رأي/ كرونيك

صباح الخير يا هاجر.. أعلم أنك لست بخير… أنا كذلك..

رشيد البلغيثي

نفس الإحساس ينتاب سيدة أعمال تقاسمتُ معها نقاشا في الشمال ورئيس إحدى الجهات الكبرى في الجنوب ووزير سابق، مخزني أنيق، على هامش عشاء فاخر في مهرجان.

لا أحد منهم اعتقل لكن في حلقهم علقم.

المرارة، يا هاجر، علقم في كل صنابير الوطن.

هل تعلمين يا هاجر، اني اعتقلت يوما من بيتي، بتهمة إصدار شيك بدون رصيد، مبلغه 54 مليون تقريبا. أنا الذي لم أوقع شيكا في حياتي الا بعد ضمان كل الأرصدة!

هل تعلمين أن زعيمة كتيبة الاعتقال، كانت سيدة اسمها كوثر، ضابطة في قسم الجرائم المالية.

كان الاعتقال ناعما، يا هاجر، وقد تقدمته امرأة قبل ظهور رجال بعضلات مفتولة يعتقلون أخا لهم دون معرفة بسياق الاعتقال وخلفياته.

لكنهم يعتقلوننا، يا هاجر، بابداع واجتهاد وبرودة دم!

هاجر، لو كنت امرأة مثلك لاعتقلت بحمل “غير شرعي” فأنا رجل حامل، بشكل دائم. حامل لأفكار غير مشروعة، في فهم من حبسوك.

أحمل أحلاما تقاسمتها على سرير الوطن من أجل مغرب أجمل. هي جريمة متى تم ليُّ عنق النصوص الجنائية.

هاجر، 2013 اعتقل الصحافي الخلوق علي أنوزلا بتهمة الإرهاب وهو أكبر المدافعين عن الحريات

قبله اعتقل علي لمرابط ومنع من الكتابة عشر سنوات لأنه أشار ل “الحجر المقدس” وبعده دفع أبو بكر الجامعي ورضا بنشمسي للمغادرة قسرا. علي عمار يدير جريدة جيدة، اليوم، لكنها مفلسة.

هل تعلمين يا هاجر، أن مريا مكريم، رغم الاعتدال، مازالت متابعة بتهمة زعزعة استقرار الدولة صحبة “الصبر” رئيس أقدم مؤسسة شبابية في المغرب ومعهما المعطي منجب، المؤرخ الكبير، وعبد الصمد عياش، الناشط في صفوف المستضعفين، وهشام المنصوري، الذي كُسِر عليه باب بيته في أكدال ونزعت عنه ملابسه الداخلية وحمل بالنواصي والاقدام إلى سجن بعيد عن فسحة الأخيار التي ترعرع عليها في وارزازات!

هاجر لن أحدثك عن المهداوي.. المرتضى.. ناصر.. نبيل.. المجاوي.. واللائحة طويلة..

لن أحدثك عن النسوانيات المنتصرات لمن يشبههن، في انتقائية مخدومة للقضايا.

لن أحدثك عمن حولوا زنازين اعتقالهم، سنوات الرصاص، إلى وكالات سمسرة.

لن أحدثك عن المقربين، من مدعي القرابة والصداقة والزمالة، الذين غرقوا في النزيف. عن تجار الدم ممن يحملون بطاقة صحافية مهنية مثلنا..

لو كان الإجهاض جريمة في المغرب، يا هاجر، لسجن الحكام واعضاء الحكومات، المتناوبة، لأنهم أجهضوا كل الاجنة من رحم الوطن.

سأكلمك، غدا، عن نساء ورجال من فضلاء الوطن.

هاجر، إن غدا لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى