ثقافة وفنون

المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء.. تقديم مسرحيتين مغربيتين وعمل فني تجريبي ألماني

دخلت الفرق الجامعية المسرحية المغربية اليوم الاربعاء غمار التنافس في الدورة 31 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، حيث تابع الحضور من عشاق أب الفنون عرضين مسرحين مغربين هما “قاع الخابية”، و”سفر”، علاوة على عمل فني تجريبي الماني بعنوان (في رشاقة)، يتطرق لمسألة تزامن التمثيل و التسجيل . و يلاحظ أنه رغم كون عناوين هذه العروض لا تحدد نقطة التقاء تجمع بين هذه الأعمال، إلا أن هذه الانتاجات المسرحية ركزت بشكل أساسي على الجانب الاجتماعي وطرحت على المتلقي أسئلة يعيشها أي مجتمع.

فالتألق والموهبة التي يتمتع بها الممثلون سافرت بالمشاهدين إلى عوالم الشخصيات في هذه المسرحيات حيث ترتبط التقلبات والمعضلات، قبل إيجاد مخارج التي من شأنها جلب إجابات على أسئلة معينة وتفتح آفاقا للآخرين.

و هكذا، أثارت المسرحية الكوميدية “قاع الخابية” لمخرجها حميد مرشد، وشخصتها فرقة محترف البحث المسرحي والموسيقي التابع لكلية الآداب عين الشق الدار البيضاء، قضايا اجتماعية تتعلق بالأنانية والجشع واللامسؤولية والتناقضات وطمس هوية الآخر.

وتمحورت قصة هذه المسرحية، الممتدة على مدى 50 دقيقة، حول شخصية محورية “بوعزة” هذا الرجل الإقطاعي الذي تتلخص موهبته في الحياة ومتعته في تعدد الزوجات وسهر الليلي.

فيما ركزت أحداث مسرحية “سفر”، التي تقدمها فرقة (الإجازة المهنية في مهن المسرح والدراما) بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك على مدى 55 دقيقة، وأخرجها الفنان المسرحي عشيق عبد الفتاح، على ستة أشخاص وجدوا أنفسهم محتجزين كرهائن في مكان واحد ولا يعرف أحدهم الآخر ومن هنا تبدأ الأحداث.

وبهذه المناسبة قال المدير الفني للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، هشام زين العابدين، إن القاسم المشترك بين هذه العروض المسرحية أنها تجارب وعروض جامعية وطلابية محضة، مبرزا أن هذه التجارب منبثقة عن واقع ،وحملت على عاتقها الخوض سواء مجتمعيا أو فلسفيا في بعض الظواهر المعاشة ، التي لا تقتصر على بلد دون غيره.

وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش تقديم هذه العروض، أن مخرج مسرحية “قاع الخابية” و مؤلفها حميد مرشد ظل وفيا لطريقة عمله، التي تقوم على النهل من التراث الشعبي المغربي وإضفاء نكهة فكاهية على المشاكل المجتمعية للواقع المعاش .

فيما اعتبر أن العرض الثاني (في.رشاقة) للفرقة الألمانية “سيستيمريزوما” بجامعة هيلدسهايم، أن هذا العمل يعرج بين التصوير السينمائي للرقص، وتوظيف الفيلم أداة للرقص في أوقات المراقبة بالفيديو والتصوير الذاتي، ويطرح السؤال عن العلاقة بين ما هو أصلي وما هو مستنسخ.

وأضاف أن هذا العرض “جد تجريبي” يخوض في تجربة الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع والمدمنين على بعض الأنواع من المخدرات محاولا طرح معالجة هذا المشكل من منظور فلسفي.

وتابع المدير الفني أن مسرحية “سفر” لطلبة الإجازة المهنية للدراسات المسرحية كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – جامعة الحسن الثاني تبقى عرضا طلابيا يستمد موضوعه من الواقع والتجارب المعاشة من منظور شبابي طلابي محض.

ومن جانبه، أشار مخرج مسرحية “قاع الخابية” الفنان حميد مرشد أن هذا العمل مسرحية اجتماعية تتحدث عن أنانية الرجل الذي يجد متعة في كثرة الزواج، مضيفا أنه كلما زاد مال “بوعزة” يقدم على الزواج إلا أن حيل النساء ستكون حائلا دون أن ينال مراده.

وذكر في تصريح مماثل أن هذا المحترف الذي قدم هذه المسرحية اليوم سبق له أن شارك في هذا المهرجان وتوجت أعماله بعدد من الجوائز.

ومن جهته، قال مخرج و مؤلف مسرحية “سفر” الفنان عبد الفتاح عشيق ، إن هذا العمل ينقسم إلى ثلاث أقسام تتمثل في مراحل السؤال والشك وإثبات الوجود.

وأضاف أن المغزى من هذا العمل هو أن يحاول المتلقي البحث عن أجوبة لسؤال من هو؟ وذلك بهدف معرفة من أين أتى هذا الإنسان وإلى أين مصيره.

ويشمل برنامج دورة هذه السنة إلى جانب تقديم العروض المسرحية تنظيم موائد مستديرة وورشات تكوينية في محور الدورة “المسرح والتغيير” يؤطرها أكاديميون من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصين والمغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى