الرئسيةصحةمجتمع

نداء استغاثة من ضحايا حقنة العمى: أزمة إنسانية تتطلب تدخلاً عاجلاً

في مشهد مؤلم يعكس عمق المعاناة التي يعيشها ضحايا “حقنة العمى”، أطلق هؤلاء نداءات استغاثة في شهر رمضان المبارك، مستنجدين بالقلوب الرحيمة وأصحاب اليد البيضاء لمساعدتهم في تجاوز محنتهم التي فقدوا فيها نعمة البصر، وهو ما أسفر عن تدمير حياتهم الاجتماعية والاقتصادية.

هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يعتمدون على قوت يومهم، أصبحوا الآن في وضعية غير مستقرة، يعجزون عن إعالة أسرهم أو تأمين أبسط احتياجاتهم، مما يضاعف من معاناتهم النفسية والاقتصادية على حد سواء.

في تصريح لها، تحدثت فاطمة الزهراء، المتحدثة باسم الضحايا، عن التدهور الكبير في وضعهم الاجتماعي، مشيرة إلى أن المساعدة أصبحت ضرورة ملحة بعد أن فقدوا بصرهم، وبالتالي فقدوا مصدر رزقهم الأساسي، وقالت فاطمة الزهراء بصوت يملؤه الألم: “لقد أصبحنا عاجزين عن توفير أبسط مقومات الحياة لأسرنا، وأملنا الآن في الإعلام والمحسنين وكل من يستطيع مساعدتنا”، مؤكدة أن الضحايا يخططون للجوء إلى القضاء لمقاضاة المستشفى المعني في الأسابيع القليلة المقبلة.

تعود هذه الفاجعة إلى سنة 2023، حيث تعرض 15 شخصاً لفقدان جزئي في البصر بعد تلقيهم حقناً في العين كعلاج لمشاكل في شبكية العين، ومع مرور الوقت، بدأت تظهر عليهم أعراض خطيرة تتراوح بين احمرار العين وآلام شديدة ونقص حاد في القدرة على الرؤية، وهو ما دفعهم إلى البحث عن طرق علاجية بديلة وطلب الدعم، وقد كان هذا الحادث الأليم محل تحقيق موسع من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية منذ عام 2023، وسط تساؤلات عن معايير السلامة في الإجراءات العلاجية المتبعة.

كانت إدارة المستشفى قد أصدرت بيانًا صحافيًا في سنة 2023 أوضحت فيه أن 16 مريضًا من بينهم هؤلاء الذين أصيبوا بفقدان البصر جزئيًا، تم علاجهم في مصلحة طب العيون بالمستشفى نفسه، وتلقوا حقنة داخل الجسم الزجاجي في 19 سبتمبر من نفس السنة، وتابعت الإدارة أن المرضى تعرضوا لأعراض مثل الاحمرار والألم في العين ونقص في البصر في اليوم التالي، وهو ما جعل الفريق الطبي يستدعي المرضى الذين تلقوا العلاج في تلك الفترة، ويقومون بإدخالهم للمستشفى تحت المراقبة الطبية وتقديم العلاج اللازم لهم.

ما زالت هذه القضية تثير غضب الضحايا الذين يعانون في صمت، وهم الآن يناشدون السلطات العليا في البلاد، وعلى رأسها الملك محمد السادس، للتدخل العاجل وجبر الضرر الذي لحق بهم. ويأمل هؤلاء الأشخاص أن تساهم تلك التدخلات في تخفيف معاناتهم وأن توفر لهم فرصاً عادلة للإنصاف والتعويض، خاصة في ظل تدهور وضعهم الصحي والاجتماعي الذي لم يكن في الحسبان.

إن “حقنة العمى” تمثل في نظر الضحايا قضية إنسانية كبيرة، تتطلب تدخلاً سريعًا وفعالاً، سواء من الجهات المعنية أو من المحسنين الذين يمكنهم أن يكونوا شمعة أمل تنير طريق هؤلاء الذين سلبت منهم نعمة البصر بشكل مفاجئ وغير مبرر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى