الرئسيةثقافة وفنوندابا tv

السينما و فيلم أعجبني…فيلم “بابل” الذي يصور التحولات الكبرى في انتقال السينما بدخول الصوت +فيديو وصور

هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.

حلقة اليوم: فيلم “بابل” الذي يصور التحولات الكبرى في انتقال السينما بدخول الصوت

 

يعتبر فيلم “بابل” (Babylon) دراما تاريخية لداميان شازيل صاحب الفلم الطموح La La Land الذي يتذكر الكل فضيحة حرمانه من جائزة أوسكار أحسن فيلم ثم رائعته ويبلاش (Whiplash) الذي فاز بثلاث جوائز أوسكار وترشح لغيرها، يتحدث عن عشرينيات القرن الماضي، في المرحلة الفاصلة للتحول من السينما الصامتة إلى السينما الناطقة.

الكوكاس
بقلم الاعلامي والكاتب عبدالعزيز كوكاس

هناك قصتان تسيران بشكل متوازي في هذا الفلم:

قصة النجم الهوليودي، الممثل جاك كونراد (الذي أدى دوره براد بيت) الذي كان في قمة مجده التي توجتها مسيرته المهنية، وعلى الجانب الآخر نيللي لاروي (مارغو روبي) ممثلة صاعدة، استطاعت بجرأتها الشديدة الوصول إلى الشهرة الواسعة، ولكن في ذات الوقت تم تنميطها في دور الفتاة سيئة السمعة. مارغو روبي، الممثلة -الطفلة البرية التي تدخل الفلم من خلال تحطيم حفلة مزدحمة مليئة بموسيقى الجاز والمخدرات والأجساد العارية والمنتجين البارزين. براد بيت فرح بنفسه ومفتخر بمكانته كنجم سينمائي، فيما نيللي لاروي في زمن البدايات، لكنها تنجح في تحقيق ذاتها وتحقق نجاحا مبهرا وشهرة واسعة، غير أن المخرجين ظلوا يهيئون لها أدوارا نمطية لا تخرج عن الفتاة المتهتكة ذات الماضي السيء.


مجرد إلقاء نظرة على بابل، الذي يبدو مثل إعادة إنتاج رائع لفلم “شمعة الليالي” مع ديرك ديجلر، نلاحظ ذلك التحول من الأيام الأولى للأفلام الصامتة وتلك الإباحية وكيف استحوذت التكنولوجيا الجديدة على كل أشكال المتعة. يبدأ الكاتب والمخرج داميان شازيل فلمه بابل بعربدة غريزية، زوبعة فوضوية مليئة بالنشوة والفجور .

الجزء الأمامي من الإطار هو شخصياتنا المركزية الست، على الرغم من أن ثلاثة منهم فقط لديهم قصة يحكونها ونتتبعها.. ماتيني المعبود جاك كونراد (براد بيت) في نهاية زواجه وفي ذروة قوته. نيللي لاروي فتاة صاخبة لا تريد أن تصبح نجمة لكنها ستصبح مشهورة برغم نمطية أدوارها.

أما بالنسبة لكاتبة عمود النميمة إلينور سانت جون (جان سمارت)، فهي موجودة بشكل أساسي لتذكيرنا بوجود وسائل الإعلام، لتقديم مونولوج في وقت متأخر من القصة حول كيف لا أحد في الأفلام مهم حقا.. أقرب شخصية بابل إلى شخصية مركزية هي ماني توريس (دييجو كالفا)، مكسيكي ساذج عينه جاك كمساعد. سرعان ما يتولى ماني، مسؤولية أكبر ويصبح مديرا تنفيذيا في الاستوديو..

ماني غريب، مهاجر أسود في شركة يغلب عليها البيض لكنه ظل منفتحا على التغيير وقابلا للتكيف بدرجة كبيرة، نلتقي به في محاولة لإيصال فيل إلى أعلى التل إلى القصر الذي سيستضيف طقوس العربدة الليلية.. ثم يحدث التحول السريع يندحر نجم الممثلين لاروي وكونراد، حيث يصبحان جزءا من عصر قديم تجاوزته السينما الحديثة، ويصبح الممثل- الإنسان مثل مفك صغير في آلة صناعية كبرى.

 

ما الذي أضافه فيلم “بابل”؟

هذا هو السؤال المركزي الذي يطرحه كل من شاهد الفلم، فالعودة إلى التاريخ السينمائي لهوليود ظلت موضوعا مفضلا للعديد من المخرجين، يبدو كما لو أن الموضوع استهلك، ومخرج شاب واعد مثل داميان شازيل الذي قياسا لسنه الصغير ونوعية أعماله المبهرة، يعتبر أسطورة قادمة لإعادة الدفء لهوليوود، لكن فيلم “بابل” الذي خضع لحذف بعض مشاهده في بعض الدول بسبب مشاهد اعتبرت ماجنة أو غير مقبولة أخلاقية، ظل حبيس نفس الرؤيا ولم يضف إلى ما أنجزه الكبار في هذا الباب برغم ترشيح فيلمه لجائزة الأوسكار.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى