مجتمع

أسماء الوديع وحكاية إقناع ربيع الأبلق بتعليق الإضراب عن الطعام

كتبت أسماء الوديع المحامية والعضو البارز في هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، في تدوينة لها على صفحتها في الفايسبوك، تحدثت فيه عن المساعي التي بدلت لحث ربيع الأبلق على تعليق إضرابه عن الطعام الذي وصل إلى أربعين يوما، وبات يهدد حياته:

وفيما يلي نص التدوينة:

عقدنا العزم على التوجه إلى سجن طنجة 2 لحث ربيع الأبلق على فك الإضراب عن الطعام الذي كان قد أشرف على أربعين يوماً … انطلقنا في تمام الساعة السابعة صباحا ، وكنا أربعة من أعضاء هيئة دفاع معتقلي حراك الحسيمة والنواحي …
الأساتذة : عبد الإله الفشتالي ، زهرة مرابط ، سعيدة الرويسي وكاتبة هذه السطور .

كنا نسابق الزمن ونستحضر جميع السيناريوهات الممكنة وحتى المستحيلة ….
كنت على إتصال مستمر طيلة الطريق مع الرفيق مصطفى لمهود ننسق حول جمع توقيعات المناشدة التي كانت من اقتراحه و إخراجه .

ظلت تتقاطر على صفحاتنا مئات التوقيعات وكان هو يحرص على تجميعها لكي يتسنى له إرسالها ثم أتكلف أنا بطبعها واستخراجها لتكون إحدى أدوات الإقناع ….
توجهنا مباشرة بعد ذلك إلى سجن طنجة 2 الذي يبعد عن المدينة بعشرات الكيلومترات عبر طريق مقفرة غير معبدة في جزء كبير منها …
أوقفنا السيارة قبل الوصول إلى الجسر الذي يفصلنا عن السجن بمسافة كبيرة وكان علينا عبور المياه التي تغمر المكان ….
أخيراً وصلنا إلى وجهتنا وطلبنا التخابر أولا مع ربيع على حدة وكذلك كان ….
بدا شاحبا ، هزيلا و بالكاد كان يخطو نحونا ….

وجدنا صعوبة في التواصل معه في بداية الأمر ، ثم ما لبث أن استجمع ما تبقى لديه من قوة وانطلقنا في الجولة الأولى من الإقناع والإقتناع ، بادرته بلوائح التوقيعات فكان ينصت لنبضنا ونبض الموقعين على المناشدة ، صمت برهة و قد كسا وجهه الشاحب مسحة من الخجل إزاء ذلك الفيض من المحبة والتضامن التي حملته له تلك المناشدة ، أطرق قليلا ثم رفع نظره إلينا وهو لا يكاد يعبر عن شكره وامتنانه.
طال الوقت بين اخد و رد و بعض الصرامة المشوبة بالخوف على حياته ، و لم نكن لنترك له متسعا للتفكير فما إن ينهي احدنا الحديث حتى يبادر الآخر كل بأسلوبه و حججه و أوجه دفاعه …. ولا أنكر أنني استعملت الخشونة أحياناً ، فكان لا يرد سوى بابتسامة و يتمتم : أحبكم ….شكرا

المعتقل السياسي ربيع الأبلق

أحسسنا أنه بدأ يلين شيئا فشيئا ، فلان حديثنا معه و اخد شكل الإحتضان و المحبة ، ولم ننس أن نذكره بمعاناة والدته السيدة مليكة و ما يسببه لها إضرابه عن الطعام و عناده من قهر وخوف و ألم …
أخيرا نظر إلينا نظرة اختلط فيها الشكر و المحبة و كل العواطف التي تستعصي عن الوصف وقال : أنا موافق شرط أن يكون هذا تعليق للإضراب وليس رفعه !!!
قلنا كيف ولماذا ؟؟؟؟ فأجاب : لقد وعدونا بتجميعنا في سجن واحد ، سجن سلوان بالناظور ، فإذا لم يوفوا بوعدهم أكون في حل من قرار تعليق الإضراب !
أما معركتنا من أجل الحرية يضيف فهي معركة مستمرة .

أسماء الوديع في صورة مع هيئة الدفاع

بعد ذلك طلبنا بقية المعتقلين ، فجاؤوا دفعة واحدة و كم كانت فرحتهم عارمة بعد أن علموا بقرار تعليق ربيع للإضراب عن الطعام … لم يجدوا الكلمات لشكرنا وشكر كل المتضامنين والموقعين على المناشدة .
كانوا يتسابقون على لوائح التوقيعات و في كل مرة تسمعهم يرددون …. هذا فلان جاري وهذا اخي وهاته اعرفها ووووو حتى كدت في لحظة أبكي لفرحهم .
معنوياتهم عالية كالعادة وظروف إقامتهم أفضل من ألسابق …هم الآن في نفس الحي و يتوصلون بالكتب والجرائد … يسترجعون انفاسهم !!
يتقدمون جميعا بالشكر العميق لكل من ساند أو تضامن كما يبعثون تحياتهم ومحبتهم للجميع دون استثناء …..


الحرية لكافة المعتقلين السياسيين في المغرب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى