جهاتمجتمع

“عين أسردون”.. منتجع سياحي فريد يجمع بين سحر الطبيعة وعراقة التاريخ

في تناغم أخاذ بين الخضرة والماء وطيبوبة أصحاب الأرض، يشكل موقع “عين أسردون” منتجعا سياحيا فريدا يجمع بين سحر الطبيعة وعراقة التاريخ.

ويشكل هذا المنتجع متنفسا طبيعيا للزوار المغاربة والأجانب من عشاق الطبيعة الخلابة والسياحة الجبلية، خصوصا خلال فترات العطل ونهاية الأسبوع، للترويح عن النفس داخل هذا الفضاء الطبيعي الذي يحتضن أيضا مجموعة من الأنشطة التي تلبي احتياجات الزوار مثل خدمات الإطعام والمقاهي ومواقف السيارات، فضلا عن نقش الحناء وألعاب الأطفال وبيع منتوجات الصناعة التقليدية.

يقع منتجع “عين أسردون” ضمن المدار السياحي لعاصمة جهة بني ملال- خنيفرة على ربوة صغيرة، حيث توجد “العين” في الأعلى، بينما تمتد في الأسفل حدائق ساحرة زينت بأنواع الزهور والورود والأشجار الباسقة، تتوسطها سواقي تنساب مياهها باتجاه الحقول.

ويتميز منتجع “عين أسردون”، الذي صنف تراثا وطنيا سنة 1947، بشلالات ماء يفوق ارتفاعها المترين، ماء عذب زلال يتلون مع تبدل الفصول، ولا ينضب رغم تغير الأحوال، وحدائق تاريخية بديعة مصممة على شاكلة تلك الموجودة بمدن الأندلس، وبساتين شاسعة تضم أشجار التين والزيتون والرمان وتتخللها مجموعة من السواقي.

ويعتبر سكان المنطقة “العين” بمثابة هبة المدينة الدائمة ما دام الماء هو مصدر الحياة، ويرون أن وجود المدينة واستمرارها ظل مرتبطا بوجود واستمرار تدفق مياه “العين”، حيث تحدثت الكتابات التاريخية المحلية عن كون الرحل على مر العصور اعتبروا أن من منن “عين أسردون” عدم تعرض قبائل بني ملال أبدا للمجاعة، وأنهم كانوا يتحدثون على مر التاريخ عن أهل بني ملال كأهل غنى وأهل وفرة. فحينما ت ذكر مدينة بني ملال ت ذكر “عين أسردون”، ومن يقف بالمدار السياحي “للعين” عند سفح الجبل، تشد نظره بناية تاريخية في القمة هي “قصر ملال”.

ويعود هذا القصر التاريخي إلى أحد الوجهاء القدامى الذي كان يتخذ من هذه البناية العريقة مكانا للتعبد وحصنا عسكريا منيعا للدفاع عن منطقة الدير.

ويتألف “قصر ملال” من أربعة أبراج تم تشييدها فوق ربوة تقدم نظرة بانورامية من فوق لمدينة بني ملال وحقول الزيتون والبساتين المترامية الأطراف على طول سهل تادلة ومنطقة الدير.

ويعتبر “القصر” من أهم الأبراج التي تم تشييدها كحصون عسكرية دفاعية لحماية سواقي “عين أسردون” من الاحتكار، لاسيما خلال فترات الاضطرابات القبلية، حيث كانت مياه “العين” تخضع لنظام تقسيم واستغلال وفق حصيص متوافق عليه بين قبائل أولاد اسعيد وأولاد حمدان واولاد عياد وامغيلة. ورغم مرور أزيد من سبعة قرون على تشييد “قصر ملال”، فلا زال يشكل معلمة شامخة تتحدى الزمن، فواحة بعبق التاريخ وعمق وأصالة الفن المعماري وعراقة الحضارة، ومعبرة عن ثقافة الجماعة في صون الذاكرة والدفاع عن الحق في الحياة من خلال الدفاع عن مصادر الماء.

ولم يتراجع قط عبر الزمن عدد زوار المنتجع الذين يعبرون عن إعجابهم بما يميز هذا الموقع السياحي الوطني من سحر وجمال طبيعي، ويحرصون على تكرار الزيارة رفقة أسرهم وأصدقائهم، من أجل الاستمتاع بجمال وروعة المكان، والتخلص من ضغط وروتين العمل والحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى