصعبة والمواقف الطارئة.

المخرج هشام الجابري

و في تصريح كان أدلى به مخرج المسلسل “هشام الجابري” قال: إن استحضار مشاهد الزلزال في المسلسل لم تكن الغاية منها تذكير المغاربة بالواقعة، وإنما وضع الأصبع على الجرح، وتقريب المشاهد من الاختلاف بين الناس في الفواجع و المآسي، حيث تظهر معادنهم، و بين من يكشف عن جشعه وانعدام ضميره من خلال سرقة البيوت والاعتداء على الناس، وبين من يتضامن وينقذ الناس ويساعدهم على تخطي المآسي بما فيهم شخصيات “كاطورز” و “بيزي” و “زوبير”.

ومن خلال تصريحات المخرج هشام الجباري، يتضح أن الهدف من المسلسل لم يكن مجرد تسلية المشاهدين، بل كانت الغاية الحقيقية، نقل الواقع والتأكيد على أهمية التلاحم والتعاضد في مواجهة التحديات والمصاعب التي قد يواجهها أفراد المجتمع.

وفيما يتعلق بأداء الفنانة المغربية فرح الفاسي والرابور المغربي أناس البسبوسي، فقد تألقوا في تجسيد شخصياتهم بشكل ملحوظ، و بذا الخصوص،أكدت فرح الفاسي أن تفاعل الجمهور مع ثنائي “وردة” و”كاطورز” جاء نتيجة أن الثنائي تميز بتقديم شخصيات معقدة تمزج بين القوة والضعف، حيث جسدا تناقضات الحياة في الحي الشعبي بشكل مميز، مما جعل التفاعل بينهما يصل إلى قلوب المشاهدين

تجدر الإشارة أن المسلسل كلل بنجاح كبير، حيث حقق أعلى نسب المشاهدة على منصة “شاهد” وقناة MBC5، متفوقاً على المسلسل المصري “نعمة الأفاكاتو”.

هذا، و يعكس نجاح المسلسل التفاعل الإيجابي الذي حققه مع المشاهدين وتقديرهم للرؤية الجديدة التي قدمها في سبر أغزار الحي الشعبي المغربي، والكشف عن عوالمه المثيرة.

جدير بالذكر، أن أحداث المسلسل، تدور حول قرار “سكينة” الفرار مع عائلتها بعد تهديدات شقيق زوجها الراحل المستمرة، واختيارها العودة إلى حي “بين القصور” الشعبي، حيث نشأت وتربت، لكن “سكينة” تواجه تتحديات كثيرة، ومنها  إقناع ابنتها “عفاف” وابنها “مروان”، بالإضافة إلى خادمتها “وردة”، بترك حياة الرفاهية في طنجة والانتقال للعيش في حي شعبي بمدينة الدار البيضاء.

المُسلسل من تأليف بشرى ملاك، وإخراج هشام الجباري، يشارك فيه فريقً من الممثلين المتميزين مثل هدى ريحاني، محمد خييي، السعدية لديب، فرح الفاسي، عزيز حطاب، أنس بسبوسي، أكرم سهيل، وغيرهم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى