صديق عرفات الذي عارض «أوسلو» ورفض العودة…الموت يغيب القيادي الفلسطيني الكبير فاروق القدمي+ فيديوهات وصور
أعلن في العاصمة الأردنية، أمس الخميس، وفاة القيادي الفلسطيني الكبير فاروق القدمي، المعروف باسم "أبو اللطف"، عن عمر ناهز 93 عاما.
وقالت عائلته إن أبو اللطف، وهو أحد مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، توفي بعد رحلة طويلة مع المرض.
من جانبها، نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، القدومي الذي وصفته بأنه «القائد الوطني والتاريخي الكبير، وأحد القادة التاريخيين المؤسسين للحركة والثورة الفلسطينية المعاصرة».
وأضافت «فتح»: «برحيل المناضل أبو اللطف، فقدت الحركة قامة وطنية كبيرة، ومناضلاً أمضى حياته مدافعاً عن شعبنا وقضيته الوطنية وحقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير والحرية والاستقلال».
لكن شهر العسل لم يطل، إذ انقلب على عباس بعد أعوام قليلة، مطلقاً في العام 2009 اتهامات ضده بالمشاركة في تسميم عرفات، وهو الهجوم الذي ردّته مركزية «فتح» آنذاك، وأدى إلى إعفائه لاحقاً من منصبه رئيس الدائرة السياسية لمنظمة «التحرير»، ثم أخرج توالياً في الانتخابات التي شكلت مركزية جديدة لـ«فتح» عام 2010، ولجنة تنفيذية جديدة للمنظمة في سنوات لاحقة.
كان للقدومي آراء واضحة وعلنية ضد «أوسلو» وضد قادة في السلطة و«فتح»، وبخصوص العمل السياسي والمسلح والمصالحة، وإصلاح منظمة «التحرير»، والدولة الفلسطينية.
وارتبط اسم القدومي برئاسة الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تقلدها في 1973 ويعرف بمعارضته الشديدة لا تفاق أوسلو.
وولد فاروق القدومي عام 1931 في نابلس بالضفة الغربية، ثم هاجر مع أسرته إلى مدينة حيفا في عام 1948 قبل أن يعود من جديد إلى نابلس.
درس الابتدائية والثانوية في مدينة يافا، وفي عام 1954 التحق بالجامعة الأميركية في القاهرة حيث أنهى دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية.
في بداية حياته السياسية انضم القدومي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ أربعينيات القرن الماضي، وأثناء دراسته بمصر التقى الزعيم الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) وصلاح خلف (أبو إياد) ليتم تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني في نهاية الخمسينيات بمشاركة خليل الوزير (أبو جهاد) ومحمود عباس (أبو مازن).
وأصبح القدومي عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، وعضوًا في المجلس الوطني، ورئيسًا للدائرة السياسية لمنظمة التحرير عام 1973، ومسؤول دائرة الشؤون الخارجية لمنظمة التحرير عام 1989، وأسهم في تطوير علاقات المنظمة بالدول العربية والاتحاد السوفياتي السابق وكثير من دول العالم.
وكان القدومي ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت إلى تونس في 1983 بعد الغزو الإسرائيلي للبنان.