الرئسيةتكنولوجيامنوعات

عاصفة تضرب الأرض: اضطرابات وتهديدات تكنولوجية في الأفق

بدأ كوكب الأرض منذ صباح اليوم الأربعاء في استقبال تأثيرات عاصفة مغناطيسية ناتجة عن نشاط شمسي قوي، في تطور جديد يشير إلى التزايد الملحوظ في حدة التفاعلات الشمسية وتأثيرها المباشر على البنية التكنولوجية الحيوية للبشر، فقد أعلن مركز “فوبوس” الروسي للأرصاد الجوية أن العاصفة سببها توهجات شمسية أدت إلى انبعاث سحابتي بلازما اجتاحتا المجال المغناطيسي للأرض، ما تسبب في اضطرابات شديدة ستستمر بشكل متقطع حتى صباح الخميس، حسب ما صرح به الخبير يفغيني تيشكوفيتس.

بلغت شدة هذه العاصفة المغناطيسية المستوى G2، أي درجة معتدلة من الاضطراب المغناطيسي، مع توقعات بارتفاعها إلى مستوى G3، وهو ما يصنف ضمن العواصف القوية التي قد تُحدث تأثيرات ملحوظة على الأرض، ومن المرتقب أن تبدأ حدة هذه الظاهرة بالتراجع تدريجياً خلال صباح الغد، الخميس 17 أبريل، لتستقر بين المستويين G2 وG1، أي بين التأثير المعتدل والضعيف، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي”.

وفي هذا السياق، أكد باحثون من معهد الجيوفيزياء الفلكية بموسكو أن مؤشرات العاصفة بدأت بالفعل في الظهور، مشيرين إلى تسجيل واضح لمستوى G2 خلال ساعات اليوم.

ولفت الخبراء إلى أن هذه الدرجة من الشدة قد تكون كافية لإحداث اضطرابات في شبكات الطاقة، إضافة إلى تعطل أنظمة الملاحة الراديوية وحدوث انقطاعات مؤقتة في الاتصالات التي تعتمد على الترددات العالية.

علمياً، تحدث العواصف المغناطيسية عندما تتفاعل الانبعاثات الشمسية، خصوصاً سحب البلازما الناتجة عن التوهجات، مع الغلاف المغناطيسي للأرض، مما يولد تيارات كهربائية يمكن أن تُخلّ بالتوازنات التقنية في الأنظمة الحساسة، ومن المعروف أن تأثير هذه الظواهر لا يقتصر على التكنولوجيا فقط، بل يمتد إلى المجال الحيوي أيضاً، حيث تتأثر مسارات هجرة الطيور والحيوانات التي تعتمد في تنقلها على الإشارات المغناطيسية الطبيعية للأرض.

وتُصنف العواصف المغناطيسية حسب شدتها من G1 إلى G5، حيث تشير G1 إلى اضطرابات خفيفة، فيما ترمز G5 إلى اضطرابات شديدة جداً قد تؤثر حتى على الأقمار الصناعية والبنى التحتية الأرضية الحرجة،و تمثل هذه التصنيفات مؤشراً حيوياً لمتابعة تطور العواصف وتقييم خطرها على مختلف القطاعات، من شبكات الكهرباء وحتى منظومات الاتصالات والملاحة.

ويعيد هذا الحدث التذكير بالحاجة الملحة إلى تطوير منظومات الحماية التكنولوجية ضد الظواهر الفضائية المتطرفة، خاصة في ظل تزايد اعتماد البشرية على البنية التحتية الرقمية والاتصالات الفضائية، كما يبرز أهمية المراقبة الدقيقة للنشاط الشمسي والتنبؤ المبكر بتأثيراته التي قد تتسبب في خسائر اقتصادية وعلمية غير متوقعة إذا لم يتم التعامل معها بالحذر العلمي اللازم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى